هيئة التحرير
ارتقى شهيدان في خربة الطويل قضاء عقربا جنوب شرقي نابلس إثر هجوم المستوطنين عليها، ما رفع عدد الشهداء إثر اعتداءات المستوطنين على المدن والقرى والطرق الفلسطينية خلال الأيام الماضية إلى أربعة شهداء
وكانت قرية المغير قضاء رام الله قد تعرضت للاعتداء الأكبر من قبل المستوطنين عقب إعلانهم عن فقدان مستوطن كان يرعى الأغنام بالقرب من القرية، قبل أن يتم العثور عليه قتيلاً بعد ساعات من البحث عنه، وقبل أن يتم التحقيق بمقتله هاجم مئات المستوطنين قرية المغير في ثالث أيام عيد الفطر وقاموا بحرق المنازل والمركبات وإطلاق الرصاص تجاه المنازل والشبان الذين هبوا للدفاع عن قريتهم ليرتقي شاب ويُصاب العشرات
وشهدت بلدات المزرعة الشرقية وأبو فلاح، وبيتين، ودير دبوان، ودوما، والساوية، وقصرة، ومناطق بالخليل، وطريق المدخل الشمالي بالبيرة ومخيم الجلزون وطريق المعرجات، هجمات من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، الذين قاموا بحرق المنازل والسيارات وتكسير السيارات بالحجارة وإطلاق الرصاص ما أدى لارتقاء شهيد من قرية بيتين وعشرات الإصابات
وحول هذه الاعتداءات قال المختص بالشأن الإسرائيلي محمد أبو علان في حديث ل” بالغراف” إنها حلقة من سلسلة من السياسة الإسرائيلية تجاه الضفة الغربية، رُفِعَ فيها مستوى العدوان منذ الحرب على غزة، مضيفاً أنه من بعد الحرب قام الاحتلال بتعزيز وإنشاء ما أسموه وحدات الاستنفار في مستوطنات الضفة الغربية، وهي ميليشا مسلحة للمستوطنين ودورهم هو استكمال العدوان والسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي وتهجير الفلسطينيين من الأماكن القريبة من المستوطنات
وأكد أبو علان أن هذه الاعتداءات تتم بإشراف وحماية مباشرة من جيش الاحتلال، وهذا كان واضحاً خلال مشهد إحراق إحدى المركبات في دير دبوان تحت أنظار جنود الاحتلال، مضيفاً أن هذه الاعتداءات هي استكمال لسياسة حكومة الاحتلال بفرض وقائع جديدة على الأرض بتهجير السكان والسيطرة على أكبر مساحة من الأراضي، ومنح المستوطنين سواء في المستوطنات أو البؤر الاستيطانية مزيد من الشعور بالأمن بعد أحداث السابع من أكتوبر، فهي استكمال لسياسة حكومة نتنياهو وحلفائه أمثال بن غفير وسموتريتش الداعمين الرئيسيين بالحكومة لهذه الميليشيات المعروفة بوحدات الاستنفار في المستوطنات
وأفاد أبو علان أن اعتداءات المستوطنين مستمرة وازدادت بشكل أكبر إثر موجة العمليات قبل عامين في الضفة الغربية، ولكن منذ الحرب على غزة شهدت وتيرة هذه الاعتداءات زيادة بشكل كبير، واتسعت لأكثر من منطقة مستغلين وقوع بعض العمليات، معتبرين أنفسهم يقومون بردة فعل ولكن هي ليست ردة فعل إنما سياسة إسرائيلية فأحيانا يبحثون عن حُجج ولكن ممارسات المستوطنين شهدت ارتفاع في وتيرتها منذ السابع من أكتوبر والتي أتت بالتزامن مع ارتفاع وتيرة اعتداءات جيش الاحتلال.
وأشار أبو علان إلى أنه منذ بدء الحرب أعلن الاحتلال رفع مستوى الاعتداءات والاقتحامات في الضفة، حيث يوجد هناك ثلاثة وعشرين كتيبة من جيش الاحتلال تعمل بالضفة الغربية، وبالتزامن مع هذه الاقتحامات ارتفعت وتيرة اعتداءات المستوطنين بإحراق المنازل والمركبات وإطلاق النار، حيث مثلاً عقب العثور على المستوطن قاموا بتحميل المسؤولية للفلسطينيين حيث لم ينتهي التحقيق ولم يتم اعتقال أحد، إلا أن نتنياهو قام وبمجرد العثور عليه قال بأنه قُتِل على خلفية قومية وهم يدفعون بالأمور نحو مزيد من التصعيد ومزيد من التوتر في الضفة الغربية برعاية حكومة الاحتلال
وتوقع أبو علان أن قادم الأيام ستكون أسوأ وتحمل مزيداً من اعتداءات المستوطنين، مبينًا أن اعتداءاتهم أصبحت تشمل كافة مناطق الضفة الغربية وتحديداً مناطق “ج” حيث من منطقة الأغوار حتى منطقة الخليل، تشهد اعتداءات للمستوطنين وجيش الاحتلال، مضيفاً أنه كما في غزة هناك حرب إبادة جماعية فإن في الضفة الغربية هناك حرب تهجير قسري للفلسطينيين بهدف سيطرة المستوطنين على أوسع مساحة ممكنة من الضفة الغربية بأقل عدد من السكان، ولربما هذه السياسة الإسرائيلية ما بين الحكومة والمستوطنين وهي البديل العملي عن ضم الضفة الغربية رسمياً لدولة الاحتلال