هيئة التحرير
قبل سبعة أعوام بدأت الشابة المقدسية نجلاء عبد اللطيف مبادرة بعنوان “صفر نفايات في فلسطين” وذلك كردة فعل لانتشار النفايات في المناطق، فبدأت وعبر مدونة خاصة بنشر طرق وحلول لكيفية تقليل الأفراد من النفايات الخاصة بهم سواء بفلسطين أو بالمجتمعات العربية، قبل أن تبدأ بنشر هذه الطرق والتوعية عبر منصات التواصل الاجتماعي
وانطلاقًا من مبادرتها هذه بدأت عبد اللطيف بإنتاج مواد تنظيف صحية في منزلها صديقة للبيئة، في محاولة لنشر ثقافة تقليل الفرد للنفايات الخاصة به، وذلك على الرغم من عدم وجود أنظمة فعالة تتعامل مع النفايات مثل “إعادة التدوير” إضافة لعدم وجود وعي بيئي بشكل عام، مؤكدة أنها أرادت أن تنشر فكرة أن بإمكان الإنسان أن يكون صحي أكثر، وانتشرت فكرتها هذه بشكل أوسع مع انطلاق حملات المقاطعة عقب اندلاع الحرب على غزة خاصة مع بحث الناس على بدائل للمنتجات المُقاطعة
عبد اللطيف بينت بأنها تُنتج الكثير من المواد منها مستحضرات صحية وتنظيف مثل ” مزيل عرق، مسحوق غسيل، صابونة جلي، وأقراص التنظيف الخاصة بالجلاية، شامبو” وغيرها من المواد، مفيدة أنها تقوم بإنتاجها حتى لا تضطر لشرائها بشكل تجاري، وأن تعتمد على نفسها وتصبح منتجة وغير مستهلكة، وأن تلجأ للمواد الطبيعية بعيدًا عن المنتجات المليئة بالكيماويات والمواد السامة المُضرة بالصحة
وحول إمكانية تطوير مبادرتها لمشروع وبيع هذه المنتجات أوضحت عبد اللطيف أنها فكرت بذلك ولكن في الوقت الراهن تسعى للتركيز على زيادة الوعي ونشر المعلومات والثقافة وأهمية هذا الموضوع بين الناس، والعمل على العقلية الخاصة بهم، مشيرة إلى أنها تقوم بنشر النصائح والوصفات للناس حتى يستطيعوا صناعتها بأنفسهم، ولكنها مستقبلاً من الممكن أن تبدأ ببيع منتجاتها
وأكدت عبد اللطيف أن أقل شيء يمكن أن يفعله الإنسان هو المقاطعة، فيجب مقاطعة هذه المنتجات التي تنتجها الرأسمالية التي تقدم دعمها للاحتلال وما يفعله، مشيرة إلى أنه صحيح من الصعب أن يشعر الفرد الواحد بالفرق لهذه المقاطعة ولكن خلال العام الأخير أضحت المقاطعة فعالة بشكل كبير ولدينا الصوت الذي يُحدد استهلاكنا
وأكدت أن المقاطعة سهلة وليست صعبة، مضيفة أن المجتمع الاستهلاكي السريع جعلنا مستهلكين وجعل الأفراد كسولين بطريقة ما من خلال جعلهم معتادين على منتجات معينة باتت مقطعة ومن الصعب الاستغناء عنها، مفيدة أنه من خلال المقاطعة يصبح الإنسان صحي أكثر ونصبح غير مساهمين في دوامة الاستهلاك النهائية
وأردفت أن معظم هذه الشركات التي هي على قائمة المقاطعة هي شركات لا تهمها صحة الأفراد وهمهم فقط بيع منتجاتهم وجعلها مُستَهلَكة بشكل كبير، فلماذا الشراء من هذه الشركات التي لا تهمها صحتنا، مؤكدة أن المقاطعة تجعل الأفراد أقوياء بشكل أكبر وبصحة أكبر ويصبح الأفراد غير مساهمين بهذه الرأسمالية السامة
وحول ردة الفعل على مبادرتها أوضحت عبد اللطيف أنها كانت إيجابية، حيث كان الناس لديهم تَعطش لفكرة المقاطعة وأن يحصلوا على البدائل خاصة أنها بدائل طبيعية، مضيفة أن الناس باتوا أكثر وعيًا بالآثار الصحية الناجمة عن الكيماويات فأصبحوا أكثر اهتمامًا بالمواد الطبيعية والصحية، مشيرة إلى أنه في ذات الوقت كان هناك آراء تتحدث عن صعوبة إنتاج هذه المواد لوحدها ولماذا فقط لا تلجأ لشراء المواد البديلة، ولكن كانت ردود الفعل الأخرى بمعظمها كانت إيجابية