ترجمة محمد أبو علان: حاص لبالغراف
كتبت هاجر شيزيف في صحيفة هآرتس العبرية أن الصحيفة علمت بأن المستوطنين يجندون جنود احتياط من جيش الاحتلال لحماية البؤر الاستيطانية الزراعية والمساعدة في إقامتها أيضاً، حيث تم مؤخراً تحديد معايير ومواصفات لجنود في إطار كتائب “الهجمار/ الدفاع عن الأراضي”، والتجنيد الذي يتم بأمر “8” ما يخولهم للحصول على رواتبهم من الدولة، فيما رفض جيش الاحتلال التطرق لعملية التجنيد أو ذكر العدد المخصص لحماية البؤر الاستيطانية.
وتابعت هآرتس أنه في الأسابيع الأخيرة بدأت جماعات البؤر الاستيطانية بنشر إعلانات في مجموعات “الواتس أب”، داعية لتجنيد جنود احتياط لحماية بؤر استيطانية زراعية في طور التأسيس، مفيدة بأنه قبل الحرب على غزة لم تخصص حماية لبؤر استيطانية من هذا النوع والتي فيها عدد قليل من المستوطنين، مضيفة أن أحد الإعلانات جاء كما الآتي: “نحن أبناء مجتمع تبلغ أعمارهم 18 عاماً، ذاهبون إلى منطقة في جنوب جبل الخليل، نبحث عن شخص يخدم في الجيش بدور جندي “هجمار”، سيحصل على راتب وسلاح وعملياً سيكون معنا”.
وفي إعلان آخر كان الحديث عن الخدمة في “نقطة جديدة” في شمال الضفة الغربية، وفي كل الإعلانات طلب جماعات البؤر الاستيطانية الزراعية من الراغبين تزويدهم برقم هوية وبالرقم الشخصي، متعهدين بترتيب أمر التجنيد بأنفسهم من خلال الجهات ذات العلاقة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه قيل لأحد المتصلين للخدمة في إحدى البؤر الاستيطانية أن المستوطنون يريدون السيطرة على نقطتين جديدتين، في واحدة منها يريدون شخص مسلح، ويبحثون عن حل يمكنهم من السيطرة على النقطتين، حيث من الخطر جداً التواجد في إحداهن دون سلاح، مضيفة أنهم أخبروه أن من يوجه الجنود عملياً هو صاحب البؤرة الاستيطانية الزراعية، وسيكون هو من يشرف عليه في النهاية حيث يوجد لديهم جنود احتياط، وبهذا الشكل تم إدارة الأمور.
وتابعت بأنه قيل لمتصل آخر حاول الاستفسار عن الخدمة في بؤرة استيطانية جديدة بأن المقيمين في البؤرة الاستيطانية حتى الآن لا ينامون في المكان بسبب عدم تواجد جنود في المكان ليلاً، وأنهم ما زالوا بانتظار قوة “هجمار” من أجل أن يستطيعوا البقاء في البؤرة الاستيطانية ليلاً، مبينين أنه يوجد هناك كميات كبيرة من المعدات تبقى في الليل، ووفقاً للقائمين على البؤرة الاستيطانية، فإنه يوجد بها جنديان احتياط، وفي المجمل يوجد ستة جنود يخدمون في البؤرة الاستيطانية ما بين 60-70 ساعة في الأسبوع، وفي هذه الحالة فإن صاحب البؤرة الاستيطانية الزراعية هو من يدير أمر الجنود، وعن ظروف البؤرة الاستيطانية قالوا: يوجد “ماء، وكهرباء على الطاقة الشمسية، وحمامات، وخيمة، وكوخ، وفراش”، ولكنهم وبسبب عدم تشكيل “الهجمار” لا يستطيعون طلب مبنًا للجنود.
وبينت هآرتس عن سياسة بناء البؤر الاستيطانية بأن صاحب بؤرة استيطانية زراعية في منطقة مستوطنات “جوش عتصيون” أوضح التسلسل القيادي في حماية البؤر الاستيطانية حيث هناك الضابط المسؤول عن كتيبة “الهجمار”، ويوجد ضابط المنطقة الذين يكونون تحت إمرته رسمياً، ولكن في حقيقة الأمر هو لا يفعل شيئاً، وفي نهاية الأمر أنا الضابط المسؤول عملياً، مضيفًا أنه خُصِصَ لحماية البؤرة الاستيطانية عشرة جنود، خدمة عشرة أيام، تليها أربعة أيام إجازة.
وفي الأونة الأخيرة لاحظت هآرتس وجود جنود احتياط في البؤر الاستيطانية، حيث بينوا أنهم يوفرون الأمن للبؤر الاستيطانية الزراعية في إطار خدمتهم العسكرية كقوات احتياط في كتيبة “الهغمار” في المستوطنات، مشيرة إلى أنه مع بداية الحرب وافق المستوى السياسي على تجنيد طوارئ بالأمر 8 بدون تحديد وقت، وبموجب هذا الأمر جُنِدَ من بداية الحرب 7000 جندي احتياط للدفاع عن المستوطنات.
وعن الجانب الفلسطيني ذكرت صحيفة هآرتس أنه في أعقاب اتساع عمليات التجنيد زاد عدد الشكاوى من الفلسطينيين حول تعرضهم لعنف ومضايقات يشارك فيها مستوطنون مسلحون يرتدون الزي العسكري، وفي شهر آب الماضي قال الناطق العسكري باسم جيش الاحتلال أنه بقي 2000 جندي كقوات دفاعية في الضفة الغربية، ووفق الإعلانات الصادرة عن القائمين على البؤر الاستيطانية الزراعية فإنهم حصلوا مؤخراً على مزيد من الجنود لحماية البؤر الاستيطانية.
واكدت أن المجندون في الأمر “8” يحصلون على العديد من الامتيازات، أحدها ما يطلق عليه منحة خاصة، وهي 133 شيكل لكل يوم من اليوم 32 للخدمة من كل سنة وحتى اليوم 60، ونتيجة ضغوطات قوات الاحتياط تم تمديد مدة المكافأة لتشمل ما بعد 60 يوماً، وعليه يحصل الجنود على آلاف الشواقل إلى جانب الراتب الذي يدفعه التأمين الوطني.
وتعليقاً على تقرير هآرتس الذي أظهر خدمة جنود احتياط إسرائيليين تحت إمرة مستوطنين من البؤر الاستيطانية الزراعية، قال الناطق باسم جيش الاحتلال:” جيش الاحتلال بضباطه وجنوده مسؤول عن أمن دولة “إسرائيل” ومواطنيها، وعلى منطقة الضفة الغربية والسكان فيها، حيث جنود الاحتلال في المنطقة يكونون خاضعين لقائد كتيبة الهجمار، ودورهم الدفاع عن أمن المنطقة وليس المشاركة في حماية بؤر استيطانية غير قانونية، مضيفًا أن الحالات التي ثبت فيها سلوكيات لا تتطابق مع تعليمات جيش الاحتلال فإنه تم التعامل معها من قبل الضباط وفق الإجراءات”.