ترجمة محمد أبو علان/ خاص بالغراف
حرب الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني قامت على سياسية التهجير والإبادة الجماعية، المجازر التي ارتكبت مع قيام دولة الاحتلال في العام 1948 وفيما تلاها من حروب خير دليل وشاهد على ذلك، والحرب الحالية على قطاع غزة التي تجاوزت عامها الأول تدخل هي الأخرى في إطار سياسية الإبادة الجماعية، والتهجير عبر تحويل قطاع غزة لمنطقة غير قابلة للحياة.
هيئة التحرير في صحيفة هآرتس العبرية ركزت على ما يجري الآن في شمال قطاع غزة من حرب إبادة جماعية وسياسية تطهير عرقي، وحملت مسؤوليته بشكل مباشر لرئيس الحكومة الإسرائيلية وبقية المستوى السياسي في دولة الاحتلال خاصة وزير الحرب المقال ووزير الحرب الجديد.
وكتبت في هذا السياق: الجيش الإسرائيلي ينفذ شمال قطاع غزة عمليات تطهير عرقي، العدد القليل المتبقي من الفلسطينيين يُخلون بالقوة، المباني والبنية التحتية تدمر، وإسرائيل تشق في المكان طريق واسع يفصل تجمعات شمال غزة عن مناطق وسط مدينة غزة، المراسل العسكري لصحيفة هآرتس وصف المنطقة بعد جولة مع الجيش الإسرائيلي: “المنطقة تظهر وكأنها تعرضت لكارثة طبيعية”، المراسل العسكري لم يرى آثار كارثة طبيعية، رأى خراب بفعل يد البشر، والذي نفذ مع سبق الإصرار والترصد.
ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي عرفته الغارديان البريطانية بالعميد ايتسك كوهن قائد الفرقة 162 العاملة شمال قطاع غزة قال للصحفيين: “لا يوجد رجعة لأي أحد للشمال، في الشمال لا عودة، ولن تكون عودة”، وقال الضابط أن غالبية السكان في مدن المنطقة، (بيت حنون وبيت لاهيا، والعطارة وجباليا) تم إخلائها.
وتابع الضابط الإسرائيلي الرفيع: “وصلتنا أوامر واضحة وصريحة، مهمتي العمل على تطهير المنطقة، نحن نحرك السكان من أجل حمايتهم، ومن أجل توفير حرية عمل لقواتنا، وعند سؤال الضابط الإسرائيلي إن كان الجيش يطبق خطة الجنرالات؟، والتي وضعها الجنرال المتقاعد جيورا أيلاند وعدد من الضباط لتهجير سكان شمال غزة عبر سياسية التجويع؟، بالتالي من يتبقوا في المكان يعتبروا عناصر حماس، وأهداف مشروعة.
كان رد الضابط الإسرائيلي: “نحن نعمل وفق تعليمات القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي وتعليمات رئيس الأركان، والمساعدات الإنسانية تدخلها الفرقة جنوباً خارج منطقة التطهير شمال قطاع غزة والتي لا تسمح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إليها من غذاء وماء وأدوية، الجيش الإسرائيلي جيش لديه قيم وأخلاق، نحن نعمل في هذه المنطقة لنمكن السكان من أجل الانتقال جنوباً، وفي مرات منها عرضنا جنودنا للخطر”.
وتابعت هيئة التحرير في صحيفة هآرتس: يجب تسمية الأشياء بأسمائها، الجنرال جيورا آيلاند سوق هذه الأفكار “خطة الجنرالات” بين الجمهور، ولكن عملية التطهير في المنطقة ينفذها الجيش الإسرائيلي، وبتعليمات من ضباطه وعلى رأسهم هرتسي هليفي رئيس الأركان، وقائد المنطقة الجنوبية الجنرال يرون فنكلمان، والخاضعون لقرارات المستوى السياسي الإسرائيلي وهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب المقال يوآف جالنت، ووزير الحرب الحالي يسرائيل كاتس.
وختمت هيئة التحرير في هآرتس: بدلاً من الحديث عن خطة الجنرالات، يجب الحديث عن تعليمات نتنياهو، هو الرأس وهو المسؤول عن جرائم الحرب التي نفذها الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة باسم “حرب القيامة”، تهجير الفلسطينيين وهدم منازلهم، وتهيئة الأرض لاحتلال مستمر واستيطان يهودي.