هيئة التحرير
منذ عشرة أيام يواصل الاحتلال صب حمم صواريخه على قطاع غزة، غير آبه لا بأعراف ولا بقوانين دولية ولا حقوق إنسان، صواريخ تنهمر على المباني التي تسقط على رؤوس ساكنيها، وتنهمر على سيارات الإسعاف وعلى طواقم الدفاع المدني
صواريخ تضرب أي شيء يتحرك فلا فرق بين طبيب أو مسعف أو دفاع مدني أو صحفي أو طفل أو إمرأة أو كبير في السن أو شاب، فلا يفرق الاحتلال بين أحد، كما ضرب الاحتلال القوانين الدولية والأعراف عرض الحائط حينما هاجم سيارات الإسعاف وارتقى ما يقرب من أحد عشر مُسعِفًا
يُنذِرُ القطاع الصحي في قطاع غزة بكارثة صحية حقيقية ما لم يحصل تدخل دولي لوقف المجازر في القطاع، فالوضع الصحي في غزة صعب جدًا قبل اندلاع هذه الحرب إثر الحصار، ومع اندلاع هذه الحرب زاد الوضع الصحي صعوبة خاصة مع انقطاع الكهرباء والماء
الطبيب غسان أبو ستة المتواجد في قطاع غزة يقول في حديث ل” بالغراف” إن الوضع الصحي في قطاع غزة كارثي، فإسرائيل تحاول أن تخلق كارثة صحية، حيث تقوم باستهداف المستشفيات، مضيفاً أنهم يقومون بالاتصال بمدراء المستشفيات في شمال القطاع ويقومون بتهديدهم باستهداف المستشفيات إذ لم يقوموا بإخلاءها
وأكد أبو ستة أن أعداد الجرحى في القطاع تفوق قدرة المستشفيات المتواجدة، حيث مستشفى الشفاء مليء بعشرات الآلاف من النازحين، ليس فقط في حرم المستشفى إنما متواجدين في كل مكان بالمستشفى، حيث أن خوف الناس دفعها للاختباء في مستشفى الشفاء
وشدد أبو ستة على أن عدد الجرحى يفوق بكثير قدرة القطاع الصحفي، حيث فقط في مستشفى الشفاء يوجد به ١٧٠ مريضًا يحتاجون لإجراء جراحة ولكنهم لم يستطيعوا الإجراء لهم وذلك بسبب القدرة الاستيعابية في المستشفى
وبين أبوستة أن الازدحام في مستشفى الشفاء ينذر بكارثة إنسانية بسبب الأمراض الوبائية، إضافة إلى أن كافة المواد الصحية تنفذ مع مرور الوقت
وأفاد أبو ستة بأنه إن لم يتدخل العالم فغزة مقبلة على كارثة بحجم لم يعرفه العالم العربي من قبل ولم يحدث في العام ١٩٤٨ أو ١٩٦٧ ولا بحرب لبنان عام ٢٠٠٦ فحتى الماء لا يوجد والناس تتجمع للحصول على ماء من محيط مستشفى الشفاء
وكانت قوات الاحتلال قد استهدف عددًا من المستشفيات والمراكز الطبية أخرجتها عن العمل، حيث تضرر ١٥ مركزًا طبيًا جراء قصف الاحتلال، إضافة إلى توقف مستشفى بيت حانون ومستشفى الدرة للأطفال عن العمل حيث تم قصف مستشفى الدرة بقنابل الفسفور الأبيض المحرمة دولياً، كما تم إلحاق الضرر ب٢٣ سيارة إسعاف وتطعلت عن العمل
وارتقى ٢٨ كادرًا يعملون في القطاع الصحي منهم ١١ مسعفًا عقب استهداف سيارات الإسعاف بشكل مباشر، وتقوم قوات الاحتلال بتهديد مستشفيات شمال قطاع غزة بالإخلاء وكان آخرهم مستشفى كمال عدوان ما يشكل تهديدًا لحياة مئات المرضى والجرحى، إضافة إلى قصفهم اليوم للمستشفى الأهلي في غزة بعد تهديدهم بإخلاءه
يذكر أن وزيرة الصحة الدكتور مي كيلة ناشدت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية والدولية، بتوفير حماية عاجلة للمستشفيات ومراكز العلاج وسيارات الإسعاف والكوادر الصحية والمرضى والجرحى، الذين يتعرضون يومياً للقصف الإسرائيلي لليوم التاسع من العدوان الإسرائيلي المتواصل
