loading

أفران الطين بغزة … نار الصمود في وجه الحصار

بشار عودة

في ظل الحصار الخانق والعدوان المتواصل على قطاع غزة، يعود سكان القطاع إلى جذورهم، مستعينين بتراثهم القديم لتأمين احتياجاتهم الأساسية، وعلى رأسها الخبز، عبر “أفران الطين” التي أصبحت طوق النجاة الوحيد، وسط الإنقطاع التام للكهرباء وشُحّ الغاز والوقود.

في قلب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يجلس المواطن أبو محمد أحمد أمام فرن الطين الذي صنعه بيديه من الطين والحجارة.

ويقول المواطن أبو محمد لـ”بالغراف”: أفران الطين جزء من تراثنا، ورجعنا نشتغل فيها لأنه ما في بديل، بسبب الحرب اللي دمّرت بيوتنا وأشغالنا… بس إحنا شعب صامد وبدنا نعيش، وراح نعيش، وغصبًا عن الطبيعة راح نعيش”.

وأوضح أن عددًا محدودًا من المواطنين كانوا يستخدمون أفران الطين لطعمها المميز في الخَبز، أما اليوم، فقد أصبحت هذه الأفران الخيار الوحيد للطهي والخَبز لدى معظم سكان القطاع.

وأشار إلى أنه، وبسبب صعوبة الأوضاع ومع زيادة الاعتماد على أفران الطين، يسعى هو وباقي الشباب لكسب الرزق وسط ظروف قاسية.

وأضاف: “رغم المخاطر، يتجمّع المواطنون أمام هذه الأفران لساعات طويلة بانتظار دورهم، لدرجة أن البعض يفقد العجين بسبب الانتظار الطويل”.

ويواجه أصحاب الأفران تحديات كبيرة في توفير الحطب، حيث أصبح نادرًا وغالي الثمن، نتيجة استيلاء الاحتلال على معظم الأراضي الزراعية، ما أدى إلى استخدام أخشاب الأثاث المدمر من المنازل كمصدر بديل.

ولفت إلى أنه في فترات الهدنة، كانت وكالة الغوث “الأونروا” توفّر الطحين، لكن اليوم، وصل سعر كيس الطحين إلى 500 شيكل (ما يعادل 150 دولارًا)، مما يُشكّل عبئًا إضافيًا على كاهل المواطنين.

أما المسنة أم مصطفى الهور، فتقف قرب الفرن وهي تحمل العجين بقلق، وتقول:”نأتي هنا مضطرين، بدنا نخبز على فرن الطين. الغاز خَلص وانقطع من الأسواق… حتى الحطب صار صعب نلاقيه، بسبب كثر الناس اللي بتستخدمه”.

وتُضيف بحرقة لـ “بالغراف”: “نطبخ وإحنا خايفين من القصف، الطيران فوق روسنا. في ناس بتقصفهم الطيارة وهم حاملين العجينة”

وأشارت إلى أنها لا تستطيع شراء كيس الطحين منذ أن أغلق الاحتلال الإسرائيلي المعابر، بسبب ارتفاع سعره، حيث تشتري كل رطل عند كل عجينة لتوفر الطعام لاثني عشر فردًا من عائلتها.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة