loading

مصير محمد السنوار لن يحسم استمرار الحرب، ترمب فقط يستطيع

ترجمة خاصة- بالغراف

مع الإعلان عن خبر محاولة اغتيال محمد السنوار قائد الجناح العسكري لحركة حماس بدأت التحليلات الإسرائيلية قراءة مرحلة ما بعد السنوار الأصغر (إن نجحت محاولة الاغتيال) من حيث التأثير على مفاوضات صفقة التبادل، وعلى موازين القوى بين قيادات الحركة داخل وخارج قطاع غزة، وهناك من حسم النقاش وقال إن نجحت محاولة الاغتيال هذا سيجعل مفاوضات صفقة التبادل أسهل، ويجعل قيادة الحركة في الخارج أقوى.

ولكن هذه السمفونية الإسرائيلية حول تأثير عمليات اغتيال قيادات حركة حماس سواء كانت سياسية أو عسكرية على موازين القوى بين قيادة الحركة في الخارج وفي القطاع ليست بالسمفونية الجديدة، وهي سابقة حتى لفترة الحرب الحالية، بل كانت مثل هذه الادعاءات تترافق مع كل عملية اغتيال في القطاع عبر سنوات الصراع الطويلة بين الحركة والاحتلال.

ولكن حقيقة الأمر تظهر أن مؤسسات الحركة قادرة إلى حد ما على التغلب على هذه الخسائر بفعل عمليات الاغتيال، والاستمرار في أدائها، طبعاً مع عدم التقليل من أهمية وحجم تلك الخسائر وتأثيرها على مؤسسات الحركة، وفي مثل هذه الأحداث لا يكون السؤال المركزي حول حجم الخسارة التي يقر كل عاقل بضخامتها وعظمها، بل حول قدرة الحركة على استيعاب الضربة، ومحاولة النهوض والاستمرار، ونفس التحليلات سمعت خاصة في موضوع فرص التوصل لصفقة تبادل في أعقاب اغتيال قائد الحركة في غزة يحيى السنوار في تموز من العام الماضي.

وحتى في التحليلات الإسرائيلية هناك من يرى أن العامل الحاسم في استمرار الحرب من عدمها ليس في نجاح محاولة اغتيال محمد السنوار، بل الحاسم في الأمر هو موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وقدرته الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التوصل لصفقة ووقف الحرب.

في هذا السياق كتب المحلل العسكري لصحيفة هآرتس العبرية عاموس هارئيل:” مصير محمد السنوار ليس من سيحسم موضوع استمرار  الحرب في غزة، ما يحسمها موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب”. 

في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يواجهون حتى الآن صعوبات في تأكيد إن كانت محاولة اغتيال الشخصية العسكرية الأكبر في حماس محمد السنوار قد نجحت، قبل سبعة شهور قتل الابن البكر لعائلة السنوار يحيى، وكان ذلك في مواجهة مع القوات الإسرائيلية في رفح، هذه المرّة تم تنفيذ عملية مبرمجة ومحسوبة لاغتيال الأخ الأصغر، والذي يعتقد إنه حل محل الأخ الأكبر.

منذ أن تمت الموافقة على تنفيذ عملية الاغتيال وخروجها للتنفيذ على وجه السرعة وبالاعتماد على معلومات جزئية في منطقة المستشفى الأوروبي، حتى الآن لا توجد في إسرائيل معلومات مؤكدة حول النتائج الحقيقية لمحاولة اغتيال محمد السنوار.

في إسرائيل على الأقل، محاولة الاغتيال سرقت عناوين الأخبار من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لدول الخليج، محاولة الاغتيال نفذت في اللحظة التي كان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوقع اتفاقيات بمئات مليارات الدولارات مع المملكة العربية السعودية.

في المؤتمر الصحفي في الرياض قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في أعقاب نجاحه بالإفراج عن الجندي الحامل للجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر أنه يأمل بأن يتم الإفراج عن بقية المخطوفين في قطاع غزة، “نحن نعمل من أجل إعادة الكل” قال الرئيس الأمريكي.

وعن محمد السنوار كتب عاموس هارئيل: إسرائيلياً يعتبر محمد السنوار قائد الخط المتشدد في حركة حماس، وشكل عائقًا أمام تنفيذ مزيد من صفقات التبادل، ومحاولة اغتياله تمت بعد يوم واحد من موافقة الحركة على الإفراج عن الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، عملية الإفراج تمت بعد ضغوطات كبيرة، وتدخل لقيادة حماس في الخارج المتواجدة غالبيتها في قطر، وإن نجحت عملية الاغتيال ستؤثر على موازين القوى بين القيادة الداخلية والخارجية للحركة لصالح القيادة الخارجية.

الأخ الأكبر والذي بادر في السابع من أكتوبر واحتجز الرهائن، كان وبصورة كبيرة صاحب القرار الحاسم في الحركة، الأخ الأصغر واجه صعوبات ليكون في مكانه وفي قدراته، هو تقاسم قيادة الحركة في قطاع غزة مع عز الدين الحداد، والذي تتركز قوته في شمال قطاع غزة، والآن يوجد وزن أكثر للقيادة في الخارج، وخاصة خالد مشعل وخليل الحية.

إلى جانب المعلومات الاستخبارية من جهاز الشاباك الإسرائيلي ومن الجيش الإسرائيلي، بذلت جهود استخبارية كبيرة للتأكد من عدم وجود أسرى إسرائيليين في المكان قبيل عملية القصف، كانت إشاعات أن محمد السنوار وعز الدين الحداد لا يتحركون إلا بحماية دروع بشرية باستخدام الأسرى الإسرائيليين.

في المؤسسة الأمنية قالوا أن الهجوم نفذ بعد أن تم استبعاد وجود أسرى إسرائيليين في مكان تواجد محمد السنوار، ولكن هذا لا يعني أنهم آمنين الآن، أسرى إسرائيليون على كانوا في قطاع غزة قالوا أن ظروف أسرهم ساءت مع عودة العمليات العسكرية، وفي الحالات التي تعرض فيها الفلسطينيين لضربات كبيرة.

التأكد من إصابة محمد السنوار أمر مرتبط بنهج حركة حماس، على العكس من حزب الله الذي كان يعلن مباشرة عن خسارته في كل مرة يتعرض فيها لهجوم إسرائيلي، حركة حماس تتبع سياسية ضبابية مقصودة في هذا الجانب، في السابق مرت أسابيع حتى أعلنت الحركة عن مقتل قادة منها مثل يحيى السنوار ومحمد الضيف الذين قتلوا في تموز الماضي.

محمد السنوار يبلغ من العمر 50 عاماً، ومثل شقيقه ومحمد الضيف ولد وعاش في مخيم خانيونس، وكان مسؤول عن عمليات أسر جنود إسرائيليين لاستعادة أسرى فلسطينيين، وكان مسؤول عن أسر جلعاد شاليط ومقتل ضابط وجندي في نفس العملية، في حزيران في العام 2006، إصرار محمد السنوار هو الذي قاد إلى الإفراج عن أخيه يحيى في صفقة التبادل في العام 2011 بعد 23 عاماً من الاعتقال في السجون الإسرائيلية.

وتابع هارئيل: سنحتاج لمزيد من الوقت لكي يتم التأكد استخبارياً من مصير محمد السنوار ومصير قادة آخرين للحركة ربما كانوا معه في نفس المكان لحظة القصف الإسرائيلي، والسنوار يعتبر واحد من خمسة كانوا وراء السابع من أكتوبر، الأربعة الآخرين قتلوا خلال الحرب، “مقتله سيكون نتيجة مناسبة والتي بالتأكيد يجب عدم الأسف عليها” حسب المحلل الإسرائيلي.

وعن أثر عملية اغتياله إن نجحت كتب عاموس هارئيل: موضوع صحة مقتله ليس السؤال المركزي، ما يحسم استمرار الحرب هو ما سيقوم به الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الأيام الأربعة القادمة، ومدى قدرته على فرض موقفه على بنيامين نتنياهو.

 وفي الحديث عن أثر اغتيال محمد السنوار حال نجحت إسرائيل في عمليتها قالت القناة 13 العبرية أن المستوى السياسي الإسرائيلي يرى في اغتيال محمد السنوار فرصة للتقدم في مفاوضات التوصل لصفقة تبادل أسرى كون السنوار الأصغر صاحب الموقف المتشدد في هذا المجال، حيث اعتبر المستوى السياسي الإسرائيلي عملية الاغتيال في إطار الضغط العسكري لهزيمة الحركة واستعادة الأسرى

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة