هيئة التحرير
تصريحات عديدة أطلقها وزير المالية والوزير في وزارة الجيش بتسلئيل سموتريتش حول ضم الضفة الغربية، وجعل العام 2025 هو عام السيادة الإسرائيلية على أراضي يهودا والسامرة وفق وصفه، خاصة مع قدوم ترامب للحكم وتنفيذًا للخطة التي بدأت عام 2020.
تصريحات سموتريتش لاقت تنديدًا فلسطينيًا وعربيًا، فهل سيشهد العام 2025 سيادة إسرائيلية رسمية على الضفة الغربية خاصة مع السيطرة الكبيرة على آلاف الأراضي وإغراق المدن والقرى الفلسطينية بالحواجز والبوابات العسكرية؟!
الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي قال إنه على المستوى الفعلي يتم العمل عليه، وذلك من خلال شرعنة البؤر الاستيطانية، والذهاب باتجاه انتزاع الصلاحيات من المناطق المصنفة “ب” حيث يصبح البناء في هذه المناطق بحاجة للموافقة من الإدارة المدنية، إضافة إلى أن سموتريتش هو وزير المالية وأيضاً وزير في وزارة الجيش وضمن صلاحيته في الإدارة المدنية المنسق حيث كل ما يتعلق بحياة الفلسطينيين وله تأثير في هذا.
وأفاد بأن سموتريتش من أصحاب مقولات أن أي قرية فلسطينية مثلها مثل “تل أبيب”، وهو ينظر إلى مسمى الضفة الغربية بمسمى “يهودا والسامرة”، وذلك من منطلق توراتي وهي جزء من أرض الميعاد ويجب السيطرة عليها واعتبارها من أراضي إسرائيل وتطبيق القانون الإسرائيلي على الأراضي فيها وليس على السكان.
وأكد البرغوثي أن نتنياهو تحدث عن ضم مناطق الأغوار وهي مساحة ليست قليلة من مساحة الضفة الغربية، مع الإبقاء على السيطرة الأمنية في الضفة دون إخضاع الفلسطينيين للقانون المدني الإسرائيلي بمعنى أن يبقوا خاضعين للقانون العسكري الإسرائيلي.
ولفت إلى أنه قد تكون الإدارة الأمريكية الجديدة ونظرًا للتعيينات الأمريكية الجديدة وتصريحاتهم المتبنية لرواية الصهيونية الدينية من منطلق المسيحية الصهيونية، والتي كان آخرها تصريحات السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل بأن الضفة الغربية إسمها “يهودا والسامرة” ولا يوجد شيء اسمه احتلال، إضافة لدعمه للاستيطان تحت مسمى بلدات إسرائيلية وليس مستوطنات
وأوضح البرغوثي أن الإعلام العبري والمحللين الإسرائيليين يعتبرون أن الإدارة الأمريكية الجديدة إدارة لم تكن إسرائيل حتى تحلم بها لأنها أصبحت واقعاً، مضيفاً أن هذا يعتبر مؤشرًا على كافة التفاؤل الذي سبق الانتخابات من خلال تصريحات ترامب عندما قال أنه جاء كي ينهي الحروب لا ليشعلها، مؤكداً أن ما يحدث فعلياً هو تكرار للرئاسة الأمريكية السابقة ولكن على نسخة أسوأ بكثير فيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل وترك اسرائيل تفعل ما يحلو لها ودعمها في فعل ما يحلو لها.
وأشار إلى أنه في إدارة ترامب السابقة جعل القدس عاصمة موحدة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لها، واعتبر الاستيطان أمرًا شرعيًا وغير مخالف للقانون، كما أنه اعترف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، إضافة لأنه في التقرير السنوي لحقوق الإنسان للخارجية الأمريكية لم تُذكر الأراضي الفلسطينية كما اعتادت الخارجية الأمريكية ذكرها بأنها أراضي فلسطينية محتلة، مؤكداً أن ما سيأتي سيكون أسوأ بكثير
وبين البرغوثي أن ما يحدث هو مشروع متكامل، وذلك من خلال إنهاء حالة المواجهة مع الشمال بتسوية تُنهي تهديد حزب الله، واعتبار غزة ملف منفصل حيث يسعون لفصله عن ملف الجنوب اللبناني وذلك من أجل الاستمرار بمشروعهم بغزة، والذي قد يكون بإخلاء شمال قطاع غزة كما يحدث الآن بشكل تام، أو أن تكون هذه خطوة أولى بهدف إخلاء كامل القطاع لإمكانية استيطانه.
وتابع بأن الخرائط التي نُشِرَت تُظهِر انتشار المواقع العسكرية في القطاع، وتبين بأن المشروع الإسرائيلي طويل في القطاع، مضيفًا بأنه يبقى بعدها مشروع الضفة الغربية والذي يعتبر الأخطر بالنسبة لإسرائيل نظرًا لحجم الاحتكاك بين الفلسطينيين والمستوطنين والجيش، إضافة إلى أنها قد تكون الضفة الغربية آخر وأبرز مشروع، حيث تصريحات سموتريتش عادة لا تأتي من فراغ وذلك وفقاً للمنصبين اللذين يشغلهما وفي الصلاحيات الممنوحة له
وحول سهولة تطبيق فرض السيادة، تساءل البرغوثي حول الصعوبة التي يمكن أن يواجهونها في ظل مجتمع دولي يُدين ولا يفعل أي شيء آخر، والإدارة الأمريكية الآن ستكون المدافع الأول عن اسرائيل في كافة سياساتها حيث المندوبة الأمريكية الجديدة بالأمم المتحدة هي أشرس من المندوبة السابقة نيكي هيلي في الدفاع عن اسرائيل، مؤكداً أن الدعم لإسرائيل سيكون على كافة المستويات، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي عاجزًا أو أنه لا يرغب بتقديم شيء للفلسطينيين طالما أن المواجهة ستكون مع إسرائيل في هذا الجانب