كتبت حلوة عاروري
كنت عندما أسمع أسماء الخريجين، اقول اسمي وكأنه هو الاسم الثاني، حتى تحقق ذلك هذا العام
أحمد أبو صبيح حارس جامعة بيرزيت الذي أصبح خريجها، واصفاً الحدث ذلك بأنه شعور جميل واستطاع الإحساس بشعور الخريجين وهو الذي كان يراهم طيلة أكثر من عشر سنوات من الممرات حيث عمله، ولكنه هذا العام عاش شعورهم بالفرح والإنجاز
يقول أحمد أبو صبيح ٣٥ عامًا في حديث ل ” بالغراف” إنه تخرج من الثانوية العامة بمعدل ٧٠٪ عام ٢٠٠٤، ولكن بسبب الأوضاع العامة في فلسطين نتيجة الاجتياحات والاقتحامات التي نفذتها قوات الاحتلال، لم يكن لديه الطاقة أو النفسية المناسبة لاستكمال الدراسية الجامعية، مضيفاً أنه سجل في جامعة القدس المفتوحة نتيجة ضغط والده لفصل واحد ولم يستطع اكماله.
واضاف أنه بدأ العمل في جامعة بيرزيت عام ٢٠١٠ كأمن للجامعة، ومن وقتها وعمه يصر عليه لاستكمال دراسته خاصة وأنه شخص ناجح في دراسته، إلا أنه لم يقتنع ولم يبدأ بالدراسة، مضيفاً أنه في عام ٢٠١٦ تعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال، مشيرا إلى أنه وهو في داخل السجن بدأ بقراءة الكتب المتنوعة واستطاع وبمساعدة الأسير محمد زغلول تعلم اللغة العبرية واللغة الإنجليزية بداخل السجن، فعاد إليه في هذا الوقت حب التعليم واستطاع الاقتناع بضرورة اكمال تعليمه فور خروجه من السجن، ونتيجة عمله في جامعة بيرزيت قرر التسجيل بها، واختبار نفسه إن كان يستطيع أم لا.
عام ٢٠١٨ عاد أبو صبيح للتعليم من بوابة جامعة بيرزيت التي يعمل به، وبدأ بالتعلم من جديد بعد انقطاع اثني عشر عامًا، واختار تخصص العلوم السياسية، كتخصص وجد نفسه به وشيء في مجال اهتمامه، واستطاع التأقلم سريعاً رغم بعض الصعوبات التي واجهته وأنهى البكالوريوس في ثلاث سنوات ونصف، واستكمل بعدها الماجستير في الدراسات الدولية واستطاع حتى الآن أن ينهي فصله الأول به.
يقول أنه في بداية دراسته لم يكن من السهل عليه الموازنة بين عمله في الجامعة وبين الدراسة، فكان العمل يقتضي عليه بتسجيل ست ساعات فقط، وبهذه الحالة سيكون عليه إنهاء البكالوريوس بثمان سنوات، ولكن بعد لقاءه برئيس الجامعة وشرحه حالته له، استطاع الرئيس الاقتناع بحالته ومنحه الاستثناء الذي مكنه من تنزيل عدد الساعات التي يرغب بها، فاستطاع إنهاء البكالوريوس حتى قبل انتهاء الأربع سنوات، مضيفاً أنه كان يواجه أيضاً صعوبة في تسليم الواجبات في موعدها المحدد والمطلوب نتيجة عمله، الأمر الذي كان يؤثر على علامته،
مضيفاً إلى وجود صعوبة موائمته بين التزاماته العائلية والتزامات العمل والدراسة، ولكنه استطاع وبإرادته التغلب على هذه الصعوبات واستكمال تعليمه، مشيرًا إلى أنه لم يواجه اي صعوبة في تقبله من قبل الطلبة بل كان تعاملهم معه كأي زميل لهم
وأكد أنه تلقى التشجيع من والدته التي كان لديها حلم كبير برؤيته على منصة التخرج، وبتخرجه استطاع تحقيق حلمها ورؤية الفرحة على وجهها وهو على منصة التخرج، مضيفاً أنه الآن يستكمل دراسة الماجستير ومن ثم يطمح إلى دراسة الدكتوراه
وعن زوجته التي تخرجت برفقته بالأمس يقول أنه تعرف عليها في سنته الجامعية الثانية، حيث كانا زميلين في نفس التخصص، تجمعهم بعض المواد الدراسة، مضيفاً أنهم في البداية كانا كأي زميلين يتساعدان في الواجبات وغيرها من أمور الدراسة، قبل أن تتطور علاقتهم إلى الخطبة والزواج بشكل سريع، فأصبحا زوجان يدرسان على مقاعد الدراسة سويًا
وأضاف أنهما كانا سند لبعض ويشجعون ويساعدون بعضهم البعض في المواد الدراسية وأي صعوبة يواجهانها، وكانا يمران ببعض المواقف كتسليم نفس الواجب مثلاً فبعض الأساتذة يتقبلون وآخرون يجبرونهم على تغييرها
وأضاف أنهم واجهوا سوية بعض الصعوبات كالتزاماتهم العائلية المتعددة والدراسة وخاصة مع حمل ريتا أثناء السنة الدراسية الأخيرة لهما والصعوبات المرافقة لها، ومجيء ابنتهم في فترة الامتحانات، ولكن مع وقوفهم بجانب بعضهم استطاعوا التغلب عليها، واستطاعوا التخرج على منصة واحدة رفقة ابنتهم
من جانبها تقول ريتا حسن أن تخرجها مع زوجها وابنتها على منصة واحدة هو شعور لا يوصف، وبأنها فخورة بإنجاز زوجها الذي استطاع العودة واستكمال تعليمه عقب انقطاع طويل عن التعليم
واضافت أن دراستهم سويا شعور جميل رغم بعض الصعوبات التي واجهوها سوية في بعض المواد الدراسية، مشيرة إلى أنهم كانوا يشجعون ويساعدون بعضهم البعض، مضيفة أنها تفتخر بزوجها وستبقى سندا له، وأنها تطمح إلى استكمال دراسة الماجستير
وانهى أبو صبيح حديث بأن الهدف لم ينتهي والحلم لم ينتهي الحلم بعد فالبكالوريوس هو الهدف الاول في الطريق