هيئة التحرير
شارك مؤثرين من العالم العربي والفلسطيني في مؤتمر ” المليار متابع” الذي تنظمه مؤسسة ” نيو ميديا ” الإماراتية بالشراكة مع نصير ياسين والمعروف ب ناس ديلي” والذي عرف قبل سنوات بفيديوهاته الداعية للتطبيع مع الاحتلال.
وشارك في المؤتمر نحو مئة مؤثر ومؤثرة من مناطق مختلفة من العالم العربي، واستعرضوا تجاربهم الحياتية التي مروا بها، ولكن لاقت هذه المشاركة استهجانًا لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كونها تأتي من تنظيم مؤسسة داعية للتطبيع وبمشاركة نصير ياسين الذي يروج للتطبيع والتعايش السلمي.
وقال محمود نواجعة منسق حملة المقاطعة العالمية ” BDS” إن برنامج “ناس دايلي”، الذي يديره صانع المحتوى “نصير ياسين” الغارق في التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي والذي ينتج ويبث محتوى تطبيعي ناعم، يحاول التغطية على كون إسرائيل كنظام يجمع الاستعمار-الاستيطاني مع الفصل العنصري (الأبارتهايد) والاحتلال ويقترف أبشع الجرائم بحق شعبنا، مضيفاً أنه بذلك يخدم مساعي إسرائيل لفرض نفسها وكأنها كيان طبيعي في المنطقة من خلال مدّ جسور التطبيع الرسمي وغير الرسمي، وذلك بما يشمل الإعلامي والتأثير على الرأي العام.
وأضاف أن “ناس ديلي” يحاول من خلال محتواه تصوير الصراع مع العدوّ الإسرائيلي وكأنّه صراعٌ بين طرفين متكافئَيْ القوة، متعمداً تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرّف، وعلى رأسها حق العودة، بل وصل تطبيعه إلى حدّ تحميل الفلسطيني مسؤولية الصراع لعدم قبوله بـ “السلام” المزعوم.
وأكد أن مثل هذه المؤتمرات والفعاليات هي قنوات مغذية لاتفاقية التطبيع الأخيرة والتحالف العسكري-الأمني بين النظام الإماراتي الاسستبدادي ونظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي، مضيفاً أن النظام الإماراتي يقوم باستغلال الفن والثقافة والمؤثرين والمؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي، ورعاية المهرجانات والمؤتمرات بشكل مستمر لتمرير مشاريعه التطبيعية في المنطقة، إضافة لاستعمار العقول العربية وترويج القبول بالاستعمار الإسرائيلي للأرض العربية كقدر، وذلك ضمن خطوات عدّة لتصفية القضية الفلسطينية، والتغطية على مجازره وحصاره وسرقته للأرض والموارد وتطهيره العرقي الممنهج والتدريجي للشعب.
وشدد نواجعة على أن ماكينة تطبيع النظام الإماراتي، الخائن للشعب الفلسطيني، تستثمر أموالاً طائلة بشكل مستمر لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الشخصيات المؤثرة في الوطن العربي وحول العالم للتغطية على خيانة النظام وجرائمه بحق الشعب اليمني وديكتاتوريته ضد شعب الإمارات الشقيق.
وأضاف أن هذه الماكينة تحاول تصوير هذه الفعاليات “كفرصة العمر” التي لا يمكن تفويتها، وبأنها تفتح أبواب العالمية أمام المشاركين والمشاركات، بينما تدس في داخل مؤتمراتها الكبيرة شركة “ناس دايلي” كراعي للمؤتمر ونصير ياسين بين قائمة العرب المشاركين الذين وقعوا في فخ فعاليات التطبيع الإماراتية.
وأشار إلى أنه في المقابل سجّل العديد من الفنانين والفنانات الفلسطينيين والفلسطينيات والعرب مواقفاً مبدئية رافضة للمشاركة في أي فعالية مدعومة من النظام الإماراتي، إضافة إلى توقّيع العشرات من الفنانين والفنانات العرب (بمن فيهم فلسطينيون/ات) على تعهّد بمقاطعة الأنشطة المدعومة من النظام الإماراتي، بعد اتفاقيته التطبيعية، مضيفاً أنه من بين الموقعين على التعهد أسماءٌ لامعة في مجالات السينما والموسيقى والتصوير والفنون الأدائية وغيرها من الفنون
بدوره يقول محمد أبو الرب أستاذ الإعلام أن المضامين التي تحاول أن تبرز ما يسمى ب ” التعايش السلمي” وجعل اسرائيل مقبولة عربياً في الوقت الذي تجنح به نحو اليمين المتطرف، وعدم إبراز المضامين المتعلقة بالقتل اليومي وبفكرة الاحتلال وأصل الصراع، والتركيز على مفاهيم التعايش والإنسانية والحب، فهذه تصلح في حالات لا تتعلق بصراع أصلاني مرتبط أساساً بالاحتلال.
وأكد أن التعايش وتشجيع فكرته تكون بإقناع الطرف المحتل والمهيمن وليس بالطرف الواقع عليه فعل الاحتلال، وبالتالي فإن هذه هي المشكلة بكافة المضامين التي تركز على فكرة التعايش.
وأكد أن الشق في أكاديمية ناس ديلي المتعلقة بفلسطين، هو أنه إمكانية تسويق افكار معينة في سياقات مختلفة لفكرة التعايش والسلام والإنسانية والتي لا تصلح بمطالبة الضحية بتطبيقها وليس بصاحب الفعل الاحتلال، مضيفاً أن انتقال ناس ديلي من الأنشطة الافتراضية إلى الأنشطة الواقعية جاء بفعل ما حققه من شهرة على مستوى العالم بالمحتوى الذي قدمه، ولكن عندما انتقل الى المحتوى الفلسطيني، وقام بالترويج لفكرة التعايش والسلام وقام بإسقاط الفكرة المتعلقة بالقيم الإنسانية على الصراع فهو وقع في هذه الإشكالية، والتي من الواضح أن بها أيديولوجيا خفية وبوسائل خفية يستغل من خلالها الكم الهائل من المتابعين الذين حققهم في قضايا صناعة المحتوى.
وأشار أبو الرب إلى أن صناعة المحتوى تقدم للمتابع مضامين مشوقة وبقوالب مسلية لكسب مزيد من المتابعين، مؤكدا أنه تكمن خطورة هذا الشيء عندما يتحول صانع المحتوى الى مؤثر يتابعه الملايين، فيكون التخوف هنا من فكرة محاولة تسويق بعض الأفكار المتعلقة بالسلام والتعايش والتي هي على حساب الفلسطيني وليس على حساب حقيقة الصراع.
وأوضح أبو الرب أنه كما يجب مقاطعة ناس ديلي كان يجب أيضاً مقاطعة كأس العالم بسبب استضافة الاسرائيلين، فالمشكلة ليست عدم قبول مقابلة الصحافيين الإسرائيليين فالمشكلة أيضاً باستقبالهم، مؤكداً أنه يجب علينا عدم الانجرار إلى موجة الاستقطابات العربية، مضيفاً أنه لا فرق بين المشاركة مع ناس ديلي ومشاركة المؤثرين أيضاً في كأس العالم، مشددًا على أنه بالنسبة له فإن المشاركة بكأس العالم أخطر حيث دخول الصحافيين الإسرائيليين وجولاتهم في المحال والأماكن حتى لو لم يتم مقابلتهم من العرب فهم تناولوا هذا الشق من باب أنهم مظلومين، وذلك من باب تسويق المجرم نفسه كضحية، مضيفاً أنه لا يجب أن يكون الفلسطيني وقود لقوة سياسية على حساب قوة سياسية أخرى.
من جانبه وعلى حسابه الشخصي على فيسبوك يسخر الصحفي الفلسطيني معاذ حامد من مشاركة بعض المؤثرين في هذا المؤتمر حيث قال” إحنا بنصور فيديو عن الدخول “البطولي” لحائط البراق بالقدس المحتلة وبنعمل فلوغ يكسر الدنيا.. وبعدين بنعمل حملة إغاثة للاجئين السوريين في البرد بإسطنبول، وبعدين بنروح نشارك مع الصهيوني نصير ياسين “Nas Daily” في مؤتمر بدبي، لرفع إسم وعلم فلسطين عاليا، للأمانة أنا مبسوط”.
بدوره الصحفي حافظ أبو صبرة وعلى صفحته استهجن مشاركة بعض المؤثرين في هذا المؤتمر حيث كتب “هسا العالم بعرفش قضيتنا، فإحنا بنروح عند ناس ديلي عشان نعرف الناس فيها، مش حجة أبدا عمي بنتي الصغيرة بتعرف مين ناس ديلي وتطبيعه وترويجه لما تسمى إسرائيل، فكل من شارك في مؤتمره مطبع