حلا خلايلة
إبراهيم أبو دلو، ومحمد فتياني، مقدسيان من فرسان جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة القدس، جمعهما التطوع وخدمة الإنسانية في مدينة قسمها الجدار وأنهكها الحصار، وفرقتهما عمليات مواجهة زلزال تركيا وسورية الأخير.
ومن القدس حيث يواجه الزميلان أخطار كارثة إنسانية متواصلة منذ أكثر من ٧٥ عاماً اسمها الاحتلال، إصابات واعتداءات وهدم بيوت وتشريد ساكنيها، إلى الزلزال حيث قتل آلاف وشرد آلاف آخرين.
وكما هو حال فريق الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي انقسم إلى قسمين، توجه الأول إلى سورية، وتوجه الثاني إلى تركيا، عمل فتياني في الأرض السورية، على الجانب الآخر عمل أبو دلو في المناطق التركية المتضررة.
ابراهيم أبو دلو (٣٧ عاماً) من مدينة القدس، مسؤول الوفد الإغاثي التابع لجمعية الهلال الأحمر والمتوجّه إلى تركيا يقول حول الوضع في حديث لموقع “بالغراف” :” اليوم في تركيا نحن متواجدين مع مؤسسة بيكا فريق الإغاثة الدولي المسؤول عن البعثة الفلسطينية، عملنا تمحور حول عدد من المجالات، بداية داعمين مع الدفاع المدني من أجل اخلاء المصابين في منطقة ملاطيا، علماً أنه لم تكن الكوادر الدولية والوطنية قد وصلت لتلك المنطقة بعد وكانت من أكثر المناطق تضرر وتدمير”.
وأضاف: ” أغثنا الناس المتضررين جراء الزلزال، أخلينا بعض الجثث من الأبنية المهدومة، وأمس كان كل العمل في بناء مخيمات لإيواء الناس المهجرين والمتضررين من الزلزال، وإيصال مساعدات لعدد من العائلات المتضررة في المنطقة، بالتنسيق مع إدارة الكوارث التركية وتنسيق مع فلسطين وفريق الإغاثة”.
وأفاد أبو دلو:” إلى جانب ذلك كان ضمن فريقنا طاقم من الصحة النفسية للتعامل الأطفال المتضررين في مراكز الايواء وتقديم الدعم كتفريغ نفسي”.
ويبين أن الوضع في تركيا صعب جداً، مئات الالاف من القتلى عدد كبير وما زال تحت الأنقاض بعد، وهناك عدد هائل من الأبنية المدمرة في ملاطيا وهي ثالث أكثر ولاية مدمرة في الجنوب التركي، موضحاً أن الفريق يقيم في مدرسة لإيواء اللاجئين ويقدم المساعدات لهم ويستيقظوا صباحاً ليباشروا بالعمل في المناطق المدمرة.
وعن الظروف في الجنوب التركي يقول أبو دلو:” كمسؤول عن الوفد تعيش طواقمنا الطبية والإغاثية نفس الظروف التي يعيشونها الجميع في الجنوب التركي، فالكارثة من أكبر الكوارث ظروف صعبة نعيشها مع المتضررين ومستمرين في الخدمة والمساعدة بقدراتنا البسيطة من معدات وأجهزة بحث وإنقاذ”.
وأوضح أن القدرات العلمية للطاقم الفلسطيني من أقوى الطواقم وذلك بعد عملهم برفقة طاقم دولي من الصين وصدموا في القدرات العالية في التفكير وادارة الأحداث، فهناك طاقم خبرته عالية في الإغاثة الدولية والوطنية.
وعلى الجانب الآخر يواصل فريق الإغاثة الفلسطيني بتقديم الدعم والمساعدات للمتضررين من كارثة الزلزال في الشمال السوري، ووصل في البداية إلى مدينة اللاذقية لتقديم الإسناد والدعم النفسي والإنساني والقيام بمهام البحث والإنقاذ، فبعد إنهاء مهامه في اللاذقية انتقل إلى مدينة حلب، ومن ضمن الفريق المرسل كانت جمعية الهلال الأحمر التي شارك منها خمسة وعشرين فرداً توزعوا بين تركيا وسوريا.
محمد فتياني ( ٣٨ عاماً) من مدينة القدس، يعمل كضابط إسعاف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني منذ عشر سنوات، وهو عضو في الفريق الوطني لمواجهة الكوارث التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ولديه خبرات في الدعم النفسي.
يعمل محمد فتياني ورفاقه في سوريا في مجال الإسعاف والطوارئ، والدعم النفسي وإدارة مخاطر الكوارث والأزمات، ويقول فتياني في حديث لموقع “بالغراف” :” بعد وقوع الزلزال في المناطق المنكوبة في الجنوب التركي والشمال السوري واعتبارها مناطق كوارث قررت الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي بيكا بتحريك فريق فلسطين لتلك المناطق للمشاركة في عملية إدارة الكوارث، المكون من جمعية الهلال الأحمر ووزارة الصحة والدفاع المدني”.
وأضاف فتياني:” فريق الهلال الأحمر المتواجد في سوريا مقسم إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول هو إدارة الكوارث ومهمته وضع الخطط في التدخل وعمل مسح الاحتياجات في المساعدة وتوزيع المساعدات القادمة من فلسطين والتنسيق ما بين الأفراد في الفريق وما بين العاملين على أرض الميدان، والقسم الثاني هو فريق الدعم النفسي المكون من أخصائيين نفسيين ومهمته إعطاء الدعم النفسي والإسعاف الأولي النفسي للمتضررين من الزلزال خاصة المتواجدين في مراكز الإيواء وتحديداً الأطفال، والقسم الثالث هم فريق الإسعاف وكان مناط لهم تقديم الخدمات الطبية العاجلة والطارئة للمحتاجين، والعمل على مركبات الإسعاف التابعة للجمعية في فرع سوريا، والعمل في النقاط الطبية الموجودة في مراكز الإيواء، ومرافقة الفريق لتقديم الخدمات الطبية العاجلة في حال إصابة أي فرد من الفريق”.
ويوضح فتياني أن هناك تداخل في التخصصات في أرض الميدان في سوريا بسبب الحاجة، فهم كضباط إسعاف ساعدوا قسم الخدمات الطبية النفسية في عمليات التفريغ النفسي خاصة للأطفال من خلال القيام بالفعاليات والأنشطة للتخفيف على أطفال سوريا المتضررين من الزلزال.
تعتبر هذه المرة الأولى التي يشارك بها فتياني في فريق فلسطين لمواجهة الكوارث خارج البلاد، وتعمل دائرة الكوارث بالإضافة لمواجهة المخاطر في الأحداث المتعددة والكبيرة في حال حدوث ثلوج وأمطار كثيفة وفيضانات، كذلك وجودهم في الميدان في حالة المواجهات وأحداث المسجد الأقصى، وكذلك مشاركاتهم في شهر رمضان في الأقصى.