loading

الاحتلال يحول منازل المواطنين لثكنات عسكرية لجنوده

محمد عبد الله

في خطوة لافتة وبعيدًا عن صخب الجبهات وأصوات الانفجارات، شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي سرًّا في إخلاء عدد من معسكراتها ونقل جنودها إلى منازل فلسطينية استولت عليها قرب جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية.

فقد حولت هذه القوات، وفق شهادات ميدانية، عشرات المنازل إلى ثكنات عسكرية دون سابق إنذار، ما أدى إلى تهجير قسري لعائلات بأكملها، وسط تحذيرات من استخدام السكان كدروع بشرية، وتأثيرات خطيرة على حياة الأهالي اليومية.

يعرض حياة السكان المدنيين للخطر

وعبر صفحته في “فيسبوك”، قال الناشط في تجمع شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو، إن الاحتلال حوّل عشرات المنازل في الضفة الغربية إلى ثكنات عسكرية، بعدما أخلى الجنود المعسكرات الكبيرة وسكنوا في منازل المواطنين.

وأكد عمرو أن هذا الأمر يعرض حياة السكان المدنيين الفلسطينيين للخطر، ويستخدمهم كدروع بشرية.

وفي متابعة خاصة لموقع “بالغراف”، أكد عدد من رؤساء البلدات والمجالس القروية في محافظة جنين، قيام قوات الاحتلال ومنذ اليوم الأول للهجوم على إيران، بالاستيلاء على منازل المواطنين ونقل قوات كبيرة إليها.

طرد 45 عائلة من منازلها في رمانة

يقول رئيس مجلس قروي رمانة، حسن صبيحات، إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت قرية رمانة، التي تقع بمحاذاة السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948، وذلك في يوم 13 حزيران الجاري.

وأضاف صبيحات في تعقيب لموقع “بالغراف”، أن القوة نفذت جولة في القرية، ومن ثم توجهت إلى منطقة تُسمّى منطقة الصبيحات، وهناك قامت بإخلاء 45 عائلة فلسطينية تعيش في 11 منزلًا، بدون سابق إنذار ولا تسليم أوامر عسكرية، ولم يُسمح لهم بإخراج أي أمتعة معهم منها.

وأكد صبيحات أن قوات الاحتلال ما زالت تتخذ من تلك المنازل ثكنات عسكرية لها، كما تقوم الآليات بجولات يومية في القرية، يتخللها استفزاز للمواطنين وإقامة حواجز ميدانية.

جيش الاحتلال قام بإخلاء معسكر سالم

وحول حقيقة ما يجري، أفاد صبيحات أن جيش الاحتلال قام بإخلاء الجنود من معسكر سالم القريب، وإسكانهم في منازل المواطنين في قرية رمانة، تحسبًا لأي قصف صاروخي قد يتعرض له المعسكر.

وبيّن صبيحات أن تواجد القوات له تأثير سلبي كبير على الأهالي، من حيث إجبارهم على النزوح القسري من منازلهم بدون أي أمتعة، وتنغيص حياتهم، وإجبارهم على العيش في منازل الأقارب والأصدقاء، فيما يصول ويجول الجنود في منازلهم ويستخدمون مرافق المنزل، وبالأمس قام الجنود – على سبيل المثال – بنقل أجهزة التكييف من منزل لآخر، علاوة على تخريب الممتلكات.

إجراءات تعسفية خلال الاستيلاء على المنازل

أما أمين سر حركة فتح في قرية نزلة زيد، قصي زيد، فقال إن الأهالي تفاجأوا قبل يومين باقتحام قوات الاحتلال بأعداد كبيرة من الجنود والآليات، والاستيلاء على أكثر من منزل، واتخاذ هذه المنازل ثكنات لهم.

وبيّن زيد في تعقيب لموقع “بالغراف”، أن قريتهم قريبة من جدار الفصل العنصري، وهناك حاجز يسمى حاجز أم الريحان يقع على الحدود قربهم، وجرى نقل القوات والآليات العسكرية منه إلى قرية نزلة زيد، وأبلغوهم أن الاقتحام مستمر لمدة 14 يومًا قابلة للتجديد.

وتابع زيد أن الأمر لا يقتصر على الاستيلاء على منازل المواطنين وطردهم منها، بل يجري خلال ذلك جولات في القرية، ووضع حواجز عسكرية، وتفتيش منازل المواطنين، واستجواب الشبان، وإغلاق مداخل القرية.

وهذا الأمر – وفق زيد – أدى إلى إعاقة توجه المزارعين إلى أراضيهم، فهم يعيشون في قرية زراعية، وكذلك منع الموظفين من التوجه إلى مناطق عملهم، وعرقلة سير الحياة العادية للمواطنين.

نصف منازل جلبون استولى عليها الجنود خلال عامين ونصف

رئيس مجلس قروي جلبون، إبراهيم أبو الرب، قال إن القرية تعاني منذ ما قبل الحرب من هذا النوع من العدوان من جيش الاحتلال، حيث يجري الاستيلاء بين الفينة والأخرى على منازل المواطنين، بحجة إطلاق النار على المستوطنات القريبة من داخل القرية، وذلك لضبط الأمن وفق ادعائهم.

وأكد أبو الرب أن هناك 900 منزل في قرية جلبون، ومن دخلها الجنود واستولوا عليها لمدة أسبوع على الأقل، يبلغ عددها نحو 420 منزلًا.

ونوّه أبو الرب في تعقيب لـ “بالغراف”، بأن هناك في الوقت الحالي، وبالتزامن مع الحرب، استيلاءً على منزل واحد من طابقين في الجهة الغربية من البلدة.

يأتي ذلك، فيما أشارت تقارير صحفية إلى استيلاء قوات الاحتلال على 3 منازل تسكنها 5 أسر في قرية عانين غرب جنين، وحولتها إلى ثكنات عسكرية.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة