هيئة التحرير
بين الشعارات الرنانة التي ترفعها المؤسسات الدولية وبين الواقع الصعب والمرير وازدواجية المعايير تعيش المرأة الفلسطينية القتل والتهجير والاعتقال والجوع، آلاف النساء ارتقين ويرتقين كل يوم في غزة بشكل متواصل منذ أكثر من خمسة أشهر، كما أنهن فقدن فلذات أكبادهن وأزواجهن وكثير منهن فقدن كافة أفراد عائلاتهن، إضافة إلى أنهن يعانين ظروفاً صحية صعبة وظروف معيشية قاسية، وسط صمت دولي كبير وانعدام لوجود المؤسسات النسوية العالمية التي لطالما تغنت بدفاعها عن حقوق المرأة ولكن يبدو أن المرأة الفلسطينية ليست ضمن حساباتهن فلا تُسمعُ لهن صوتًا وكأنهن لا وجود لهن
ومع استمرار الحرب على غزة منذ أكثر من خمسة أشهر، أدت لارتقاء آلاف الشهداء ومئات آلاف الجرحى ومئات الأسرى، 70% منهن من النساء والأطفال، حيث ارتقت آلاف النساء وجُرحَت منهن الآلاف واعتقلت العشرات أيضاً
وبين جهاز الإحصاء الفلسطيني أن تسعة آلاف أنثى ارتقت منذ بدء العدوان على غزة، كما أن 75% من إجمالي عدد الجرحى البالغ عددهم 72,156 جريحاً هم من الإناث، وشكلت النساء والأطفال ما نسبته 70% من المفقودين البالغ عددهم 7000 شخص، إضافة إلى أن نصف عدد النازحين هم من الإناث أيضاً
رئيسة جهاز الإحصاء د. علا عوض بينت في بيان أن النساء غالبا ما يجدن أنفسهن مهمشات في حالة الأزمات حيث يقللن من استهلاكهم الغذائي ما يعرضهن لخطر سوء التغذية خاصة النساء الحوامل والذي يؤثر عليهن بشكل كبير ويكن أكثر عرضة للمخاطر الصحية مثل “تشوهات الولادة، أو الوفاة المبكرة للمواليد”، مبينة أن هناك تحديات جمة تواجه النساء الحوامل، إذ تشير الإحصاءات إلى وجود حوالي 60 ألف امرأة حامل في القطاع، بمعدل 180 حالة ولادة يومياً.
وبين البيان أنه من المرجح أن تعاني نحو 15% من هؤلاء النساء مضاعفات الحمل والولادة التي يصعب علاجها بسبب نقص الرعاية الطبية، كما أن عدد الولادات المبكرة لدى النساء قد ارتفع بنسبة الثلث تقريباً بسبب عوامل مثل التوتر والصدمات، ومنهن من أجهضن نتيجة الخوف، ما أدى إلى ازدياد حالات الإجهاض بنسبة 300%.
وأشار إلى أن الحوامل يعانين سوء التغذية والجفاف، إذ يواجهن فقراً غذائياً حاداً، فإن العديد من أطفالهن تتم ولادتهم ناقصي الوزن ويعانون مشاكل صحية، كما تعاني الأمهات اللواتي يُرضعن أطفالهن من نقص في إنتاج الحليب نتيجة لسوء التغذية، ومن الصعب توفير الحليب الصناعي لأطفالهن وارتفاع أسعاره بشكل كبير، ما يدفع الأمهات إلى اللجوء إلى بدائل غير كافية أو حتى غير آمنة لإرضاع أطفالهن، كما اضطرت العديد من النساء لإجراء ولادة قيصرية دون مخدر بسبب عدم توفره، وهو ما يسبب لهن آلامًا حادة وآثار جانبية خطيرة ربما تصل حد الموت
وأفاد البيان أن عدوان الاحتلال أثر بشكل كبير على الوضع الصحي للنساء بسبب نقص مستلزمات النظافة الصحية، واللجوء إلى خيارات بدائية، إضافة إلى أن العديد من النساء تناولن أدوية حبوب منع الحمل للحفاظ على الصحة الجنسية والإنجابية، كما تعرضت الكثير منهن للالتهابات النسائية بسبب نقص الأدوية وغياب العديد من منتجات النظافة النسائية، وهذا أدى إلى تأثيره السلبي على صحتهن النفسية والجسدية، وهذا الوضع الصحي المتراكم يُعيق قدرتهن على العيش بكرامة ورفاهية، ويضعهن تحت ضغط نفسي وجسدي يؤثر على جودة حياتهن بشكل عام.
ووفق تقرير للأمم المتحدة فإن نحو 9 من كل 10 نساء بما يعادل 87% يجدن صعوبة في الوصول إلى الغذاء، فيما تلجأ بعضهن إلى آليات تكيف شاقة، مثل البحث عن الطعام تحت الأنقاض أو في صناديق القمامة