loading

“يَد تجز.. وجسد يروي”: أعمال فنية تحاكي حرفة مهددة بالاندثار واستيطان يتهدد الأراضي

هيئة التحرير

“يَد تجز.. وجسد يروي” معرض فني أقامته الفنانة الفلسطينية لارا سلعوس في معرض خليل السكاكيني في محاولة لتسليط الضوء على قضية مهددة بالاندثار وبواقع الاستيطان الرعوي الذي يزداد يومًا بعد يوم في مختلف الأراضي الفلسطينية. 

حرفة مهددة واستيطان يتوسع 

 تقول لارا في حديث ل”بالغراف” أن العنوان الذي تم اختياره يهتم بشقين الشق الأول”يد تجز” حيث عمل 

أي قطعة من الصوف يتطلب “جز الخروف” ومن ثم يتم أخذ المادة والعمل عليها حتى يكون هناك إنتاج منها.

 وبينت أنه ما زال هناك يد تجز الخروف ولكن لم يعد هناك جسد يعمل عليه سواء من يقوم بالتنظيف أو التمشيط، أو الغزل، أو النسج”  بالزخم الذي كان يعمل عليه الأجداد سابقًا، فباتت هذه الحرفة مهددة بالاندثار ومحصورة بمجتمعات صغيرة. 

وأضافت لارا أن من أحد أسباب الاهتمام أيضًا يعود للاستيطان الرعوي الذي يحدث في هذه الآونة على أرض فلسطين، حيث يستخدمون أسلوب الرعي كنوع لتهجير الفلسطينيين وكنوع من الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وهم يقومون بذلك بطريقة عنيفة وبها إذلال. 

وتحدث حول الشق الثاني من العنوان “جسد يروي”  حيث يتناول الانقطاع بين الأجيال فالجيل القديم كان يستطيع الغزل وعمل الصوف وإنتاج “الأغطية، المخدات، والفرشات، والبساط”،  فيما الجيل الجديد لا يملك هذه المعرفة فبقيت الأجساد هي التي تروي هذه القصة بطريقة حركتها وإيماءة أجسادها. 

حواريات غنية ومتنوعة

المعرض الذي انطلق في الثاني والعشرين من الشهر الماضي ضم بداخله العديد من الحواريات المتنوعة،  وأرجعت لارا أهميتها إلى أنها تجعل المعرض ليس نسجًا من الخيال وليس فقط روايتها الشخصية لوحدها بل تدعم أهمية المعرض بموضوعه وبأعماله من خلال روايات أشخاص آخرين يعاصرون الصوف ويعملون مع الراعي الفلسطيني بشكل مباشر، ويعلمون عن تاريخ فلسطين وتراثه المهدد بالاندثار،  فيما نحن الذين لا نعلم عنه كفاية. 

وأضافت أن الجمهور كان متنوعًا ومختلفًا سواء الجمهور الذي حضر الافتتاح أو الجمهور الذي حضر لحمزة زبيدات حوارية ” خرائط الجروح” والذي كان مهتمًا بالاستيطان الرعوي والاقتصاد المقاوم، أو الجمهور الذي حضر لحمزة العقرباوي “خروفة وعليها صوفة” وكان مهتمًا أكثر بالفلكلور الفلسطيني وأهمية الصوف في تاريخنا وديننا وثقافتنا. مشيرة إلى أنه في كل مرة كان يكون هناك جمهور مختلف. 

فقدان المعرفة والترابط

كم وضم المعرض حوارية “ماذا نفقد” وهي ورشة عمل البساط الفلسطيني من خلال إعادة نسخة من عمل فني فُقِدَ خلال رحلة عودته لفلسطين. وحول ذلك قالت لارا أن “ماذا نفقد” هو عمل فني “بساطة فلسطينية” بعنوان “الحجرة” وبها نوعين “المزودة والبجاد”، فيما هي استخدمت المزودة التي تكون بجهاز العروس عند زواجها، فقامت بفكفكتها ونسلت خيوطها وقامت بعرضه في معرض “صالونات” في مؤسسة عبد المحسن القطان في العام 2023. 

وأفادت أن ذلك بهدف تسليط الضوء على فقدان تاريخ كبير من ممارسة حِرفة نسيج البساط نفسه والمعرفة المتراكمة والهوية المادية “التراث المادي” الذي بات مقطوعًا نوعًا ما لدينا كجيل حاضر. 

ولفتت لارا إلى أنها عرضت هذا العمل في ثلاثة دول مختلفة في “إسبانيا، البرتغال، وفنلندا” وفاز بالجائزة الأولى من “بينالي الفن المعاصر والدولي للنسيج في البرتغال”، وعند العودة تم احتجازه هو وثلاثة أعمال بالجمارك الإسرائيلية وبعد محاولات حثيثة لاسترجاعهم قام الجمارك بتدميرههم. 

 فكانت هذه الورشة للحديث عن نوعين من الفقدان وهما الفقدان المعرفي والتواصل الثقافي بين الأجيال والفقدان الآخر المباشر من الاحتلال حول كيفية ممارسته للعنف بمختلف الأشكال حتى يفقدنا الترابط مع الأرض ومجتمعنا. 

حضورًا متنوعًا ومختلفًا

لارا أوضحت أن المعرض تضمن حضورًا مختلفًا بمختلف فعالياته، بفئات متنوعة ضمن مؤسسات وجمعيات وطلبة،  مؤكدة أهمية ذلك لأنها تستهدف حاليًا فئة الطلبة وذلك لأهمية التفاتهم للمواد الخام المحلية والمعرفة المحلية كما تضمنت رردود فعل إيجابية متنوعة.

 وتابعت بأن تنوع الأعمال الروائية البسيطة ساعد على ذلك فهو ضم “التنوع الحركي الذي انعكس بالفيديوهات، والتنوع في التصميم الذي انعكس بالكراسي، والتنوع التجريدي الذي انعكس بالمادة نفسها، والتراكيب الفنية التي تتضمن أعمال متعددة الوسائط” فكان المعرض كأنه عمل روائي قصير بحيث يكون هناك حوار بينه وبين الناس 

أعمال فنية متراكمة 

لارا أوضحت أن أعمال المعرض هي أعمال فنية تراكمية لأربعة سنوات، وهو مهم بالنسبة لها كونه المعرض الفني الأول الفردي لها في فلسطين. ففكرة المشروع نابعة من فلسطين ولها، وأهم جمهور لها هو الجمهور المحلي، مشيرة إلى أنه كان لها عروض في أورروبا حيث من خلال الفن أنت ترىوي أكثر عن فلسطين ولذلك فهو على الصعيدين مهم جدًا وهو إنجاز استطعنا عمله رغم الصعوبات. 

سيختتم المعرض أعماله يوم الخميس القادم بجولة تقوم بها لارا لتعريف الحضور بكافة الرسومات وأهميتها وبداية حياتها الفنية مع الصوف. 

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة


جميع حقوق النشر محفوظة - بالغراف © 2025

الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعةحكي مدني