هيئة النحرير
أعلن وزير جيش الاحتلال يؤآڤ غالانت استدعاء ألف شاب من فئة الحريديم للتجنيد بدءاً من اليوم الأحد، وسط رفض واحتجاجات متواصلة من قبل الحريديم لهذا القرار ولقرار المحكمة العليا بفرض التجنيد عليهم
المختص بالشأن الإسرائيلي محمد أبو علان قال في حديث ل” بالغراف” إن هناك قراراً من المحكمة العليا بتجنيد حوالي 3000 من الحريديم خلال فترة زمنية، فالجيش بدأ يصدر قرارات لأن لم يسن قانون التجنيد للمتدينين فكان من اللازم على الجيش استدعائهم لأنهم لم يستطيعوا إقرار قانون حتى الآن، مضيفاً أن هذا الاستدعاء هو التزام من الجيش بضرورة خدمة المتدينين ونظراً لعدم وجود قانون ينظم خدمة الطلاب المتدينين والذين هم في المدارس الدينية أو حتى من هم من المتدينين وغير متواجدين في المدارس الدينية
وأفاد بأن وزارة الحرب بدأت بتطبيق القانون خاصة بأن غالانت مع إقرار القانون بأسرع وقت ممكن بموافقة واسعة، فهو يرفض إقرار القانون ضمن الإئتلاف الموجود حالياً ” 64 عضوًا”، فهذا الاستدعاء بمثابة تنفيذ قانون التجنيد العام في دولة الاحتلال، والذي يفرض على الجميع الخدمة في الجيش وبالتالي فهو التزام بقانون التجنيد العام
وحول موقف الأحزاب الدينية من هذا الاستدعاء أوضح أبو علان أن حاخامات هذه الأحزاب عبروا عن رفضهم قائلين بأن كل متدين سواء في مدرسة دينية أو غير دينية يُمنع من الذهاب للخدمة، وإذا ما وصل لأحدهم قرار التجنيد فعليه تمزيقه، مضيفاً أن هناك غضبًا واسعًا من الأحزاب الدينية على وزير الحرب على هذا القرار، معتقدًا أن ذلك سيخلق توترًا في الأحياء التي يعيش بها اليهود المتدينين، إضافة لمواجهات مع الشرطة ومع أي جهة ستحاول تطبيق هذا القانون
وتابع أبو علان بأنهم لن يلتزموا بهذا القرار لأن المسألة بالنسبة لهم مبدئية فهم يعتبرن أنفسهم حراس التوراة ومن غير الضرورة ذهابهم للجيش، مما سيخلق أزمة بينهم وبين جهات إنفاذ القانون في دولة الاحتلال، مبينًا أن الأحزاب الدينية حتى الآن لم ترفع صوتها أكثر من اللازم وتحاول احتواء الموقف، وذلك دون التأثير على الحكومة لأن التحالف غير معني بانهيار الحكومة، ولكن إن وصلت الأمور لنقطة حرجة فالأحزاب الدينية مستعدة لتفكيك الحكومة من أجل هذه القضية
وأكد أبو علان أنه من الممكن جدًا أن تصل الأمور بالأحزاب الدينية لتفكيك الحكومة، فموضوع التجنيد عند هذه الأحزاب مسألة لا يُستهان بها، مفيداً بأنه قبل أن تصل الأمور لهذه المرحلة وعند سؤال الحاخامات عن هذا الموضوع فإنهم يقولون بأن طالب التوراة لا يقل أهمية عن قائد طائرة الf16 في الحرب، وإن كان الجيش يحقق انتصارات في الحروب فذلك بفضل من يدرسون التوراة ويُحافظون عليها.
وأشار إلى أن هناك العديد منهم من لا يدرسون التوراة ولا يذهبون للمدارس الدينية ويعملون، ولكنهم يسجلون أنفسهم بأنهم طلاب في المدارس الدينية ويتقاضون رواتب من الحكومة ويعملون، وهي طريقة التفافية للحصول على مزيد من الأموال من خزينة الدولة، مضيفاً أن الأحزاب الدينية مستعدة لحل الحكومة من أجل هذه القضية فهم لا يتنازلون عنها فهي المادة التي تُمسك بهذه الأحزاب، حيث قاعدتهم ثابتة دائمة في استطلاعات الرأي وذلك لأنهم يوفرون لهم ما يحتاجونه من فلوس وامتيازات والتزامات
وأردف أبو علان أن هناك غضبًا عارمًا تجاه اليهود المتدينين وعلى سياسة الحكومة تجاه هذا الأمر، وذلك لأنهم يرون أنهم في حرب وخسروا بها ما يقرب من لواء كاملاً ما بين قتيلاً ومصابًا ومعاقًا، وأصبحوا بحاجة لخمسة عشر فرقة جديدة في الجيش، وفي ذات الوقت اليهود غير المتدينين ” العلمانيين” هم من يتحملون عبئ التجنيد في الجيش في ظل عدم خدمة المتدينين.
ولفت إلى أن الحكومة تعمل على سن قوانين إعفاء المتدينين من الخدمة وتقوم في ذات الوقت بسن قانون تمديد الخدمة الإلزامية في الجيش ل36 شهر بدلاً من 32 وذلك من أجل تغطية النقص، وأيضاً هناك تعديل على قانون خدمة الاحتياط بزيادة مدته لعام ليصبح 46، بمعنى زيادة مدة خدمة الاحتياط لعام إضافي، فهي تقوم بتحميل عبئ الخدمة في الجيش وعبئ الحرب لأناس وأناس آخرين يحظون بامتيازات ولا يخدمون بالجيش، ولذلك هناك غضب واسع في المجتمع الإسرائيلي تجاه المتدينين ويخالفهم