loading

كيف تعاملت إسرائيل مع استشهاد السنوار؟!

هيئة التحرير

أعلنت حركة حماس ارتقاء رئيس مكتبها السياسي  يحيى السنوار أمس الخميس عقب اشتباك مع قوات الاحتلال في حي تل السلطان في مدينة رفح،  فما التداعيات المترتبة على ذلك وإلى أين تتجه الأمور ؟! 

 الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي قال في حديث ل” بالغراف” إن هناك عدة أبعاد تعاملت بها إسرائيل مع اغتيال السنوار فعلى المستوى السياسي كان هناك حالة نشوة  كبرى وإنجازًا تم تحقيقه، إضافة للتنافس على من يدعي تنفيذ هذه العملية، مضيفًا أن وزير جيش الاحتلال ورئيس الأركان سارعوا للخروج بالاعلان والحديث عن اغتيال السنوار قبل خروج نتنياهو، وذلك للإشارة إلى أنه إنجازًا عسكريًا وليس نتيجة لقرار سياسي وليس عملية اغتيال كما حدث في عمليات الاغتيال الأخرى، وأن ما حدث هو جهدًا عسكريًا بحتًا دون تدخل من المستوى السياسي، مفيداً بأن ذلك هو جزء من التنافس بين نتنياهو والمستوى العسكري والأمني، مشيراً إلى وجود حالة فرحة كبيرة 

وأفاد البرغوثي أنه من ناحية أخرى كان هناك حالة قلق كبيرة من عائلات الأسرى الإسرائيليين وعند المحللين الذين تعاملوا مع هذا الموضوع بمنطقية وليس باندفاع وبنشوة، على اعتبار أن ذلك قد يشكل خطراً على الأسرى الإسرائيليين وقد يقضي على إمكانية عودتهم، إضافة إلى أنه لا يجب النظر إلى الموضوع بنشوة الفرح بل يجب التعامل معه بمنطلق المسؤولية وبمنطلق التحول ولكن يجب استغلالها بالطريقة الصحيحة لمصلحة الأسرى الإسرائيليين ولمصلحة الصفقة وإنهاء الحرب

صعوبة إنجاز صفقة

وحول إمكانية إنجاز صفقة تبادل بين البرغوثي أنه من خلال التجربة فإنجاز صفقة أمر غير وارد، وذلك لأن نتنياهو وضعه ثابت فالصفقة تعني نزع فتيل التصعيد في كافة المنطقة بما في ذلك في لبنان إذا ما بقي الربط قائمًا بين الحرب في لبنان بالحرب في غزة وبالمواجهة مع إيران، مضيفاً أنه حتى لو أُتيحت الفرصة لنتنياهو وقد أُتيحت له فرصًا كثيرة لإنجاز صفقات ولكنه عطلها، معتقدًا أن الأمور قد تتعقد بشكل أكبر وقد تتشبت حماس بشكل أكبر عقب هذه الضربة التي تعرضت لها، مشيراً إلى أن نتنياهو وفي شراكته مع سموتريتش وبن غفير لا يوجد تغيير جديد يؤدي إلى الصفقة 

تصعيد أكبر

وأوضح البرغوثي أنه من الصعب حتى الآن تقدير الوضع ولكن من التجربة الفلسطينية سيكون هناك تأثيرًا ولكن ليس كبيرًا، فهو ليس القائد الأول الذي يتم اغتياله في حركة حماس حيث تم اغتيال مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين  ومن ثم خليفته عبد العزيز الرنتيسي وتم اغتيال الكثير من الصف الأول على المستوى السياسي والعسكري، كما على المستوى الفلسطيني ككل فهناك الرئيس أبو عمار وأبو علي مصطفى، فالفصائل الفلسطينية مرت بتجربة اغتيال قيادتها ولكنها تعافت وأحيانًا خرجت أكثر قوة

ولفت البرغوثي إلى أنه من الصعب تقدير الموقف ولكن المؤشرات تشير إلى أنه إن تعامل نتنياهو مع القضية بنفس طريقة تعامله بأنه إنجاز ويجب الاستمرار فيه وزيادة الضغط العسكري في قطاع غزة، حيث في القطاع يحدث الآن حدثين مهمين تحديدًا في الشمال وهما العملية العسكرية التي تُنَفَذَ بها خطة الجنرالات بمحاولة تطهير عرقي كامل لشمال قطاع غزة وارتكاب المجازر بحق كل من يبقى هناك، إضافة إلى دعوة حزب الليكود لمؤتمر لتنظيم إعادة الإستيطان لشمال غزة وهذا التيار يتصاعد وهو يشكل نقطة ضغط على نتنياهو إن لم يكن متماهيًا معه.

 وأشار إلى أنه في ظل الائتلافية الحالية وطريقة التفكير وحالة النشوة الإسرائيلية بما حدث في لبنان من تفجير أجهزة الاتصالات ومن ثم اغتيال نصر الله ومن كان من المفترض أن يكون خليفة له والآن السنوار، فحالة النشوة هذه قد تدفع إسرائيل إلى مزيد من التطرف ومزيد من ارتكاب الجرائم والمجازر والتي تجري الآن في لبنان كما في غزة، وهو ما قد يدفع الأمور إلى الإنفجار بشكل تام.

ضربة كبرى لإيران!

ولفت البرغوثي إلى إمكانية انجرارهم في ظل حالة النشوة هذه إلى عدم الالتزام التي يقال أن نتنياهو قدمها للإدارة الأمريكية بشأن أن تكون الضربة لإيران محدودة وأن لا تؤدي إلى حرب، فمن الممكن أن يندفع نتنياهو في ظل حالة الغرور والإنجاز لمحاولة تحقيق إنجاز آخر في ايران، خاصة في ظل وجود شركاء بالإئتلاف الحكومي يضغطون بشأن توجيه ضربة للمنشآت النووية والنفطية وهو ما قد يحول الوضع لحرب إقليمية وهو ما يعني ذهاب الأمور للأسوأ

وأكد أن الإدارة الأمريكية تخشى من نتنياهو ولا تثق بتعهداته لأنه معروف بأنه أكثر من يتنصل من التعهدات، حيث هو قدم الوعود لأمريكا بعدم توجيه ضربة قد تؤدي لحرب مع إيران، ولكن بعض المسؤولين الإسرائيليين يقولون إن الضربة الإسرائيلية لإيران ستكون قوية، وأن هناك ضغوطًا داخل الائتلاف الحكومي تجاه الذهاب لضربة تستهدف المنشآت النووية أو على الأقل النفطية وهو ما سيكون له تبعات دولية كبيرة، مفيداً بأن إيران بعد كسرها لحاجز ضرب إسرائيل مرتين في شهر أبريل وأيلول فمن الممكن أن تذهب لضربة أقوى وتصعد من الوضع، مشددًا على أن الاحتمالات كلها واردة ولكن حالة التشاؤم في ظل تفكير نتنياهو أكبر منها بكثير من حالة التفاؤل

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة