كتب محمد أبو علان- خاص بالغراف:
على الرغم من توقيع اتفاق المرحلة الأولى من خطة ترمب لوقف الحرب على غزة وإعادة الأسرى الأحياء وبدء إعادة جزء من جثث الأسرى الأموات، ووجود وقف إطلاق نار رسمي مع لبنان، ومحادثات أمنية إسرائيلية متقدمة مع النظام في سوريا، وقيام المستوى السياسي والعسكري لإسرائيلي بتضخيم الواقع الأمني في الضفة الغربية لغايات سياسية، تتصرف المستويات الإسرائيلية السياسية والعسكرية وكأنه لا يوجد اتفاقيات ولا وقف إطلاق نار، على قاعدة أن إسرائيل تعيش في “غابة الشرق الأوسط”، ويجب أن تكون جاهزة عسكرياً على مدار الساعة.
في هذا السياق كتب المحلل العسكري لمعاريف العبرية آفي اشكنازي تحت عنوان:” الحرب ربما توقفت رسمياً، لكن الجيش الإسرائيلي يفهم اليوم شيء واحد أكثر من أي وقت مضى”.
وتابع اشكنازي: لطيف جداً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تمكن من التوصل لاتفاق، أفرج عن الأسرى وأقام مجلس سلام، ولكن في الجيش الإسرائيلي مدركين، الحرب قد تكون توقفت بشكل رسمي، ولكن القتال على ما يبدو سيستمر لفترة زمنية طويلة.
يوم الخميس 16-10-2025 عقد هيئة قيادة الأركان الإسرائيلية اجتماعاً في منطقة غلاف غزة لنقاش سموه بالمهني حول السابع من أكتوبر، وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تعلن رسمياً عن انتهاء الحرب، أعلن كلٌّ من وزير الحرب يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير عن آلية لتعيين لجان الأوسمة والميداليات وبذلك، تُعلن المؤسسة الأمنية عمليًا انتهاء حرب “السيوف الحديدية”.
وعن الواقع في قطاع غزة كتب اشكنازي: على الرغم من وجود فرقتين من الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ويوم أمس استدعيت طائرات إسرائيلية لتنفيذ عمليات قصف ضد مسلحين اجتازوا الخط الأصفر بشكل معارض لاتفاق المرحلة الأولى، والذي يتطلب موافقة مسبقة للجيش الإسرائيلي لأي تحرك في المنطقة، مرّة أخرى يضطر الجيش الإسرائيلي لتحديد الخط الأحمر لحركة حماس بالنار.
وتابع محلل معاريف العسكري: إن كان هناك عبرتان على إسرائيل أن تتوقف عليهما كل الوقت: الأولى أن تكون إسرائيل متيقظة طوال الليل ومفتوحة العينيين طوال النهار، وإن إسرائيل تعيش في غابة الشرق الأوسط، واللغة الدراجة هي لغة القوة ولغة القدرة فقط.
وعن اليمن كتب المحلل العسكري في معاريف: الحوثيون أعلنوا من موت رئيس أركان القوات الحوثية بعد أن كان أصيب بقصف جوي إسرائيلي على القيادات الحوثية في 28 أكتوبر 2025، والذي كان بعد معلومات استخبارية وفرتها الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”.
رئيس أركان الحوثيين، محمد الغماري. ووفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي، كان على مر السنين شريكًا في بناء قوة جيش “النظام الإرهابي الحوثي” حسب وصف البيان، ولعب دورًا محوريًا في تأسيس منظومة الصواريخ التابعة للحوثيين، وكان له دور في إنشاء أنظمة إنتاج الأسلحة.
وعن لبنان كتب اشكنازي: في لبنان قام الطيران الإسرائيلي يوم الخميس 16-10-2025 بقصف ما ادعى إنه مخازن أسلحة كبيرة جداً فيها أسلحة متطورة لحزب الله، ويدعي الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يحاول الوصول إلى باطن الأرض لتخليص الصواريخ، ووسائل قتالية، وإن حزب الله يسعى لتغيير الواقع، والعودة والسيطرة على مخزون أسلحة وصواريخ تصل لشمال ووسط إسرائيل، وبناء قوات يمكنها تحدي القوات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني.
وفي الضفة الغربية، في بلدة قباطية في منطقة جنين (لواء منشه حسب التصنيف الإسرائيلي) خلال نشاط عملياتي لدورية من قوات المظليين حاول مقاوم فلسطيني ألقاء عبوة ناسفة على القوات الإسرائيلية والذين قاموا بقتله على الفور.
ويرى المحلل العسكري لمعاريف العبرية أن الشرق الأوسط لا يمكن العيش فيه بدون ذراع عسكرية قوية، وكتب في هذا السياق: الجيش الإسرائيلي يدرك اليوم أن الحرب ربما انتهت رسمياً، ولكن على ما يبدو أن القتال قد يستمر لفترة طويلة جداً، في مختلف الساحات.
السبب أن الواقع في الشرق الأوسط لا يكفي أن يقوم الرئيس الأميركي بإبرام الصفقات، وإطلاق سراح الرهائن، وعقد مؤتمرات السلام، الأهم أن يكون لك ذراع عسكري قوي وفعال، وإن إسرائيل بدون الذراع العسكري القوي لن تتمكن من العيش حياة طبيعية هنا ، ولا من تحقيق الرخاء الاقتصادي والاجتماعي.