محمد أبو علان/ خاص بالغراف
اعتذار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدولة قطر على القصف الإسرائيلي للدوحة في محاولة اغتيال قيادة حماس في التاسع من أيلول، وتعهده بعدم تكرار الأمر بضغط من الرئيس الأمريكي يحمل في طياته مؤشران، مؤشر أول، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب هو الآمر الناهي في العلاقة الأمريكية الإسرائيلية. المؤشر الثاني اعتراف أمريكي وإسرائيلي على أهمية ومركزية دور قطر كوسيط في مفاوضات التوصل لأي اتفاق كان فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
خطوة نتنياهو التي تمت بشكل منفرد ودون العودة للشركاء في الائتلاف الحكومي لاقت موجة انتقادات من اليمين واليسار في إسرائيل وفق ما جاء في يديعوت أحرنوت، بتسلئيل سموتريش وزير المالية الإسرائيلي، والوزير في وزارة الحرب كتب في أعقاب اعتذار نتنياهو:
” اليوم هو الذكرى السنوية لاتفاقية ميونيخ التي تم توقيعها في 29 سبتمبر 1938، في حينه مثل اليوم، تتردد كلمات تشرشل، انجلترا يمكنها الاختيار بين العار أو الحرب، وهي اختارت العار، لهذا ستقبل بالحرب أيضاً، الاعتذار أمام دولة تدعم الإرهاب هو عار”.
وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن جفير: “هجوم السابع من أكتوبر كان مهماً وعادلاً وأخلاقياً لا مثيل له بالنسبة لقطر، ولكن لن يكون لهم أي مكان آمن في العالم، حان الوقت لقول الحقيقة للعالم، قطر هي دولة تمول وتحرض وتدعم الإرهاب، كل المال لن ينظف أيديهم من الإرهاب”.
وزيرة المهام الوطنية روت ستروك من الصهيونية الدينية قالت: “هل اعتذر أمير قطر أمام رئيس الحكومة عن السابع من أكتوبر، ولكن نتنياهو اعتذر أمام رئيس حكومة قطر محمد آل ثاني وليس أمام أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني”.
أفيغدور ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا قال: ” لا يصدق أن نتنياهو اعتذر أمام القطريين الذين لم يدينوا حتى اليوم السابع من أكتوبر، وهو لم يعتذر أمام الشعب الإسرائيلي على أنهم في ولايته قتلوا، واغتصبوا وخطفوا”.
رئيس حزب الديموقراطيين يائير جولان: ” أي إذلال هذا، من أجل الانتصار على حركة حماس يجب تغيير نتنياهو وقطر، نتنياهو لم يعتذر لا أمام عائلات المخطوفين الذين أهملوا، ولا أمام العائلات التي قتل اعزائهم، ولا أمام الكيبوتسات التي حرقت، ولا أمام عائلات الجنود الذين قتلوا، ولا أمام آلاف جنود الاحتياط الذين بيعوا للمتدينين، لكنه طلب الاعتذار من رئيس وزراء قطر”.
على العكس من الغالبية التي انتقدت خطوة نتنياهو في الاعتذار لقطر، دعمت وزيرة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا، جيلا جملئيل، نتنياهو قائلةً: “سيدي رئيس الوزراء، أعرب عن ثقتي الكاملة بقيادتك ومسارك السياسي والأمني، خبرتك الواسعة وحكمتك الثاقبة تُشكلان ركيزةً راسخةً في هذه المرحلة الصعبة. نحن على يقين بأن قراراتك نابعة من مسؤولية جسيمة تجاه مستقبل دولة إسرائيل. سنواصل معًا تعزيز أمن الأمة وترسيخ مكانتها في العالم، الشعب يقف خلفك بعزم وفخر”.
ميراف كوهين من حزب يش عتيد قالت:” إن كان من أجل التوصل لصفقة وإعادة كل المخطوفين إلى إسرائيل مطلوب الاعتذار أمام رئيس حكومة قطر، اعتذر أمام رئيس حكومة قطر، المخطوفين أهم”.
وزير التراث في حكومة نتنياهو عمحاي الياهو قال:” سيدي رئيس الحكومة، الاعتذار الوحيد للقطريين هو عدم نجاحنا في محو هؤلاء الملعونين من على وجه الأرض”.
الجدير ذكره أن الاعتذار الإسرائيلي عن قصف الدوحة هو الاعتذار الإسرائيلي الثالث، الاعتذار الأول كان في العام 1997 للمك الأردني الراحل حسين على خلفية المحاولة الإسرائيلية الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي في حينه خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان.
المرّة الثانية كانت الاعتذار الإسرائيلي على خلفية الجريمة الإسرائيلية بحق سفينة مرمرة التي كانت في طريقها لكسر الحصار على غزة في العام 2010 في إطار أسطول الحرية، وقتل الجيش الإسرائيلي عشرة متضامين أتراك، مما جعل الاحتلال يعتذر ويدفع تعويضات بملايين الدولارات لعائلات الضحايا على متن السفينة.