loading

المستوطنون: الدور القادم على الضفة الغريية

ترجمة محمد أبو علان| خاص لبالغراف

في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الماضي نشرت صحيفة إسرائيل اليوم العبرية أن الجيش الإسرائيلي قرر إدخال مركبات عسكرية مدرعة للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وللمعسكرات الإسرائيلية القريبة منها، للمرة الأولى منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وكانت الخطوة بعد ضغوطات من رئيس ما يسمى مجلس مستوطنات بنيامين إسرائيل جنتس.


وبعدها بإسبوع أعلن الجيش الإسرائيلي عن تعزيز قواته في الضفة الغربية بعدد من الكتائب بناءً على طلب من المستوطنين في الضفة الغربية، وبعد الحرب على غزة طالب وزير المالية الإسرائيلي والوزير في وزارة الحرب وبتسلئيل سموتريش بمناطق عازلة حول المستوطنات خوفاً من تكرار السابع من أكتوبر في الضفة الغربية.


في ذات السياق التقى الأحد رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية، ورئيس مجلس مستوطنات بنيامين إسرائيل جنتس مع وزير الحرب الإسرائيلي يوآف جالنت من أجل مناقشة ما سماه “الوضع الأمني المعقد” في الضفة الغربية، وفي لقاء له مع القناة السابعة الإسرائيلية المقربة من المستوطنين حول اللقاء مع جالنت قال جنتس:


اللقاء مع وزير الحرب الإسرائيلي يوآف جالنت كان لقاء مقدمة للقاء موسع حضره رؤوساء مجالس المستوطنات في الصفة الغربية، وذلك على خلفية الوضع الأمني المعقد في الضفة الغربية، وذكر إسرائيل جنتس إنه قبيل السابع من أكتوبر حذر رؤوساء مجالس المستوطنات من الوضع الأمني الخطر في الضفة الغربية، وإن كل سكان إسرائيل كانوا يدركون إنه من خلف “إرهاب المنفردين” يقف إرهاب منظم وموجه، وممول من إيران.


ونقل جنتس عن وزير الحرب جالنت وصفه الوضع الأمني في الضفة الغربية: بعد الضربات التي تعرضت لها إيران في الشمال والجنوب، تحاول الوصول لمنطقة الوسط، تسعى لتحقيق ذلك من خلال تهريب الأسلحة، ونقل المعرفة والخبرة للمسلحين في الضفة الغربية، وهذه خطوات تعرض أمن إسرائيل للخطر حسب جالنت.


أمام هذا الواقع قال رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية للقناة السابعة:” طلبنا أن يتم التعامل مع الضفة الغربية كما تم التعامل مع جباليا ورفح وقرى الجنوب اللبناني، والتي تعني تهجير السكان، وقتل المخربين في هذه القرى، وتطهير البنية التحتية للإرهاب، ومصادرة الأسلحة ومن بعد ذلك يتم إعادتهم لقراهم، هذا من أجل منع هجوم آخر على إسرائيل، هذه المرة في مناطق الوسط”.


وتابع رئيس مجلس المستوطنات: “جدار الفصل من العفولة وحتى بئر السبع، جدار من مئات الكيلو مترات، وإن تم اختراقه من عشرات النقاط سيكون ذلك كارثة لإسرائيل”، ويرى جنتس أن الجيش الإسرائيلي عندما يرى أن لديه القوات والموارد الكافية، عليه القيام بعمليات قوية وقاسية في الضفة الغربية لكي لا تتعرض إسرائيل لهجوم آخر.


وفي سؤال للقناة السابعة الإسرائيلية، إن كان على الجيش في ظل الوضع الأمني المركب، تهجير الفلسطينيين من قرية لأخرى، أو لمواقع بديلة في الضفة الغربية؟، رد جنتس: “الأولوية لحياة مواطنينا وجنودنا، لا يوجد لنا مبرر إلا عمل ذلك، حتى لو كان ذلك أمراً صعباً وغير سار، وعندما اسمع عن تعرض الجيش الإسرائيلي لإطلاق النار عند الدخول لطولكرم، وعندما اسمع عن قيادات تحت إمرتها مئات المسلحين يستعدون لمهاجمة جنودنا، لا مبرر إلا القيام بذلك”.


وقال جنتس: المهمة في الضفة الغربية أسهل من المهمة في قطاع غزة وفي قرى الجنوب اللبناني، الحديث يدور عن منطقة واسعة، يمكن ترحيل السكان من القرى لمخيمات لجوء مؤقتة، أو لقرية أخرى، يتم خلالها تطهير القرى من القوى الإرهابية فيها، في الحرب الأخيرة اكتشف الجيش إنه يمكن تفجير مباني في طولكرم وجنين، وتعريض جنودنا لخطر أقل، وعندما تكون جنازة فيها عشرات أو مئات المسلحين لا يوجد سبب يمنع مهاجمتهم ومنع المخاطرة بجنودنا”.


وجود القرى الفلسطينية إلى جانب المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لا تعتبر مثيرة للقلق حسب إسرائيل جنتس، بل مؤشر على ضرورة القيام بخطوة استباقية، وإن وجود المستوطنات بالقرب من منطقة الجدار علمتنا درساً عن حجم الخطر المحيط بمواطني إسرائيل، “يوجد خطر وجودي، لهذا يجب القيام بذلك بأسرع وقت ممكن”.


وعن ردة فعل قوى يسار مركزية على خطوة تهجير فلسطينيين من قراهم في الضفة الغربية، الشيء غير الموجود في قطاع غزة وفي جنوب لبنان، رد جنتس:” في السابق كان المجتمع الإسرائيلي يسير على طريق معين، ولكن بعد السابع من أكتوبر أدرك غالبية الإسرائيليين إنه ممنوع علينا العيش تحت خطر من هذا النوع، ثلاثون سنتيمتر من الجدار المسلح لا تمنع تنفيذ عمليات، لهذا يجب ضرب الإرهابيين قبل أن يأتوا إلينا”.
وعن موقف وزير الحرب يوآف جالنت من

رؤيته لمعالجة الوضع الأمني المعقد في الضفة الغربية قال جنتس: جالنت كان قد صرح في السابق إنهم الآن يجزون العشب ولم يقتلعوا الغابة، “بالأمس قال إن درجة الخطورة تتزايد في الضفة الغربية بسبب الضغط الإيراني، ولا شك إنه يجب العمل، وإن وزير الحرب قال، من بداية الحرب على غزة تم قتل 800 مسلح في الضفة الغربية، دعونا نفكر أن هؤلاء ال 800 كانوا النخبة التي ستوجه لمنطقة الوسط، عندما ينتهي الجيش من الشمال والجنوب سيكون في الضفة الغربية، وسنعمل بكل ما بطاقتنا من أجل أن لا يتحدث وزير الحرب عن اتفاقيات، بل يعمل على معالجة الإرهاب من أجل منع التهديد الوجودي لإسرائيل”.


وفي رد على سؤال، إن كانت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية جاهزة لمثل هذا الخطاب، أم إنها لازالت ترى في الفلسطينيين شركاء في مكافحة الإرهاب؟، رد جنتس:” بالتأكيد يوجد عمل مشترك لأجهزة الأمن الفلسطينية مع الجيش الإسرائيلي، ولكن في نهاية الأمر عندما تطلق النار على الجنود الإسرائيليين عند دخول جنين، كان على تلك القوات منع وجود أسلحة، ولا يفعلون أي شيء، وعندما أرى عناصر أمن فلسطينيين نفذوا عمليات، يكون من وقعوا معنا اتفاقيات يشكلون أكبر خطر على إسرائيل، وعليه لا أرى مانع من التعاون مع قوات أخرى لمنع الخطر، ولكن ممنوع الاعتماد عليهم لمنع الخطر أو الاعتماد عليهم لحل المشكلة، المسؤولية مسؤوليتنا وفقط مسؤوليتنا”.


وتابع رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية:” السلطة الفلسطينية في حقيقة الأمر تشبه جيش درب في أفغانستان وسلح بأسلحة ليست لها علاقة بالمهام الشرطية، ويجب التأكد أن هذا الجيش لن ينقلب علينا، وممنوع الاعتماد عليه للقيام بدورنا”.


وعن احتمال وجود أنفاق في الضفة الغربية قال جنتس: تقديراتي قد تكون أنفاق في الضفة الغربية ولكن ليس بالحجم الموجود في الجنوب والشمال، والهدف في الشمال والجنوب كان اجتياز الحدود بشكل مفاجئ، ولكن في الضفة الغربية يمكنهم التحرك بحرية، لهذا الأنفاق قد تستخدم لتخزين الوسائل القتالية وإخفاء المسلحين.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة