ترجمة محمد أبو علان – خاص لبالغراف
حتى الآن كان الحديث عن أن الجيش الإسرائيلي يواجه مشكلة في القوى البشرية بسبب طول فترة الحرب التي نتج عنها خسائر عسكرية قاربت حجم لواء ما بين عدد القتلى والجرحى منذ السابع من أكتوبر، اليوم تحدث المحلل العسكري لصحيفة معاريف عما أطلق عليه “المشكلة الصامتة” التي يتجنب الجميع الحديث عنها، وهي مشكلة جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي من طلبة مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية الذين يريدون العودة لجامعاتهم مع بداية العام الدراسي نهاية الشهر الحالي.
في هذا السياق كتب آفي اشكنازي المحلل العسكري لمعاريف العبرية: الجيش الإسرائيلي موجود أمام تحدي جديد اسمه “اقتصاد التعلم”، أحداث السابع من أكتوبر جاءت قبيل بدء العام الدراسي الجامعي لآلاف جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، مما اضطرهم لتنفيذ فترة خدمة احتياط طويلة، جزء منهم نفذ ما بين 80-250 يوم خدمة احتياط، مما أجبر آلاف جنود الاحتياط تأجيل العام الدراسي.
ومع نهاية الشهر الحالي سيبدأ العام الأكاديمي الجديد في مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلي، والجيش الإسرائيلي لازال يخوض مواجهة في سبع جبهات هجومية ودفاعية، في قطاع غزة يخدم آلاف الجنود في ثلاث فرق عسكرية، في العملية البرية في لبنان تعمل أربع فرق فيها عشرات آلاف الجنود، وفرقة ثامنة تعمل في الضفة الغربية.
وتابعت معاريف العبرية: بين مئات آلاف الجنود من قوات الاحتياط يوجد عشرات آلاف طلاب جامعات، الجزء الأكبر منهم أجلوا العام الدراسي الماضي بسبب خدمة الاحتياط، والآن أعداد كبيرة من الجنود أبلغوا قادتهم بأنهم غير مستعدين لخسارة العام الدراسي الجديد، وفي حديث مع قادتهم قال الطلبة من قوات الاحتياط، خسارة عام دراسي آخر ستمنعهم من الاستمرار في الدراسة، كما سيؤدي إلغاء العام الدراسي لتلاشي كل الاستثمار الذي دفعوه في الحياة الأكاديمية، واستمرارهم في الخدمة سيؤدي لتسرب غالبيتهم من المسار الأكاديمي.
كما أن لا ثقة للطلاب من جنود الاحتياط بالحكومة في ظل عدم التزام وزارة المالية الإسرائيلية بتحويل المنح الدراسية كما تم الاتفاق عليه، وفي عدد كبير من وحدات الجيش الإسرائيلي يعلمون أنهم أمام مشكلة كبيرة وجدية، ومن الصعب على الضباط في الجيش الإسرائيلي إقناع الطلاب الذين فقدوا عام أكاديمي أن يتنازلوا عن عام أكاديمي آخر، ووحدات كثيرة اعتباراً من الأسبوع القادم ستواجه صعوبة في ملء الشواغر، الأمر الذي يتطلب من القادة العسكريين التصرف والتفكير الخلاق من أجل القيام بالنشاطات العسكرية وغير العسكرية.
وكون الجيش الإسرائيلي يقوم بعمليات برية في ساحتين هذا يعقد الأمور أكثر، في الجيش محبطون من مجلس التعليم العالي الإسرائيلي، ومن وزارة التعليم في ظل الواقع القائم، بأنهم لا يعملون على تأجيل العام الدراسي للجنود الموجودين في ساحة الحرب، على الأقل حتى يكمل الجيش الإسرائيلي العمليات البرية المركزية، فبعد مشكلة “اقتصاد التسلح” وجد الجيش الإسرائيلي نفسه أمام مشكلة أخرى في القوى البشرية الناتجة عن استمرار الحرب لفترة زمنية طويلة.