التحرير
“٩٠ يما، حبيبي يا روحي ٩٠” بهذه الكلمات وبصراخ يُدمي القلب وبلهفة معانقة جسد ابنها لا قبره، هتفت أميرة عرعراوي بمعدل ابنها الشهيد وطالب التوجيهي مجدي عرعراوي على قبره لِتخبره بأنه حقق حلمه وحصل على معدل 90.4% كما كان يتوقع ويتمنى.
حضنت القبر بين ساعديها ونثرت الحلوى فوقه، في مشهد كان من الممكن أن يكون مختلفًا تمامًا، وذلك بأن يكون مجدي بين أحضانها وتمطره بالقُبلات والزغاريد، إلا أن رصاصات الاحتلال حالت دون ذلك، فقد ارتقى مجدي قبل نحو أسبوعين من الآن وقبل أن يرى ما جد واجتهد لأجله.
وبصوت غالبه التعب والحزن والألم قالت أميرة عرعراوي في حديث ل” بالغراف” إن هذا الشعور صعب وصعب جدًا عليها، مبينة أنها كانت تنتظر هذا اليوم لتفرح برفقة ابنها بتفوقه، حامدة الله على اختياره الذي لا اعتراض عليه .
تتابع عرعراوي بأن مجدي كان يتوقع أن يحصل على معدل 90 أو 94، كما أنه كان يكتب على مكتبته هذه المعدلات، مضيفة أن علاماته التي حصل عليها تشابه تمامًا وقريبة جدًا مما كان يتوقعه وكتبه، مبينة أن مجدي كان يطمح بدراسة هندسة الالكترونيات.
وعبرت عرعراوي بأن هذا صعب عليها فالاحتلال كسر فرحتها وفرحة نجلها، فهي كانت تنتظر هذا اليوم يومًا بيوم لتفرح معه، مضيفة أنه كسب شهادة الدنيا والآخرة داعية الله بأن يكرمه بهما كما أكرمها .
كان مجدي يتحدث لوالدته ويتمنيان إقامة حفلة بعد تفوقه يحتفل بها رفقة أصدقاءه وفق ما تقوله والدته أميرة، حفلة تحولت إلى دموع وجع وقهر واحتضان للقبر بدل الجسد بعد ارتقاء مجدي برصاص الاحتلال.
مجدي واحد من ٦ شهداء من طلبة التوجيهي ارتقوا برصاص الاحتلال منهم من لم يجلس على مقاعد الدراسة فارتقى قبل بدء موعد العام الدراسي، ومنهم من ارتقى بعد بدء العام الدراسي بعدة أشهر دون تحقيق أحلام وطموحات سعوا كثيرًا لتحقيقها، فيما حُرمت عوائل الشهداء ” أحمد دراغمة، وديع أبو رموز، محمود السعدي، محمد تركمان، أسامة عدوي، ومجدي عرعراوي” من فرحة رؤية نجاح وتفوق أبناؤهم.
وكانت وزارة التربية والتعليم قد أصدرت صباح اليوم نتائج الثانوية العامة لما يقارب ٨٧ ألف طالب وطالبة