هيئة التحرير
“انا أخت شهيدين محمد غنيم، ونور غنيم، وأخت جريح، وأبوي معتقل، الحمد الله ع كل حال، ونيالي فيكم”.
بهذه الكلمات ودعت راضية شقيقة الشهداء نور ومحمد غنيم من بلدة برقين جنوب غرب جنين، اللذين ارتقوا خلال المجزرة التي ارتكبها الاحتلال صباح أمس في مخيم جنين .. أشقائها.
الشهيدين الشقيقين نور غنيم (٢٣ عاماً) ومحمد غنيم (٣٤ عاماً)، هم نجلا الأسير سامي غنيم؛ المعتقل منذ السابع من الشهر الجاري، في سجون الاحتلال، وأشقاء الجريح أحمد غنيم الذي أصيب برفقتهم أمس بجروح خطيرة.
وعن الشهيدين تقول راضية غنيم شقيقتهم في حديث ل”بالغراف” :” كانوا محبوبين ومرضيين والكل بعرفهم وبشهد الهم، خدومين واجتماعيين، كانوا يعملوا بالديكورات في الجبصين، البيوت شهدت لديكوراتهم”.
وتقول شقيقتهم:” الاحتلال هاتف والدتي قبل استشهادهم وطالبها بأن تخبرهم ليسلموا أنفسهم، وذهبت والدتي لتتحدث معهم ولكن الاحتلال لم يدخلها المخيم، وكانت رصاصاته أسرع، وأما عن والدي فهو معتقل منذ السابع عشر من الشهر الجاري من أجل الضغط على أشقائي، وكان من المفترض أن تكون محكمته اليوم إما بالخروج أو حكمه إداري، ولكن لا نعلم عنه شيء، ولا نعلم إن أخبروه باستشهاد أشقائي أم لا”، وعن شقيقها الآخر أحمد تبين أنه أصيب خلال العدوان الذي شنه الاحتلال على مخيم جنين، وأن وضعه الصحي مستقر.
وعن اعتقال والدها تقول أنه لم يكن الاعتقال الأول له، فقد تم اعتقاله عام ٢٠٠٣ وحكم عليه بالسجن خمس سنوات، ولحظة اعتقاله هذه المرة كان مريض وهو مريض قلب، وأما شقيقها أحمد الجريح اعتقل عام ٢٠١٤ وحكم عليه بالسجن عامين، وأعيد اعتقاله مرة أخرة وحكم عليه عامين، والشهيد محمد أيضاً كان قد تعرض للاعتقال وحكم عليه عام ونصف.
كانوا يحبون كل شيء، ويعيشون الحياة ببساطتها، ويبتهجون باللمة وجمعة الأصدقاء والأهل، وقتل الاحتلال أحلامهم وآمالهم، فلم تعد قهقهتهم حاضرة في مجالس الأصدقاء، ولن تتطاير مزحاتهم كالسابق، فسيبقى كرسيهما خالياً، وستفتقد الغرف صدى صوتهم.