في وقت تجتمع العائلات على مائدة إفطار شهر رمضان المبارك، تعيش عائلة تيسير عبد الحق حسرة هذه الجمعة التي حرمها منها الاحتلال وذلك باعتقال الأبناء الثلاثة محي وعز الدين وعمر عبد الحق قبل يوم واحد فقط من شهر رمضان، مانعًا بذلك العائلة أن تعيش أجواء هذا الشهر التي يبقى بانتظاره الكل
وعن هذا الفِراق واختفاء البسمة والجمعة من هذا البيت يقول الأب تيسر عبد الحق في حديث ل” بالغراف” والحسرة بادية على محياه ” آه ماذا سأصف لكِ، ها هي الغرفة في الداخل خالية بكاملها ثلاثة أسرة خاليات ماذا سأصف لكِ، كنا مبسوطين نأكل ونمرح سوية، ولكن أصبح الطعام والأكل لا نِفس له، ونفطر لأنه حرام أن لا نفطر ونبقى صائمين، ولكن ما الفائدة الكون يريد أن يعمر والحياة تريد أن تمشي، مضيفاً أن البيت مآساة دون أولاده
فيما تتحدث الأم نجوى عبد الحق عن اعتقال أبناءها فتقول ” ما تفاجآت إلا والجيش معتقل أولادي الإثنين الموجودين هنا، مضيفة أن الجندي قال لها اتصلي على زوجك وأخبريه أن يُسَلِمَ إبنه خلال أربع ساعات، فإن لم يسلم محي الدين نفسه فسوف نفجر رأسه وسوف ترين ابنك ميتًا في الشارع، وسوف ننزل له وحدة اليمام لإعدامه، فهل تقبلين لإبنك هكذا
مضيفة أنها أخبرته أنه شاب ولا تستطيع إمساكه وهو يبيت في المنزل بشكل يومي، مشيرة إلى أنه أخبرها أن ابنها مطارد لتخبره أنه ليس مطاردًا، وإلا فكيف يبيت في البيت، مؤكدة إنه لم يبت خارج البيت مطلقًا فهو من بيته إلى العمل والعكس صحيح، فيذهب لعمله في السادسة صباحاً ويعود في الخامسة مساء ولا يخرج بعدها، فعلى ماذا سيكون مطاردًا فهو لم يفعل شيء
ويؤكد الأب عبد الحق أن ابنه محي الدين سلم نفسه حتى يُطلق سراح إخوته فلم يطلق سراحهم، لأن الاحتلال وعوده دائماً كاذبة