هيئة التحرير
تسارعت وتيرة القصف في الجبهة الشمالية منذ ساعات الصباح، حيث أعلن جيش الاحتلال توسيع ضرباته في الجنوب اللبناني مستهدفًا عددًا كبيرًا من المناطق الجنوبية والتي أدت لارتقاء أكثر من 200 شهيد وإصابة أكثر من 1000 آخرين، وفي المقابل وسع حزب الله قصفه لمدن الداخل المحتل ولمستوطنات الضفة المحتلة وذلك للمرة الأولى منذ فُتحت جبهة لبنان الإسنادية لغزة، حيث قُصفِت ودوت صافرات الإنذار في عدة مدن بالداخل المحتل
مئات الغارات شنها الاحتلال على ما يقرب من 50 بلدة في الجنوب اللبناني، إضافة إلى النزوح الكبير من قبل الأهالي في هذه البلدات، فيما شهدت مدن الداخل المحتل فتح ولجوء مئات آلاف الإسرائيليين للملاجئ التي طالتها صواريخ حزب الله في حيفا وعكا والمناصرة والعديد من مدن وبلدات الداخل المحتل، فيما أعلن الاحتلال عن إعلان حالة الطوارئ في الجبهة الداخلية في كل أنحاء الدولة
الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب قال في حديث ل” بالغراف” إن حدة المواجهة ارتفعت في الجبهة الشمالية، وبات الأمر أقرب لحرب مفتوحة حيث ارتفعت نسبة هذا الاحتمال بشكل كبير، مضيفاً أن اليوم شهد إطلاق صواريخ على أبعاد مختلفة سواء داخل لبنان أوفي مدن الداخل، حتى أنها وصلت لمناطق الضفة الغربية، مؤكداً أن الأمر يشير إلى أن هذه الرشقات المختلفة على مدار اليومين الماضيين والتي زادت حدتها اليوم بأن هناك جبهة حرب في الجبهة اللبنانية.
وأضاف حرب أن قواعد الاشتباك قد تغيرت بالمعنى الجغرافي حيث لم يعد شمال فلسطين هو المستهدف فقط، ولكن الأمر امتد ليصل مناطق بعيدة لحدود ” تل أبيب” كما جرى في مصنع “بركان في مستوطنة أرئيل” قضاء محافظة سلفيت، مضيفاً أن هذا يعني تغير قواعد الاشتباك التي كانت موجودة على مدار الأحد عشر شهر الماضية وتم تجاوزها على المستوى الجغرافي، مشيراً إلى أن حزب الله ما زال يُطلق صواريخه على مناطق عسكرية أو اقتصادية ذات بُعد عسكري، وهو ما يعني أن الأمور تتجه نحو التصعيد.
وسادت آراء مختلفة حول تحول هذا التصعيد إلى حرب مفتوحة وشاملة في الجبهة اللبنانية، وحول إمكانية وصولها لهذا الحد بين حرب أنه إذا أقدمت اسرائيل على الاجتياح البري للمنطقة الجنوبية، أو قامت بقصف مناطق حيوية ببيروت مثل المطار أو الميناء، فإن الأمور ستتجه لحرب شاملة، مؤكداً أن نتنياهو وحكومته ترغب في حرب شاملة لأسباب متعددة، منها أسباب عقائدية حيث نتنياهو يريد أن يغير خارطة المنطقة، إضافة إلى أن نتنياهو يريد تغييب قضية الأسرى الإسرائيليين، وبالتالي فإن ذهابه إلى حرب مع لبنان سيجعل مسألة تبادل الأسرى التي يطالب بها قطاع من الجمهور الإسرائيلي مُغيبة أو في درجة ثالثة، حيث كانت في الدرجة الثانية بالنسبة له واليوم باتت الثالثة عقب إضافته لهدف عودة المستوطنين إلى مدن الشمال.
وأفاد حرب بأن أي اتفاق مع حركة حماس يُنهي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يعني أنه لم يحقق أي من الأهداف الثلاثة التي وضعها سابقًا وهي القضاء على حركة حماس لأن عقد الاتفاق يعني أنه سيكون لها تواجد وإدارة في القطاع، كما أن الأسرى سيتم تبادلهم بأسرى فلسطينيين وهو ما يُحقق هدف للحركة التي وضعته في السابع من أكتوبر، وهو يبين أيضًا أنه لم يستطع إعادتهم بالقوة العسكرية التي وعد بها على مدار الأشهر الماضية، وهو ما يعني بقاء قطاع غزة كمنطقة تهدد إسرائيل، مؤكدًا أن نتنياهو يرى على المستوى السياسي أن الوصول لحرب مع لبنان قد يُعفيه من إمكانية الوصول لاتفاق مع حماس وهو بذلك يعلق المسألة الموجودة بقطاع غزة لأجل مسمى
وأوضح أن الأمر الثالث هو هدف سياسي لنتنياهو وهو فصل الجبهات فوصوله لاتفاق مع الحزب يُنهي فيه جبهة المساندة لغزة التي بدأت منذ الثامن من أكتوبر، وبذلك لدى نتنياهو ثلاثة أهداف رئيسية يمكن القول أنها دافع بالنسبة له لإقامة حرب شاملة بلبنان
وحول ما الذي من الممكن أن يحول دون تحول الجبهة اللبنانية لحرب شاملة أفاد حرب بأنه إن كان هناك تدخل أمريكي جدي وإرادة أمريكية واضحة لوقف الهجمات الإسرائيلية على لبنان، ولكن من الواضح أن الإدارة الأمريكية غير قادرة على ذلك، مضيفاً أن الأمر الثاني هو أن يكون هناك خسائر كبيرة في ما يتعلق بالاسرائيليين والجنود، بشكل يفوق ما جرى على مدار الأشهر الماضية
وأضاف أن اتساع الاحتجاجات داخل إسرائيل على نوايا نتنياهو التي لا تريد الوصول لاتفاق في قطاع غزة من الممكن أن يحول دون تحولها لحرب، إضافة لعودة حركة حماس بقوة في عمليات ضد جنود الاحتلال في غزة وإعلان موتهم في المعارك أو الإعلان عن موت أسرى لديهم، مشيراً إلى أن الأمر الآخر هو انفجار الضفة الغربية بشكل كبير وواسع بمواجهة مع الاحتلال، مبينًا أن هذه عوامل ممكن أن تكون ضاغطة.
وأردف إلى أنه من الممكن أن يشكل التحول في الموقف العربي من تنديد وشجب واستنكار إلى وقف العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية واتخاذ إجراءات تتعلق بجوانب اقتصادية وسياسية في العلاقات الثنائية أيضًا عاملًا مهمًا في ذلك، معتقدًا أن المجتمع الإسرائيلي حينها يدرك أن نتنياهو يدمر كل ما تم فعله على مدار السنوات الماضية في العلاقة مع العالم العربي