ترجمة محمد أبو علان | خاص لبالغراف
سكان شمال غزة قالوا وكأن الحرب البرية بدأت من جديد بعد بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية من جديد شمال قطاع غزة، وطلب خلالها من السكان اللجوء لأقرب مكان آمن بالنسبة لهم، المبررات الإسرائيلية لهذه العملية البرية الجديدة شمال غزة استعرضها رون يشاي المحلل العسكري ليديعوت أحرنوت الذي كتب تحت عنوان:” الضغط على السنوار، السلطة وتوزيع المساعدات، هدف العملية البرية المفاجئة شمال قطاع غزة”.
وتابع بن يشاي: للعملية العسكرية البرية شمال قطاع غزة والتي بدأت فيها الفرقة 162 ثلاثة أهداف، هدف معلن واثنان سريّان، المعلن هو السيطرة على جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون وبشكل خاص جباليا، والتي تحاول حماس بناء سلطتها المدنية والعسكرية فيها، وهدف القوة الخاصة التي أغلقت جباليا من كل الجهات تحقيق هذا الهدف، بالإضافة لتحييد المزيد من المقاتلين.
البنية تحت الأرض تقريباً لم تعد موجودة في جباليا، الموجود هناك مئات آلاف المواطنين، في كل منطقة شمال قطاع غزة، من ممر نتساريم وحتى بيت حانون وبيت لاهيا والعطاطرة، يوجد قرابة (300) ألف مواطن يصفون بأنهم ليسوا ذات علاقة بالمعارك، والمساعدات التي يتلقونها تمنع الجيش الإسرائيلي من المواجهة كما يجب، ومن “تطهير المنطقة من الإرهابين” حسب تعبير بن يشاي، لهذا نشر الجيش الإسرائيلي الفرقة 162 للتعامل مع هذه المشكلة.
الجيش الإسرائيلي يستخدم كل الوسائل المتاحة من أجل دعوة السكان من شمال قطاع غزة للجوء نحو الجنوب، وفتح ممرات من أجل ذلك، أحدها ممر صلاح الدين، والذي يوصل من شمال قطاع غزة وحتى غرب مدينة رفح، والممر الثاني ممر الرشيد على طول الشاطئ، حيث يتم تشخيص المارون لمنع المسلحين من الانتقال للجنوب.
هذا يعني أن الجيش الإسرائيلي يريد إخراج السكان الذين لا علاقة لهم بالحرب جنوباً إلى منطقة المواصي، ويدعي الجيش الإسرائيلي أن حماس تسيطر على المساعدات التي تصلهم، حيث أن الواقع الحالي يمنع الجيش الإسرائيلي من إطلاق وتنفيذ العملية البرية بحرية أكثر.
الجيش الإسرائيلي وبواسطة منسق الحكومة الإسرائيلية في المناطق وسع المناطق الإنسانية للمتجهين للجنوب، وتقدم القوات والنيران الكثيفة لجعل السكان في الشمال يستجيبون لدعوة الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي لإخلاء الشمال، وعدم الإصرار على البقاء في منازلهم كما فعلوا عندما بدأ الجيش الإسرائيلي العملية البرية.
ومن الأهداف الأخرى للعملية البرية الجديدة هو ألا يضطر الجيش الإسرائيلي في المستقبل القيام بعمليات برية أخرى “لتطهير المنطقة” من مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي، والذين يحاولون العودة والتموضع من جديد في المنطقة، وخلق واقع يجعل حماس غير قادرة على السيطرة على المساعدات الإنسانية للشمال.
وتابع المحلل العسكري ليديعوت أحرنوت: من خلال عملية عسكرية قوية نسبياً، يحاول الجيش الإسرائيلي فكفكة مراكز القوى للمسلحين شمال قطاع غزة، وخلق منطقة لا يمكن فيها لحركة حماس العودة والسيطرة على المساعدات الإنسانية، وفي حال دخول مساعدات إنسانية لشمال غزة توزع بشكل كامل على يد الجيش الإسرائيلي.
العمليات التي تهدف لتفريغ الشمال بشكل كامل من المسلحين، ومنعهم من إعادة تأهيل أنفسهم، تشكل بداية لتشكيل بنية تحتية لسلطة مدنية كبديل عن سلطة حماس التي تضررت بشكل كبير، لكنها تحاول إعادة بناء نفسها من جديد.
وعن علاقة العملية العسكرية بقائد حركة حماس كتب رون يشاي: “تطهير شمال قطاع غزة من المسلحين سيوضح للسنوار إن كان حياً، أو لوريثه إن لم يكن حيّاً أن اللعبة انتهت، وليس بمقدورهم إعادة بناء أنفسهم، والتموضع من جديد، والأفضل لهم التوصل لصفقة تبادل أسرى، ووقف الحرب والمعاناة في قطاع غزة”.
مهم التذكير أن المعاناة تتزايد، والسنوار يعلم أن تهجير (300) ألف مواطن ليجدوا مكان لهم في منطقة اللجوء في المواصي سيزيد من غضب السكان، وتتسع المعارضة لحركة حماس التي تتزايد، السنوار يرى الحرب في لبنان ويعتقد أن الضغط العسكري على غزة سيتراجع، العملية العسكرية جاءت لتقول لقائد حماس إن اعتقاده خاطئ، وإسرائيل تريد أن يفهم السنوار أن ليس لديه وقت للانتظار حتى تندلع حرب إقليمية ستؤدي لتراجع الضغط عليه، وإن الجيش الإسرائيلي لديه القوة والقدرة للقتال على جبهتين بالتزامن، وإن الضغط على قيادة حماس وعلى المدنيين بشكل خاص لن يتراجع، بل سيزداد.