إلهام حمدان
“كيف سيعرفها والدها؟” بهذه الكلمات بدأت زوجة الأسير منتصر عجاج سندس عجاج حديثها وهي تستعيد لحظات ولادتها لطفلتهما الثانية ريتال، بينما يقبع زوجها في زنازين الاحتلال منذ الخامس عشر من أكتوبر 2023.
عجاج ابنة بلدة صيدا شمال مدينة طولكرم تقول في حديث ل ” بالغراف” إنها وضعت طفلتها ريتال وزوجها في السجن، لم يحظى برؤيتها ولم يعرف اسمها حتى، متمنية أن يجتمع بها يومًا ويعيشا تفاصيل الحياة كباقي الآباء وأطفالهم
تعود عجاج بذاكرتها لليلة الاعتقال فتبين أنها كانت في شهرها الثامن من حملها حينما داهم جنود الاحتلال منزلها ليلًا، مضيفة أنهم اعتقلوا زوجها واعتدوا عليه بوحشية أمام عينيها وعيني طفلتهم ريم، التي ما زالت تردد سؤالها ” متى سيعود أبي”، مشيرة إلى أنها لا تجد إجابة لسؤالها، فالاحتلال يماطل ويجدد اعتقاله الإداري باستمرار.
تمر الأيام ثقيلة على عجاج التي تحاول بكل جهدها سدّ فراغ غياب الأب، موضحة أن أول كلمة نطق بها طفلتها ريتال كانت ‘بابا’، لكنها لم تجد من يرد عليها، وخطَت خطواتها الأولى دون أن تلتقط يدها يد أبيها، هذه اللحظات التي انتظرناها معًا حلمًا، أصبحت وجعًا يتكرر كل يوم وفق قولها.
في زنازين سجن مجدو، يعاني منتصر أوضاعًا صحية صعبة، فيما تعيش عائلته انتظارًا قلقًا، بين أمل بتحرره وخوف من تجديد اعتقاله الإداري للمرة الرابعة.
تصف عجاج الحياة دون زوجها بالفراغ الكبير، ورغم تضاعف المسؤولية عليها إلا أنها تحاول أن تكون الأم والأب لطفلتيّها، مؤكدة أن لا شيء يعوض وجوده، فيما يخيم على عقلها سؤال واحد، إن طال اعتقاله فكيف ستجيب ريتال عندما تكبر قليلًا وتسألها: “أين والدي؟ ولماذا غاب؟”
بين جدران المنزل، تنتظر عجاج وعائلتها عودة منتصر، لتبدأ فصلًا جديدًا من حياتهم المؤجلة، فيما تهمس بصوت مرتجف:”أحلم باليوم الذي يرى فيه منتصر وجه ريتال، يناديها باسمها، وتجد صغيرتنا أخيرًا يد أبيها تأخذ بيدها، هل كثيرٌ علينا هذا الحلم؟”