هيئة التحرير
” أنا عمري 15 سنة أنا كفنت أمي بإيدي” هذه كلمات الطفلة زمزم عجرمي وهي توجه نداءات استغاثة لإنقاذها وشقيقاتها، وخالتها التي تنزف ولا تستطيع فعل شيء لها، حال زمزم هذا هو حال المئات من أهالي مخيم جباليا في شمال غزة منذ أيام عقب إعلان الاحتلال قيامه بعملية عسكرية بالمخيم
نداءات الاستغاثة بالمخيم لا تتوقف، خوف وهلع ورعب وحصار مُطبق على كافة مداخل المخيم وجباليا البلد، وسط قصف بري وجوي وإطلاق للرصاص على كل من يتحرك أو من يحاول الخروج من المخيم، وسط تحليق مكثف لطائرات الاحتلال على علو منخفض، فقوات الاحتلال قصفت المنازل ومراكز الإيواء وأجبرت كل النازحين على الفرار من هذه المراكز
عصر أمس ارتكبت طائرات الاحتلال مجزرة بحق النازحين في محيط مستشفى اليمن السعيد عقب قصف خيمهم، ما أدى لارتقاء ستة عشر شهيدًا واصابة سبعة عشر آخرين، وكانت طائرات الاحتلال قد قصفت محيط المستشفى صباح أمس ما أدى لارتقاء خمسة شهداء وعدد من الجرحى
” مفترق الموت” هكذا يصف أهالي شمال قطاع غزة دوار أبو شرخ، حيث عاش النازحين لحظات رعب جراء إطلاق الاحتلال النار بشكل كثيف تجاه المواطنين خلال محاولتهم النزوح من مخيم جباليا، ما أدى لارتقاء أكثر من 10 شهداء بينهم المصور الصحفي محمد الطناني خلال قيامه بالتغطية الصحفية، إضافة لإصابة آخرين بالرصاص من بينهم الصحفي تامر لبد، كما وأصيب الصحفي فادي الوحيدي برصاص الاحتلال عقب استهداف مجموعة من الصحفيين خلال تغطيتهم شمال القطاع
الصحفي أنس الشريف قال إن الاحتلال ومنذ بداية الحرب أجرى عدة محاولات لتهجير سكان الشمال، مؤكدًا أن ما يحدث اليوم من حصار خانق على مخيم جباليا وتعطيل كامل للمنظومة الطبية بفعل القصف المكثف على المنازل والمستشفيات ومراكز الإيواء يمثل المرحلة الأخطر من هذه المحاولات
ومع استمرار عملية الاحتلال العسكرية لليوم السادس على التوالي في مخيم جباليا، فإن جثامين عشرات الشهداء ملقاة على الطرقات في أزقة المخيم حيث لم تستطع طواقم الإسعاف من الوصول إليهم، إضافة لجثامين الشهداء العالقة تحت ركام المنازل التي قام الاحتلال بنسفها على رؤوس ساكنيها خلال الأيام المنصرمة، كما وأخرج الاحتلال مستشفيات الشمال الثلاث ” كمال عدوان، الأندونيسي، والعودة” عن الخدمة بعد تهديدهم وإطلاق النار والقذائف خاصة تجاه مستشفى العودة
المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أكد أن جيش الاحتلال يستفرد بالمدنيين في شمال قطاع غزة وخاصة بمخيم جباليا، ويرتكب جرائم قتل بحق الأطفال والنساء، وصلت إلى أكثر 125 شهيداً منذ ستة أيام، محذرة المجتمع الدولي من مرحلة متقدمة من ارتكاب الاحتلال للتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني
وأوضح المكتب أن الاحتلال وعلى مدار ستة أيام يواصل القتل الممنهج والحصار ضد المدنيين وضد الأطفال والنساء خصوصاً، إضافة إلى أن عشرات الجثث ما زالت ملقاة على الأرض في الشوارع، ولم تتمكن سيارات الإسعاف والدفاع المدني من الوصول لهذه الجثث بسبب استهداف الاحتلال لسيارات الإسعاف والدفاع المدني، وكذلك يمنع الوصول لهذه الجثامين.
وأفاد بأن جيش الاحتلال ارتكب جريمة ضد الإنسانية حيث أجبر المدنيين والنازحين على إخلاء بعض مراكز النزوح والإيواء الذين زاد عددهم عن 17,000 نازح، عقب قصفها واستهدافها بشكل مباشر، إضافة لاقتراب آليات الاحتلال منها تمهيداً لاقتحامها وممارسة الجرائم فيها، على غرار ما ارتكبه جيش الاحتلال سابقاً من مجازر وإراقة للدماء بكل وحشية.
وأطلق المكتب نداء استغاثة عاجل للمجتمع الدولي ولجميع المنظمات الدولية والأممية بوقف حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في محافظة شمال قطاع غزة، والعمل على إيصال المساعدات لعشرات الآلاف من النازحين الذين يمنع الاحتلال عنهم الغذاء، مؤكدًا أن الاحتلال بذلك يقرر قتل عشرات الآلاف من المدنيين والأطفال سواء بالقتل والقصف أو بالتجويع ومنع الطعام والغذاء من الوصول إلى الشمال ولمخيم جباليا تحديدًا
وحمل المكتب الإعلامي الاحتلال والإدارة الأمريكية وكافة الدول المشاركة في الإبادة الجماعية كامل المسؤولية عن استمرار هذه الجرائم منذ سنة كاملة، دون أن يوقف هؤلاء المجرمين في الحرب الوحشية ضد شعبنا، محذرًا المجتمع الدولي وكافة المنظمات الدولية والأممية من قيام جيش الاحتلال بممارسة جريمة التطهير العرقي ضد شعبنا، مطالبًا إياهم جميعاً بالوقف الفوري والسريع لهذه الجرائم ضد الإنسانية