loading

الأسير بدر دحلان: كنت بكابوس

هيئة التحرير

“كنت بكابوس” هكذا يصف الأسير المحرر بدر دحلان ” 30 عامًا” مدة اعتقاله في سجن عكا، بملامح مصدومة وعدم قدرة على الكلام بطريقة صحيحة، ورجفة جسد لا تتوقف، وآثار تعذيب بادية على أطراف جسده ووجه ورأسه

يقول دحلان برجفة صوت أنهم قاموا بتعذيبه بالضرب، كما قاموا بكلبشة يداه وهو ما تدل عليه الأثار المتبقية على معاصم يديه والتي نُزِعَ عنها الجلد من قساوة الكلبشات، إضافة إلى قدميه، مؤكداً تعرضه للضرب خلال فترة اعتقاله التي استمرت شهرًا حيث اعتقل من خانيونس، شهراً كان كفيلاً بجعله شخصاً آخر باضطرابات نفسية وعدم قدرة واضحة على الكلام 

وتزامن الإفراج عن عدد من معتقلين غزة، بزيارة هي الأولى من نوعها قام بها المحامي خالد محاجنة للمعتقل الصحفيّ محمد صابر عرب (42 عاما)، في معسكر ” سديه تمام” وهي الزيارة الأولى لمحامي لهذا المعسكر، حيث تمت الزيارة تحت قيود ورقابة مشددة من جنود الاحتلال، مبينًا أن أول سؤال من الأسير عرب كان عن مكان تواجده فهو لا يعرف أين يتواجد منذ اعتقاله خلال تغطيته الصحفية في مستشفى الشفاء قبل 100 يوم” من الآن 

المحامي محاجنة وعقب هذه الزيارة بين الظروف القاسية التي يعيش بها الأسرى والتي تحط من كرامتهم الإنسانية ، إضافة لارتقاء عدد من الشهداء وإجراء عمليات بتر دون تخدير، وتعرض بعض الأسرى للاغتصاب، إضافة للتعذيب والتنكيل والإذلال، وهو ما وصفه أيضاً عدد من الأسرى المُفرج عنهم 

ووفق ما قاله الأسير عرب للمحامي فإنّ إدارة المعسكر تُبقي المعتقلين مقيدين على مدار 24 ساعة، ومعصوبي الأعين، فمنذ خمسين يومًا لم يستطع استبدال ملابسه، وقبل الزيارة سُمِح له باستبدال بنطاله فقط، أما سترته فهو لم يستبدلها منذ خمسين يوماً، مضيفاً أنهم يتعرضون على مدار الوقت لعمليات تعذيب، وتنكيل، واعتداءات بمختلف أشكالها ومنها اعتداءات جنسية، وعمليات اغتصاب، والتي أدت معظمها لاستشهاد معتقلين.

وأفاد بأن عمليات الضرّب، والتّنكيل، والإذلال، والإهانات لا تتوقف، ولا يُسمح للمعتقلين بالحديث مع بعضهم البعض ومن يخالف ذلك يتعرض للضرب المُبرِح، مفيداً أن الأسرى باتوا يتحدثون مع أنفسهم،  ويستمرون بالتسبيح والدعاء في سرهم، وهم محرومون من الصلاة، ومن ممارسة أي شعائر دينية، مؤكداً أن المرضى والجرحى منهم هناك من بُترت أطرافهم، وتمت إزالة الرصاص من أطرافهم دون تخدير. 

وأفاد الأسير عرب أنهم محاطون بالكلاب البوليسية على مدار الوقت، ويُسمح لكل أربعة معتقلين باستخدام دورة المياه لمدة دقيقة، ومن يتجاوز الوقت يتعرض (للعقاب)، كما أنهم ينامون على الأرض، يستخدمون أحذيتهم كمخدات للنوم ويتم منعهم من النوم خلال النهار، كما أنه يسمح لهم بالإستحمام مرة واحدة فقط أسبوعياً ولمدة دقيقة فقط، مبينًا أنه سُمِحَ له بحلاقة شعره بعد خمسين يوماً من الاعتقال، موضحًا أن الطعام المقدم لهم عبارة عن لقيمات من اللبنة، وقطعة من الخيار أو البندورة وهي الوجبة التي تقدم لهم على مدار الوقت

ووجه الأسير عرب رسالة للعالم ولكافة المؤسسات الحقوقية الدّولية، بأنّ ما يتعرضون له لا يقل بمستواه عن الإبادة التي يتعرض لها شعبه في غزة، ووجه مطالبته بضرورة التّحرك الفوري لإنقاذهم والاستمرار في نقل معاناتهم. 

وعقب هذه الزيارة والشهادة التي نقلها المحامي محاجنة، أكدت مؤسسات الأسرى أن هذه الزيارة حملت تأكيدًا جديدًا على مستوى الجرائم المروّعة التي يتعرض لها الأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال، وتحديدًا ظروف الاعتقال التي يتعرض لها معتقلو غزة منذ بدء حرب الإبادة، حيث جاءت هذه الزيارة بعد تعديلات جرت على اللوائح الخاصة بلقاء المحامي بمعتقلي غزة مؤخرًا. 

وحمّلت المؤسسات الاحتلال والدول الداعمة لها المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، لا سيما في ضوء مستوى الجرائم المروّعة وغير المسبوقة بمستواها والتي تشكّل أحد أوجه الإبادة المستمرة، مؤكدة أن هذه الجرائم ما هي إلا سياسات ثابتة وممنهجة استخدمها الاحتلال على مدار عقود طويلة إلا أنّ المتغير فقط بكثافتها. 

كما وجددت مؤسسات الأسرى مطالبتها بضرورة فتح تحقيق دولي محايد بشأن الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي مورست بحقّ المعتقلين والأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال، كوجه من أوجه الإبادة المستمرة بحقّ شعبنا في غزة، وذلك على الرغم من الصورة القاتمة التي تلف المنظومة الحقوقية الدّولية، وحالة العجز المرعبة التي سيطرت على صورتها، أمام الجرائم والفظائع التي مارسها الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة حتى اليوم، والتي تشكل في جوهرها مساسًا بالإنسانية جمعاء.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة