هيئة التحرير
انتظار على الحاجز وتأخير عن الامتحانات وفوارق التخصصات رسائل ومواقف عرضها طلبة جامعة النجاح خلال عرضهم المسرحي الذي حمل عنوان “حديقة الجامعة” ضمن مشاركتهم في المهرجان المسرحي الجامعي الثاني.
أعطني مسرحًا أُعطيك شعبًا متحضرًا
المدرب المسرحي في جامعة النجاح سعيد سعادة أوضح أننا بحاجة لمثل هكذا تظاهرات فنية ثقافية من أجل الحراك الفني والثقافي وخاصة المسرح، مشيرًا لوجود فقر كبير للفن المسرحي وحيثيات وملابسات هذا الفن وعروضه كون المسرح يُشكل حادث انتقال للشخص ويعمل لديه حالة تفاعلية جميلة، متمنيًا أن تصبح عدوى في مجتمعاتنا ولدى المؤسسات والجامعات بأن يكون هناك مثل هذه المهرجانات بحيث تقرب الطلبة من بعضهم البعض وبذات الوقت تعمل حراكًا مسرحيًا في مجتمعنا الفلسطيني.
وأفاد أن للمسرح أهمية كبيرة لأنه من أهم الوسائل التعبيرية التي تنقل المجتمع من حالة لحالة أفضل ولرّقي وذلك من منطلق ” أعطني مسرحًا أعطيك شعبًا متحضرًا”، وخاصة الطلاب كونهم في مستهل حياتهم فيكونون بحاجة لصقل شخصياتهم ويصبح لديهم الحضور والكاريزما في معترك الحياة لاحقًا عندما يتخرجون من الجامعة.
وتابع سعادة بأن هناك طلبة بالجامعة تخرجوا وكانت لديهم رغبة في استكمال التعليم في مجال تخصصهم ولكنهم تحولوا للمسرح وباتوا على رؤوس فِرق مسرحية في مختلف المناطق، مشددًا على أهمية المسرح ونقله من حالة عدم الوعي لحالة الوعي والنضج والفهم العميق لواقعنا وحياتنا. لأن المسرح هو أب الفنون فهو مجموعة فنون، وهو يؤهل للحياة وللفن والثقافة والنهضة والوعي والرقي.
داعيًا الجامعات وحتى المدارس لأن يكون هناك مسرح ملتزم ومتواصل يصل الطلبة بمجتمعاتهم ويجعلهم يُطورون من أنفسهم فما دام الفن يتطور فالمجتمع يتطور.
وأضاف سعادة أنه من الأهداف الأخرى للمسرح هي حالة التفريغ، فنتيجة الوضع السياسي القاتل الذي نمر به، فالشباب بحاجة لفرصة ليعبروا عن أنفسهم ومجتمعهم، وبذات الوقت يفرغ عن نفسه نتيحة الاحتقان الذي يمر به. فالمسرح هو فرصة كبيرة جدًا من أجل أن يعبر الشخص عن نفسه ويتكلم بطلاقة ويقول بعلو الصوت ” أنا أعمل مسرحا إذا أنا موجود”.
ووجه شكره لجامعة النجاح على إفساح المجال لطلبة الجامعة من أجل المشاركة في هذا النشاط رغم عدم وجود تخصص مسرح في الجامعة، كما ووجه شكره لمؤسسة القصبة ووزارة التربية والتعليم العالي على هذه الفعالية.
المسرح يبني شخصية
الطالبة في الجامعة سيما لحام وجهت شكرها لمسرح القصبة على هذه الفعالية الجميلة، والتي أتاحت للطالب الفرصة للتعبير عن نفسه وبناء شخصيته. مؤكدة أن هذا ساعدها على بناء شخصية مستقلة تعبر عن أرائها وتخرج من خجلها الذي كانت تعاني منه
وأكدت أنهم قدموا عروضًا مسرحيًا بعنوان “حديقة الجامعة” ملتزمين بكافة المعايير المطلوبة من مشروع القصبة. مشيرة إلى أنهم كطلبة يخرجون للمرة الأولى على مسرح فكانت تجربة مميزة رغم التوتر في البداية إلا أنها استطاعت التغلب عليه.
وأشارت إلى أنهم خلال التعبير تعلموا كيفية بناء تعابير الوجه ولغة الجسد وغيرها من المهارات المختلفة.
المسرح مكان لإيصال الرسائل
بدوره يقول الطالب محمد حبش أن عرضهم المسرحي يتمثل بمواقف تحصل مع الطلبة خلال الدوام، فأحبوا عرضها كرسالة لتعريف الجمهور بما يحدث مع الطلبة خلال دوامهم الجامعي، مؤكدا أن أفضل مكان لإيصال رسالة هي المسرح.
ولفت إلى إنها هذه هي تجربته الأولى في العرض المسرحي واصفًا إياها بالتجربة الجميلة التي تغير وتقوي من الشخصية وتساعد على الإلقاء أمام الجمهور والارتجال في الكثير من المواقف التي تمر بها فالمسرح يساعدك في هذه المواقف. مشجعًا الطلبة على الانخراط في هذا المشروع لأن تجربة المسرح بعيدة عن الجامعة وهو أقرب الأماكن لإيصال الرسائل.