loading

محمد الشعيبي: عين على الحياة البرية في فلسطين

هيئة التحرير

شاب عشق الحياة البرية.. وثق بعدسته الطيور والحيوانات والزواحف التي تعيش في فلسطين

ساعات وأيام وربما شهور هو الوقت الذي يستغرقه المصور محمد الشعيبي لالتقاط صور للحيوانات البرية في فلسطين، والتي تشعر حينما تراها وكأنك تشاهد لوحة فنية رسمت بأيد فنان ماهر.                        

محمد الشعيبي “35 عامًا” من بلدة دير غسانة شمال غرب رام الله، قبل سبعة أعوام وجد شغفه في تصوير وتوثيق الحياة البرية بدءًا من بلدته والمناطق المحيطة به والتي تتميز بغناها بالتنوع البري الكبير، لتكون هذه انطلاقته نحو توثيق الحياة البرية في الوطن وكافة المناطق التي يتمكن من الوصول إليها رغم العوائق الكبيرة التي حظي بها.                                                                                      

الشعيبي الذي يعمل كصائغ مجوهرات في مدينة رام الله، اتخذ التصوير كهواية له، فقبل سبعة سنوات وباستخدام هاتفه المحمول انطلق للبرية في شغف حقيقي لتوثيق الحياة البرية الفلسطينية الغنية والمتنوعة، ثم انتقل إلى التصوير بكاميرا الديجتال حتى تساعده على التقاط الصور بطريقة أكثر احترافية، كون مهمة التقاط الصور البرية ليست سهلة ولا يستطيع أي شخص فعلها، بل هي صعبة وتحتاج إلى وقت كبير وصبر أكبر، ولكنه وجد نفسه بها كما يقول.                                                         

          

وقال إن ما يميز فلسطين هو موقعها المميز ومناخها وتضاريسها المختلفة والتي تتميز من منطقة لأخرى، وكل بيئة في الوطن لها خصوصيتها الذاتية والتي تختلف من بيئة إلى أخرى وهذا ما يميزها عن باقي الدول وما يجعلها غنية بتنوعها الحيواني، إضافة إلى أنها ممر للطيور المهاجرة من أوروبا لإفريقيا ومن أفريقيا لأوروبا، ما جعلها تحظى بتنوع رهيب ومميز من الطيور لا يوجد بمكان أخر، فهي يوجد بها طيور مهاجرة وطيور مقيمة وطيور مهاجرة مقيمة، مشيرًا إلى أن شهر إبريل يعتبر موعد لتكاثر الطيور، ولذلك يعد توقيتًا مهمًا ومميزًا لتوثيق الطيور في فلسطين، مؤكدًا أن هناك العديد من الحيونات التي تعبر عن ثقافة وتراث فلسطين البيئي مثل “الغزال الجبلي الفلسطيني، وعصفور فلسطين، وأفعى فلسطين.                                                                                      

أما عن آلية التقاط الصور فيقول أنه يحتاج أحيانا إلى التخفي بملابس تلائم الطبيعة التي سيذهب للتصوير بها، وأن يكون في المكان والزمان المناسبين لالتقاط الصور بالشكل المناسب، ويحتاج إلى صبر ووقت طويل، فبعض اللقطات تحتاج ربما لساعات وبعضها لأيام وأخرى لأشهر، مضيفا أن هناك بعض اللقطات لأنواع من الحيوانات ربما تحتاج سنوات حتى تستطيع التقاط صورة لها وقد لا تستطيع.                  

وأكد الشعيبي أن هناك العديد من الصعوبات والمعيقات التي يواجهها في التصوير منها، الاحتلال ومنعه من الوصول للكثير من المناطق الغنية بالتنوع الحيواني، إضافة إلى تسييج المناطق والتي تقلل من إمكانية التقاط الصور لحيوانات تنشط في المناطق المسيجة، مشيرًا أيضًا إلى عدم امتلاكه للموارد مثل الكاميرا الاحترافية وجيب الدفع الرباعي الذي يحتاجه للوصول إٍلى العديد من المناطق، فاجتماع هذه المعيقات معًا يساهم في تقليل توثيقه للكثير من الحيوانات البرية، إضافة لقلة الوقت نتيجة عمله، ولكنه يؤكد مواصلته واستمراره في التوثيق الذي أضحى جزءًا من حياته.       

                                               

لا يكتفي الشعيبي بتصوير الحيوانات فقط بل يعمل على توثيقها من خلال توثيق اسمها العلمي والعربي والانجليزي، وغيرها من المعلومات التي تساعد الشخص الذي ير الصورة أن يكون لديه معرفة عم يراه، مشيرًا إلى أنه حينما بدأ واجه صعوبة في معرفة ما الذي يراه ولكنه سعى لامتلاك المعرفة من خلال القراءة عنها أو سؤال أصحاب الخبرة، ونتيجة استمراريته في التصوير والتوثيق أصبح يمتلك الخبرة والمعلومات الكبيرة عنها، وما زال حتى الآن ومع كل التقاطه لحيوان بريّ جديد يسعى لمعرفة كافة المعلومات عنه، وهذا التوثيق ساهم في صقل شخصيته بشكل كبير ومعرفة ذاته أيضًا.                                               

وأكد أنه ينشر الصور التي يلتقطها ويوثقها عبر حساباته عبر مواقع التواصل الإجتماعي مرفقة بمعلومات كاملة عنها، والتي لقيت تفاعلًا لدى الناس بشكل كبير، فهم في البداية كانوا لا يصدقون وجود مثل هذه الحيوانات في فلسطين وكانوا ينظرون للصور باستغراب كبير تحول إلى حب للرؤية والاستطلاع وأصبحوا يتابعونه لمعرفة كل شيء جديد ينشره، مؤكدًا أنهم هم سبب استمراره حتى الآن..                           

وأضاف الشعيبي إلى أنه لا توجد أي مؤسسة حتى الآن تواصلت معه لتبني مشروع توثيق الحياة البرية في فلسطين، داعيًا إلى ضرورة الإهتمام في هذا الموضوع، وإدراجه في المناهج التعليمية، إضافة إلى تكثيف الاهتمام الإعلامي به، نظرًا لأهميته الكبيرة فالاحتلال يسعى إلى سرقة هذه الحيوانات ونسبها له، وهذا يتطلب اهتمام أكبر بالحياة البرية وسعي للحفاظ عليها، وضرورة أكبر لوقف الصيد الجائر الذي يمارسه الصيادون على الحيوانات، ووقف سرقة “الشنانير” من أعشاش الطيور، وضرورة الاهتمام بالبيئة ونظافتها 

وأشار إلى أنه قبل مدة أطلق مبادرة “فلسطين جنة الأرض” وهي عبارة عن مسارات بيئية للتعريف بفلسطين وثقافتها وبيئتها الخصبة، وجاءت هذه المبادرة بعد المعرفة الكبيرة التي اكتسبها نتيجة تنقله الكبير في مناطق مختلفة من الوطن الوطن، فكانت هذه المبادرة المجانية لتعريف المشاركين بها بفلسطين..                 

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة