loading

كتيبة عقبة جبر: المفاجأة ودموية الرد

حلوة عاروري

جريمة جديدة ومجزرة آخرى ارتكبها الاحتلال في منطقة جديدة في فلسطين، وهذه المرة كانت في مدينة أريحا راح ضحيتها خمسة شهداء من مخيم عقبة جبر، وذلك بعد حصار ومداهمات للمخيم وللمدينة بشكل عام استمرت لأكثر من أسبوع، وذلك بعد تعرض مطعم قرب مدينة أريحا لإطلاق نار نهاية الشهر المنصرم.

وكان خمسة شبان قد ارتقوا برصاص الاحتلال فجر اليوم إضافة إلى عدة إصابات آخرى، عقب اقتحام قوات الاحتلال للمخيم، حيث ارتقى الشقيقان رأفت وإبراهيم عويضات، وابن عمهم أدهم عويضات، إضافة إلى الشابين مالك لافي وثائر عويضات.

ويقول عصمت منصور، المختص بالشأن الإسرائيلي في حديث ل ” بالغراف” إن ظهور خلية عقبة جبر كان مفاجئة للجميع، فمخيم عقبة جبر هو آخر مكان يُتَوقع أن تظهر به مثل هذه الخلية، مضيفاً أن ذلك ليس تقليلًا من المخيم،  ولكن هو مخيم صغير جداً وغير مكتظ، ويقع على طريق حساس وقريب من القدس والحدود، مضيفاً أن المنطقة تاريخياً هادئة وأيضاً التركيز عليها شديدًا من قبل الاحتلال فكان هذا مفاجئًا.

وأشار إلى أن إعلانهم عن نفسهم بهذه الطريقة وظهورهم العلني سرع في عملية اتخاذ الاحتلال قرار استراتيجي بعدم استمرار هذه التشكيلة، مبينًا أنه في البداية كان الأمر ملاحقة لمطلوبين أطلقوا النار فقام الاحتلال بمحاصرة أريحا ولكن عندما أصبح هناك إعلان فإن ذلك قاد في تسريع عملية اجتياح المخيم ومداهمته وتصفيتهم.

من جانبه يقول المحلل السياسي هاني المصري في حديث ل” بالغراف” أن الاحتلال المنتشر في كافة محافظات الوطن والمحتل لكل الفلسطينيين والمواقع، واستمرار ظواهر مثل كتيبة جنين وعرين الأسود وغيرهم يساهم في انتشار مثلها في باقي المناطق، مضيفاً أنه أصبح هناك انتشار للكتائب في عدة مناطق.

ولفت إلى أن كافة الظلم الذي يقوم به الاحتلال فإنه مولد لظواهر المقاومة، وتأخذ هذه الأشكال لأن الفصائل الفلسطينية ليست بحالة جيدة ما يؤدي إلى إحداث فراغ تسده هذه الخلايا وأفراد بشكل منفصل,.

دموية الرد الإسرائيلي

وأكد هاني المصري أنه من خلال رد الاحتلال على هذه الخلية فإنه يريد حسم الصراع في ظل الحكومة الحالية، ويريد أن يروع الفلسطينيين ويقتل أكبر عدد منهم، إضافة إلى أنه يريد الاستيطان في أكبر مساحة ممكنة من الأرض وأن يُهَوِد أكبر مساحة ممكنة بما فيها المقدسات والأقصى.

وأضاف أنهم مقتنعين في هذه الحكومة أن لديهم فرصة تاريخية لحسم الصراع، وبالتالي فإنهم يستخدمون أساليب وأشكال أكثر من الحكومات السابقة حيث كانت عدائية للفلسطينيين ولكن هذه الحكومة لديها استعداد للذهاب بشكل أبعد من ذلك، ويريدون استغلال الفرصة لإقامة اسرائيل الكبرى.

بدوره يرى عصمت منصور إلى أن الاحتلال ومن خلال هذا الرد أرادوا إيضاح بأنهم لن يسمحوا لمثل هذه المظاهر أن تتفشى وأن تنتشر، وأن تظهر هكذا تشكيلات كل يوم في منطقة مختلفة، إضافة إلى حساسية أريحا والمنطقة وإعلانهم عن أنفسهم بأنهم حماس، فكل هذه العوامل ساهمت في تحرك الاحتلال بشكل سريع وحاسم ووحشي ودموي.

وأضاف أن الاحتلال رأى في هذه الظاهرة خطورة تتجاوز خطورتها العسكرية، حيث إنها لا تشكل تهديد عسكرية فوري ولكنها تُشَكِل حالة معنوية بأن المقاومة تنتشر والكتائب تنتشر في المخيمات، إضافة إلى إمكانية تأسيسها لحاضنة في مخيم عقبة جبر وتمتد لها جذور، ولذلك قرروا أن يتعاملوا معها بسرعة.

ما الرسالة التي أراد الاحتلال إيصالها؟!

وشدد عصمت منصور على أن الاحتلال أراد إيصال رسالة بأنه لن يتساهل مع هكذا مظاهر ولذلك يواجهها بسرعة وبشكل دموي، إضافة إلى استعراض تفوقه وَحُكمه بالاعدام على هكذا مجموعات، وأيضًا خشيته من بقاءها لفترة طويلة بهكذا حالة يساهم بالتفاف الناس حولها ولذلك كان عامل الزمن لديهم مهم وكأنهم في سباق مع الوقت، ولذلك شهدنا هذه الجريمة اليوم.

بدوره لفت هاني المصري إلى أن الاحتلال ومن خلال الجريمة أراد إيصال رسالة واضحة بأنه يريد إركاع الفلسطينيين وإخضاعهم ومنعهم من المقاومة، إضافة إلى إظهار الثمن الباهظ للمقاومة، وأيضاً إيصال رسالة ترهيب وكي وعي للفلسطينيين.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة