loading

ميس الريم: كفٌ اختلفت فصنعت ذهباً

حلا خلايلة

“تولد الانتصارات من رحم الندبات”، هذه الجملة التي ترافق الشابة ميس الريم في مسير حياتها، ميس التي تعتبر مصدر الهام للكثيرين، لم تستسلم أمام اختلافها فجعلت الجميع ينظرون لها بإن اختلافها تميز.

ميس الريم عطاونة ٢٦عاماً من بلدة بيت كاحل في مدينة الخليل، خلقت باختلاف في كف يدها، أي ما يعرف بتقوس الأنامل، درست دبلوم سكرتارية عامة، تعمل لدى شركة مجوهرات القواسمي لصناعه الذهب، وهي صائغة ذهب منذ سبع سنوات، تمارس هواية الرسم والكتابة والحرف اليدوية.

بأناملها التي توزن بذهب تمكنت عطاونة من الدخول في حرفة صياغة الذهب لتصنع الحلي والزينة التي تتزين بها النساء، بأربعة أصابع من أصل عشرة، استطاعت منافسة زملائها في العمل، فرغم دقة العمل إلا أن شغفها وحبها وإيمانها بنفسها جعلها تصنع فرقاً في عملها، وما زادها إبداع هو حبها للرسم منذ طفولتها، ما جعلها أول فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تعمل في تصميم ونقش الذهب .

تحدياً للمجتمع الذي كان يعتبر اختلافها إعاقة، دعم والد عطاونة رحمه الله مسيرها، وشجعتها والدتها لتثبت نفسها وأقنعتها بأنها فتاة متميزة قادرة على تطوير وتحقيق أهدافها وممارسة حياتها الطبيعية.

تروي عطاونة في حديث لموقع “بالغراف” عن نسجها أملاً وكسر العوائق والحواجز أمامها وتقول:” عندما كان عمري ثمانية عشر عاماً عانيت من اختلاف المجتمع كوني كنت فتاة صغيرة، ولحسن الحظ أنني لم أرى هذه النظرة داخل عائلتي ولم أشعر يوماً بالتقليل من شأني، حظيت باهتمام ودعم بخطوات حياتي لحين ما بدأت أعتمد على نفسي، وبدأت ربيع عمري لتحقيق مستقبل كأي شاب وشابة، تفاجئت بعالم جديد يحاول نبذي بشتى منطلقات الحياة، وأني غير قادرة على ممارسة حياه طبيعية، ذلك الأمر جعل لدي إصرار لإكمال رسالة ربنا أرسلني لأجلها باختلافي كإنسانة موهوبة وملهمة للآخرين، بتميز وحكمة وعظمة معجزات ربنا على الأرض جعلني أكسر وأتخطى كلام الناس وأغير من معتقداتهم إلى حين وصلت لجزء كبير من المجتمع لإيمانه في شخصي وأنني شخص مميز وليست عاجزة، وحالياً أعمل من أجل إيصال رسالتي للعالم كله وليس لمحيطي فقط.

قررت عطاونة بعدما استطاعت برسوماتها وكتاباتها أن تصل لقاعدة المجتمع الذي نبذها في بداياتها وغيرت نظرة الناس عنها بتميزها وبلمعانها كنجمة وسط عتمة كبيرة، بعدما غيرت فكرة عنها وعن كثير ممن يشبهونها أن تصل لأكبر عدد من العالم وتساعد كل إنسان يعاني من التنمر أو من أي ضعف، وأنها ستكون سند لكل من ينظر له المجتمع نظرة اختلاف وتخبره بأنه قادر ومميز وبطل وأن الناس ليس من حقها أن تصنف أي إنسان بأي عجز لمجرد أنه يختلف بشيء ما عنهم.

هي ليست مجرد لوحات رسمت بخمسة أصابع وريشة ومجموعة ألوان، هي ليست فن فقط وموهبة، هو تميز واختلاف رسم طابعاً آخر على لوحاتها.

وعن رسوماتها تقول عطاونة:” اللي بميز رسمي عن الآخرين، أولاً لم أتلقى أي تعليم ولا أي دورة تساعدني على ابداع وابتكار طرق الريم بشكل فني أكبر، وتعتمد عطاونة برسوماتها على نقل صورة الفتاة الحالمة، وأيضاً برسم تحديات وطموحات وأحلام الآخرين كما تراها في عيونهم”.

وتكمل عطاونة:” ما يجعل لرسوماتي طابع خاص أنني أرسم بأصابع لا تتعدى الاثنين، أصابع محدودة وطريقة خاصة لأثبت لنفسي وللعالم أجمع بأنني أستطيع”

وتوجه عطاونة رسالة:” لكل شخص لا تكون ضحية بالعكس أي شيء ممكن يضعفك ممكن يقويك انت اختار المسير، خلي نقطة التحول من العجز والاختلاف على إنها نجاة وقوة، كيف بتشوف نفسك أكيد الناس بتآمن فيك”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة