هيئة التحرير
رغم مرور أيام على التقاطها، لا تزال صورة المرابط المقدسي أبو صدام التوتنجي التي التقطها المصور المقدسي معاذ الخطيب تأخذ أصداءً كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، لما تحمله من معاني ودلالات على صمود المقدسيين في وجه غول الاحتلال.
وإلى جانب نشر الصورة على عشرات الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مع عبارات ومقاطع من قصائد تعزز وتتغنى بصمود المقدسي في مدينته ومسجده الأقصى حوّل عدد من رسامي الكاريكاتير الصورة إلى لوحات فنية لاقت رواجا واسعا.
المرابط أبو صدام التوتنجي بيّن لـ بالغراف أنه قبل التقاط الصورة تعرض أحد الشبان للضرب فقام للدفاع عنه وتعرض هو أيضا للضرب: قائلا” جلست على الكرسي ووضعت رجل على رجل بلغة التحدي والكبرياء، وأن هذا المكان مكاننا، وأن هذه الأرض أرضنا وسنبقى وسنعيش على هذه الأرض”.
وأضاف: “الصورة لها معاني كثيرة وعبر كثيرة وحاولت بهذه الجلسة ايصال رسالة الصمود والتحدي، فنحن دائما في مواجهة مع الاحتلال، يوميا نتعرض للضغط وللاعتداء، قبل مدة تعرضت لاعتداء من أحد المستوطنين ضربني ولاذ بالفرار، قدمت شكوى وحتى اللحظة يتحججون بعدم ايجاده ولو كنت أنا المعتدي ومن ضربه كان سيتم اعتقالي في الليلة نفسها”.
المصور معاذ الخطيب قال في حديث لـ بالغراف: ” أنا فرح كثيرا بخصوص التفاعل الحاصل على الصورة اللي صورتها للحاج أبو صدام التوتنجي خلال اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية إلى المسجد الأقصى لم اتوقع صراحة انه يحدث الكم الهائل من التفاعل بالصفحات الاخبارية مثل الجزيرة وصفحات التواصل الاجتماعي حيث انه كثير من المشاهير العرب والاجانب قاموا بنشر الصور لديهم”.
وأضاف:” إلى جانب انتشار الصورة الكبير تم عمل اكثر من كاريكاتير من أكثر من فنان مع ارفاق اشعار للشاعر تميم البرغوثي وآخرون، أبو صدام اصبح ايقونة للصمود والرباط في المسجد الأقصى وخصوصا خلال الاقتحامات المتزايدة من قبل قوات الاحتلال للمسجد الاقصى بالفترة الحالية.
الفنان ورسام الكاريكاتير محمود عباس الذي حوّل صورة التوتنجي إلى لوحة فنية أشار إلى أنه من المعروف أن قصائد تميم البرغوثي ملهمة جداً لكل الشباب الفلسطيني والعربي، خصوصا قصائده التي تتحدث عن القدس وتحديدا قصيدة يا مدرك الثارات، وبعض الصور تكون هي عبارة عن محاكاة لقصيدة أو كاريكاتير، فهذه الصورة كل من يشاهدها يشعر أنها تمثل مقطع: “نعالهم على العدى مستعلية، يا مدرك الثارات أدرك ثأرنا”، ومن هنا أحببت أن أشكل توأمة بين القصيدة والصورة والحدث”.
وأضاف: ” هو نوع من توضيح الشيء الموضح، رسم الكاريكاتير محاكاة وأحيانا نبرز نوع من المبالغة، أحداث القدس نفسها هي مبالغة، مبالغة في الصمود والتحدي والإصرار من أهل القدس”.
الشاعر تميم البرغوثي نشر صورة التوتنجي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك مرفقةً بنص من قصيدته يا مدرك الثارات:
يَا مُدْرِكَ الثَارَاتِ لا تَرْضَ الدِّيَة
في المسجِدِ الأَقْصَى اذْكُر المُصَلِّيَة
يَرْمُونَ في وَجْهِ الجُنُودِ الأَحْذِيَة
نِعَالُهُم عَلى العِدَى مُسْتَعلِيَة
المرابط أبو صدام التوتنجي
العمر ٥٧ عاما
مواليد باب السلسلة بجوار المسجد الأقصى المبارك
عاش طفولته وشبابه وكبر بجواره
يتواجد منذ عشرين عاما بشكل يومي فيه، يطالب الفلسطينيين والمسلمين بكافة أعمارهم بالتواجد دائما في المسجد الأقصى لحمايته
والذود عنه في ظل ما يتعرض له من انتهاكات.