هيئة التحرير
بين الفرح والحزن والبكاء اختلطت مشاعر الأسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال في الضفة وقطاع غزة، مشاعر راكمتها جدران السجون طيلة عشرات السنين وأفرغتها رؤية ذويهم وأهاليهم.
أسير يبحث في الوجوه عن أبنائه الذين تركهم أطفالًا عله يشبع شوقه الجارف تجاههم، وابنة تتشبث بحضن أبيها وكأنها تخاف أن تفقده مجددًا، وأخرى تبكي في حضن والدها الذي اعتقل وهي بعمر العام. بينما تتشبث إمرأة بذراع زوجها الذي غاب عنها سنوات طويلة.
مشاهد جمعت بين الفرح بلقاء الأهالي والحزن لمن فقدوهم والألم بما عانوه في سجون الاحتلال من تعذيب وتجويع، فبعض الأسرى خرجوا غير قادرين حتى على الوقوف ما استدعى نقلهم إلى المستشفى، وآخرين خرجوا بوجوه شاحبة وأشبه بهياكل عضمية حالت دون معرفة أهاليهم لهم للوهلة الأولى.
فيما لم تنتهي مشاهد الإنهيار والبكاء بين ذوي 12 عائلة كانت تنتظر لاستقبال أبنائها بعد إخبارهم بأنهم لا سيتحررون إلى مدنهم وقراهم في الضفة، إلا أنهم تفاجأوا بأنهم أبعدوا إلى خارج فلسطين لتنال الصدمة من وجوهم حتى غاب الكثير منهم عن وعيه نتيجة هذه الصدمة وحرمانهم من رؤية وعناق أبنائهم، عناق طال انتظاره عشرات السنوات.
وفي غزة كانت مشاهد الأسرى أشبه بالخارج من الجحيم أجساد متهالكة ندوب في كل مكان وأوجاع وصدمات تعصف بقلوبهم. منهم من خرج ليلقى عائلته مستشهدة وآخرين فقدوا إما أب أو أخ أو ابنة أو أب
“أنا مش كويس” جملة قالها الصحفي والأسير المحرر شادي أبو سيدو حينما سألوه عن حاله، مضيفًا أنه تعرض لشتى أنواع التعذيب من الضرب والشبح والتجويع، حتى أن جنود الاحتلال أخبروه مراراً بأنهم سيقلعون عيونه وفعلًا نتيجة التعذيب بقيت عينه تنزف دمًا لعدة أسابيع وفق قوله. مناشدًا بإطلاق سراح الأسرى الذي يعيشون الجحيم في سجون الاحتلال
وأفرجت قوات الاحتلال اليوم ضمن صفقة التبادل عن 1968 أسيرًا من سجون الاحتلال، منهم 250 من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية، إضافة إلى 1718 أسيرًا من قطاع غزة اعتقلوا منذ بدء الحرب على غزة