loading

رئيس أركان الاحتلال: “ليس هكذا تحقق الطموحات في غزة” !!!

ترجمة خاصة- بالغراف

ما سُرب على لسان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أيال زامير، وقاله للمستوى السياسي مؤخراً يؤكد على مجموعة من القضايا، الأهداف المعلنة للحرب على قطاع غزة لا يمكن تحقيقها بالعمل العسكري فقط، بعد عام ونصف من الحرب، لا حماس هزمت، ولا الأسرى الإسرائيليين عادوا بالضغط العسكري، وإن رفض نتنياهو الحديث عن اليوم التالي للحرب على غزة، عامل آخر من العوامل التي تشكل عائق أمام تحقيق أهداف الحرب.

في هذا السياق كتب المراسل العسكري ليديعوت أحرنوت يوآف زيتوني: في المجلس الوزاري الإسرائيلي السياسي والأمني المصغر مُصرون على عدم إيجاد بديل لحركة، ورئيس الأركان الإسرائيلي يطلب من الوزراء الإسرائيليين التنازل عن بعض تخيلاتهم، وعن واقع القوى البشرية في الجيش قال رئيس الأركان: الالتزام في الدعوة للتجنيد في الوحدات القتالية منخفض.

وعن خطط الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة قال: احتلال أجزاء صغيرة من قطاع غزة للضغط على حركة حماس من أجل صفقة تبادل أفضل من الناحية الإسرائيلية، قد تصبح واقعاً راسخاً تهدف كل الأطراف باستثناء المخطوفين.

وتابع المراسل العسكري نقل حديث رئيس الأركان الإسرائيلي زامير للمستوى السياسي في الأيام الأخيرة: رئيس الأركان الجديد أيال زامير كشف في الأيام الأخيرة أمام المستوى السياسي النقص في الكبير في القوى البشرية المقاتلة في الجيش، وحذر من أنه من غير الممكن تحقيق كل طموحات المستوى السياسي، ذلك حتى في العملية الحالية ضد حركة حماس.

وتابع زامير: المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني السياسي المصغر يستند فقط على جنود الجيش الإسرائيلي لتحقيق الأهداف، ولا يوجد خطة سياسية إسرائيلية مكملة، لهذا يرفض زامير اكمال المرحلة السابقة، في ذات الوقت تتآكل إنجازات الجنود الإسرائيليين في الحرب بسبب رفض الحكومة التقدم في عملية سياسية تشمل تغيير حكم حركة حماس، والذي لازال يسيطر في قطاع غزة بعد عام ونصف من الحرب.

منذ حوالي الشهر الجيش الإسرائيلي ينفذ خطة بتوجيه من المستوى السياسي تقوم على احتلال أجزاء صغيرة من قطاع غزة وبشكل خاص توسعة المناطق العازلة على المناطق الحدودية، مع هدف متواضع قياساً مع أهداف الحرب المعلنة، التي اتضح كم هي بعيدة عن التحقيق، وتهدف العملية الحالية الضغط على حركة حماس لرفع عدد الأسرى المفرج عنهم، أو التوصل لاتفاق أفضل، وهذا الواقع قد يستمر شهور طويلة.

وعن سياسية رئيس الأركان الإسرائيلي كتب يوآف زيتوني: استمر رئيس الأركان في سياسة الغموض التي تمنع تجنيد الإسرائيليين لصالح العملية، الصحفيون لا يرافقون الجنود للنقل للجمهور ما يجري، وهناك تقليل من الإحاطات الإعلامية حول ما يجري في قطاع غزة، الإعلام الإسرائيلي ولإعلام العالمي منشغل في حوادث محرجة للجيش الإسرائيلي، منها حادث مقتل طواقم الهلال الأحمر وطواقم الدفاع المدني، وأشرطة الفيديو عن مقتل النساء والأطفال في الهجمات الجوية الإسرائيليةـ، وتفسير الجيش الإسرائيلي لهذه السياسة هو العمل أولاً ومن ثم الحديث، ومنع العدو من الحصول على معلومات عن النوايا الإسرائيلية.

وفق مصادر أمنية إسرائيلية، وعلى العكس من الانطباعات، رئيس الأركان الإسرائيلي زامير يطمح لهزيمة حماس في عملية عسكرية واسعة بواسطة خطط مختلفة عن تلك التي كانت قبل وقف إطلاق النار، مثل حصار مناطق وإقامة نقاط تفتيش للسكان، حيث احتلال قطاع غزة مسألة تحتاج لشهور حسب تقديرات الجيش، وربما سنوات، ويحتاج لاستخدام عشرات آلاف الجنود، الغالبية منهم من قوات الاحتياط.

المصدر الأمني الإسرائيلي قال:” زامير رئيس الأركان لا يخفي المعطيات عن المستوى السياسي، ويقترح عليهم التخلي عن جزء من تخيلاتهم”، وعن واقع القوى البشرية في الجيش قال ذات المصدر:” الالتزام بالدعوة للتجنيد في الوحدات القتالية الاحتياطية في أحسن الأحوال تصل ما بين 60-70%، تعرض النتائج على رئيس الحكومة وعلى الوزراء، كما عرض على الوزراء حالة المصفحات وناقلات الجند ومدى جاهزيتها، وحجم المخزون من الذخيرة آخذاً بعين الاعتبار هجوم على إيران وإمكانية عودة الحرب إلى الشمال.

هذا الواقع ليس بالضرورة أن يلاقي انتقادات في المستوى السياسي، ولكن واقع كهذا إن استمر لفترة زمنية طويلة، قد يخدم في عدة اتجاهات، حصول المجتمع الإسرائيلي على حالة الهدوء التي عاشها في الشهور الأخيرة، ويحصل على أمن من طرف قطاع غزة على المدى القريب، قوات الاحتياط ستتآكل ولكن بشكل أقل، سيستدعون لثلاثة أو أربعة شهور في العام، وفي حالة عدم وجود هجوم فعلي على غزة، تستطيع القوات النظامية الاحتفاظ بالأراضي التي احتلت، وسيحاولون توزيع المساعدات الإنسانية للسكان في غزة عن طريقهم، التجربة التي ستكون في رفح على ما يبدو، إن نجحت ستعمم.

وعن حماس كتب الصحفي الإسرائيلي: حركة حماس من جهتها لم تهزم، وستستمر في السيطرة على قطاع غزة، وستستمر في بناء نفسها بغطاء 2 مليون مواطن في غزه بفضلهم تبقى وتسيطر، وفي ظل انعدام خيار عودة الأسرى، وغياب قضية الأسرى عن الجدول الإسرائيلي مع مرور الوقت، ويمكن أن تكون أسباب كافية للحكومة الحالية لبناء مستوطنات في قطاع غزة.

في ظل هذا الواقع الذي لا يحاربون حماس بشكل فعلي، والمؤكد أنها لم تهزم، تخدم أيضاً هدف سياسي، طالما لا يوجد تجنيد كبير للاحتياط سيؤدي لمزيد من التآكل لكل من يلتزم، ستبقى المطالبة بسن قانون التساوي في العبء في الخدمة العسكرية بدلاً من قانون التهرب من الخدمة الذي تسعى الحكومة لإقراره.

الآن وعلى العكس من توقعات الجيش الإسرائيلي، حركة حماس لا تنفذ هجمات، ولا تقوم بنصب كمائن، ولا تقوم بإطلاق القذائف على العدد القليل من القوات الإسرائيلية المنتشرة في المنطقة العازلة وعلى المنطقة الحدودية بين رفح وخانيونس، حماس مستمرة في استراتيجيتها من بداية العملية البرية، الحفاظ على قواتها حتى لو تلقت ضربات، وحسب الاستخبارات الإسرائيلية، 20 ألف عنصر مسلح من حماس لازالوا على قيد الحياة، منهم ضباط، وضباط على مستويات رفيعة.

يدعي المراسل العسكري ليديعوت أحرنوت أن حركة حماس حصلت مؤخراً على وسائل يمكن أن تستخدم لغايات قتالية، والتقديرات الإسرائيلية إنها وصلت من خارج القطاع بواسطة مسيرات جاءت من إسرائيل، كما أن وقف إطلاق النار الذي استمر لشهرين مكن الجيش الإسرائيلي من التعرف على قدرات حركة حماس.

في المقابل يفحص الجيش الإسرائيلي إن كانت شحنات المساعدات التي أنزلت في قطاع غزة بواسطة طائرات مسيرة أجنبية في ذروة العملية البرية وبحجم كبير لم تشمل وسائل متعددة ثنائية الاستخدام، والتي يمكن أن يستخدمها مقاتلي حركة حماس.

وختم المراسل العسكري للصحيفة العبرية: وهنا تبرز قضية متفجرة يتحدثون عنها في الجيش الإسرائيلي في الغرف المغلقة، متى ستقام لجنة تحقيق، أو لجنة تحقيق من الجيش الإسرائيلي تفحص عمل القوات والضباط الكبار خلال العملية البرية التي انتهت العام الماضي؟.

 في احتفال تنصيبه قبل شهر ونصف، وبحضور نتنياهو وسلفه في المنصب هرتسي هليفي، قال رئيس الأركان أيال زمير أن حركة حماس لم تهزم مطلقاً، هذا الاتهام أليس اعتراف بفشل عملية عسكرية حصلت على شيك مفتوح من الجمهور الإسرائيلي للتضحية ودفع الثمن، وبدعم عالمي من باريس وحتى واشنطن في الأشهر الأولى من العملية البرية، وفي ظل اجماع إسرائيلي لم يعد موجود، فما هو الخطأ إذن؟.

الناطق باسم الجيش الإسرائيلي عما نقل على لسان رئيس الأركان الإسرائيلي:” لا نعلق على ما يقال في الغرف المغلقة، الجيش الإسرائيلي يستعد لخيارات متعددة في الحرب، منها تجنيد قوات الاحتياط لصالح توسعة العمليات العسكرية في قطاع غزة، لن ندخل في تفاصيل تلك الخطط لأسباب واضحة”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة