loading

إسرائيل غير مرتاحة للحدود مع الأردن!!

ترجمة محمد أبو علان/ خاص بالغراف

الحديث الإسرائيلي عن الحدود الأردنية مع فلسطين المحتلة، والتي أطلق بعضهم عليها “محور فيلادلفيا الشرقي” لم يعد يقتصر على مخاطر تهريب السلاح والأموال وتنفيذ العمليات حسب الادعاء الإسرائيلي، بل تعداها لمخاطر المسيرات الصغيرة والقذائف التي قد تنطلق من مدى قصير حسب التقديرات الإسرائيلية، خاصة على خلفية نية حكومة الاحتلال بناء خزانات نفط في منطقة إيلات، ويدعي جنرال إسرائيلي في الاحتياط أن إيران حددت الأردن كهدف لبناء بنية تحتية معادية لإسرائيل فيها.

  وبعد ظاهرة المسيرات والصواريخ القادمة من الشرق منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أدركت جهات إسرائيلية أن السياج والكتيبة العسكرية على الحدود الشرقية لن تحل كل المشاكل الأمنية القادمة من الشرق، مما يدفع لطرح سؤال، هل تبيت دولة الاحتلال الإسرائيلي لشيء ما على الحدود الأردنية بعد غزة ولبنان وسوريا؟.

 في هذا السياق كتبت يديعوت أحرنوت على موقعها الإلكتروني تحت عنوان: ” جدار لن يحل كل المشاكل، منطقة الحدود مخترقة والمسيرات تحلق في الأجواء، الخوف من تموضع إيراني، سلسلة عمليات مفاجئة، تهريب أسلحة، ومسيرات معادية التي تحلق على ارتفاع منخفض فوق مزارع المستوطنات الحدودية، كل هذه مؤشرات على واقع جديد على الحدود الشرقية، ولكن ليس بالضرورة أن تتحول لأعمال، الأردنيون أقاموا معسكرات، ويعززون تواجدهم، المستوطنون يدعون أنهم تركوا وحيدون في المواجهة، ويدعون بتجهيز وحدات الاستنفار من أمواهم، وإنهم يشكلون المنطقة العازلة على الحدود”.

وتابعت الصحيفة العبرية: المستوطنون في المستوطنات الحدودية يحذرون من عمليات مفاجئة، عمليات معادية تقع واحدة تلو الأخرى، العملية الأولى كانت في نهاية أكتوبر الماضي عندما تسلل مسلحون لمنطقة المجلس الإقليمي تمار وأصابوا جنديان إسرائيليان بجروح خفيفة، وقتلوا على يد جنود اللواء 998، وحالة الهدوء تم اختراقها مجدداً عندما اقتحمت مركبة أردنية جدار كيبوتس سيمر الواقع في منطقة أيلوت، هذه العمليات تنضم لعمليات تهريب الأسلحة عبر الحدود.

على الرغم من وعودات المستوى السياسي الإسرائيلي تحصين الحدود الشرقية وبناء العوائق، تمويل هذه الخطة تم تأجيله، والمستوطنون يواجهون التهديدات الحقيقة نتيجة ذلك، وكان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال جيورا أيلند قال في موضوع الحدود الشرقية: هناك تحذيرات من وقوع عمليات عبر الحدود الأردنية، وفي منطقة الحدود في منطقة وادي العرابة، وقال أيضاً في هذا الإطار:” إيران حدد ت هدفها بأن الأردن الدولة القادمة التي ستعمل فيها من أجل إقامة بنية تحتية معادية لإسرائيل”.

وعلى خلفية نية حكومة نتنياهو بناء خزانات نفط في إيلات قال الجنرال أيلند:” حقيقة القرب الجغرافي الأردني من إيلات يعزز الاحتمالات بضرب إيلات وأي هدف استراتيجي في محيطها، بالإضافة لتهديدين آخرين يصعب على إسرائيل مواجهتها، أحد هذه التهديدات إطلاق القذائف، والثاني إطلاق مُسيرات صغيرة وقصيرة المدى من منطقة العرابة الأردنية، كما كان على الحدود الشمالية مع لبنان، إسرائيل يمكنها مواجهة المسيرات الكبيرة وطويلة المدى، ولكنها تواجه صعوبة في مواجهة المسيرات الصغيرة قصيرة المدى.

ونقلت يديعوت أحرنوت روايات المستوطنين المزارعين في منطقة وادي عربة: المزارعون في منطقة العرابا شاهدوا المسيرات تحوم فوق رؤوسهم، أحد المستوطنين المزارعين في مستوطنة يوتباتا ومركز التسويق الزراعي قال: “مزارعنا موجودة على طول 6 كم على الحدود، ولا يوجد سياج، يوجد نوع من العوائق بناها الجيش الإسرائيلي، ولكن لا مشكلة بتجاوزها من كل من أراد، في النهار لا يلاحظون وجود للجيش الإسرائيلي، ووحدات الاستنفار تجهزونها من أموالهم الخاصة.

ويدعي المستوطن أن الجيش يمنعهم من التحرك ببنادق، لديهم مسدسات ولا يوجد تغطية للاتصالات الخلوية، ونواجه مشكلة عند رؤية مسيرة ونريد الإبلاغ عنها، رأينا خمس مسيرات تمر من على رؤوسنا على ارتفاع 30 متراً، وحدات الاستنفار بعيدة عنا، ونحن المنطقة العازلة بين الحدود ومدرسة الشاطئ الأحمر، نحن نرى الأردنيين يتعاملون معنا بجدية، عززوا دورياتهم، ولديهم مركبات أحدث من مركباتنا، وقال المستوطن:” نحن لا ننام جيداً في الليل”.

رونين شوشاني، قائد فريق طوارئ مجتمعي من مستوطنة عين تمار، وهو مستوطن مزارع أيضاً، يقول إن حالة التوتر الأمني في المنطقة غيرت طريقة عمله، على الرغم من عدم وجود تعليمات خاصة للمستوطنين في المنطقة، وعدم تغيير نمط حياتهم، قال:” أشعر أن مزيد من التوتر في الأجواء، مزرعتي قريبة من الحدود، وأشعر بالقلق عند الذهاب إليها، لم أعد أذهب إليها في الخامسة فجراً، لا أريد مفاجأة هناك، ولا اتواجد هنا في ساعات الظلام”.

وعن خطة الجيش الإسرائيلي للحدود الأردنية مع فلسطين المحتلة كتبت يديعوت أحرنوت: خطة الجيش الإسرائيلي لإغلاق الحدود الأردنية موجودة ولكن ينقصها التمويل رغم الدفع بالخطة من قبل نائب رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال امير برعام، الخطة تهدف لمواجهة محاولات إيران تسليح المنظمات الفلسطينية، وتشمل الخطة نشر وسائل جمع معلومات، ونقاط مراقبة، وقوات الرد السريع والعوائق الهندسية.

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي زار الحدود الأردنية في أيلول الماضي، وقال خلال زيارته:” على ضوء الصراع متعدد الساحات نعلم أن علينا تأمين حدودنا الشرقية، هذه حدود سلام، ونعمل بالتنسيق مع المملكة الأردنية لتبقى حدود سلام، ولكن مؤخراً زادت التحديات، هناك محاولات لتهريب مخربين ووسائل قتالية للضفة الغربية، ولداخل المدن الإسرائيلية، نعمل مع الجهات المعنية من أجل منع هذا الشيء، سنعمل على إقامة عائق قوي من أجل منع عمليات التهريب، وبالتنسيق مع الجيران، مهم لنا أن تبقى هذه الحدود حدود سلام وأمن”، وعلى الرغم من إعلان رئيس الحكومة عن تخصيص أموال لهذه الغاية في العام 2025 والطلب من الوزراء دعم تنفيذ الخطة، إلا أن لجنة ناجل طلبت تأجيل الخطة وتم قبول توصيتها.

حالياً، رؤوساء مجالس المستوطنات على الحدود الأردنية مع فلسطين المحتلة قرروا إقامة لجنة برئاسة دافيد لحياني رئيس مجلس مستوطنات منطقة الأغوار والذي حذر في الماضي بأن الحدود الهادئة ستتحول أكثر خطورة، ورؤوساء مجالس استيطانية أخرى طالبوا بتأمين الحدود المخترقة، وتعزيز شعور المستوطنين بالأمن.

وفي رد الجيش الإسرائيلي على ما نشرته يديعوت أحرنوت حول الحدود الأردنية مع فلسطين المحتلة جاء:” الجيش الإسرائيلي يعمل وينسق خططه وفق التهديدات المتغيرة، منذ بداية الحرب تم تعزيز الحدود بوسائل جمع المعلومات ونقاط المراقبة، منها المكشوف ومنها السرية، والتي تحذر من أية تحركات على طول الحدود”.

وتابع بيان الجيش الإسرائيلي:” قوات الجيش الإسرائيلي منتشرة على طول الحدود، وفي حالة جهوزية كاملة لمواجهة أي سيناريو، مؤخراً تم نشر القوات على طول حدود منطقة وادي عربة، والجيش الإسرائيلي في اتصال دائم مع الجهات الأمنية في المستوطنات المحاذية للحدود، ومع الأذرع الأمنية المقابلة”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة