هيئة التحرير
“كيف كانت تلك الليلة التي فقدت فيها عائلتك؟ أين كنت؟” كان هذا سؤال وضعته الصحفية وعد أبو زاهرة على حسابها، لتنهال عليها قصص الفقد والوجع، قصص مغمسة بألم لن ينتهى مدى الحياة، قصص فقد عائلات بأكملها بحسرة الوداع والبقاء وحيدًا فيما تبقى لك من الحياة
الصحفية آية شمعة تقول في ليلة الخامس عشر من شهر يناير، كانت رفقة شقيقاتها الأربعة يفترشن الأرض رفقة صغارهم في صالون منزلهم ظنًا أنه المكان الأمن، مضيفة أن ثانية واحدة فصلت بين تسامرها مع شقيقتها وضوء أحمر اخترق الغرفة، ومن ثم توالت الأصوات لتجد نفسها في قبر يضمها من كل الجهات والرمل والحجارة تملأ وجهها وفمها، وبقيت تتشاهد حتى سمعت صوت صغيرها يناديها وهو ما تبقى لها، فقد فقدت ابنيها وشقيقتيها الاثنتين
الفتاة آلاء أسامة تقول في الرابع والعشرين من شهر نوڤمبر وقبل ستة ساعات من إعلان الهدنة المؤقتة، قُصِف المنزل الذي نزحوا إليه، فاستشهد والدها وشقيقها وشقيقتها وما زالت جثامينهم حتى الآن تحت الأنقاض، كما استشهدت والدتها وشقيقتيها وأبناء شقيقها الاثنين وتم انتشالهم ودفنهم، إضافة لإصابتها عدة إصابات جعلت من حالتها خطيرة وعانت من فقد مؤقت للذاكرة فلم تعلم باستشهاد أفراد عائلتها سوى بعد مرور أسبوعين على ارتقائهم، كما وأصيبت شقيقتها وزوجة أخيها بإصابات متعددة أيضاً
تقول الفتاة ديما هاني أنها كانت برفقة عائلتها حينما قصفوا المنزل، فأخرجوها لتعلم أن كافة أفراد عائلتها باتوا شهداء، 18 شهيدًا وناجية وحيدة هي، وما زالوا تحت الركام حتى اليوم، مؤكدة أن وجعها عليهم متواصل كأنه اليوم الأول
الشاب أحمد المملوك أرفق صورته رفقة أطفاله الأربعة وقال بأنه مسافر منذ خمسة سنوات، ولم يرى زوجته وأطفاله من يومها، إلى أن أتاه الخبر المفجع باستشهادهم جميعاً، متمنياً لو كان معهم
دعاء عمر تقول بتاريخ 15/10 تركت عائلتها وعادت لمنزلها قبل استشهادهم بيومين، تصف تلك الليلة بأنها كانت مرعبة حيث القصف المتواصل، نامت ليلتها لتفيق الفجر وترى زوجها يجلس بقلق، ليخبرها بقصف العمارة التي تقطنها عائلتها واستشهاد أفراد عائلتها ” والديها وشقيقتيها وأطفالهم وشقيقها وزوجته وأطفاله” وتنجو طفلة وحيدة، حيث فقدت 15 فردًا من عائلتها وبقي 3 منهم حتى الآن تحت الأنقاض، ومن خرجوا ودُفنوا لم تستطع رؤيتهم أو حتى وداعهم
الشاب فارس أبو شيحة يقول في السابع من ديسمبر آتاه اتصال من جاره يخبره بقصف العمارة مطالبًا إياه بنشر مناشدة حتى يذهب الدفاع المدني للمكان، مضيفاً أنه لم يأتِ في مخيلته عائلته، ليتفاجئ بقصف عمارتهم وارتقاء 20 فردًا من عائلته” والده وأشقائه وشقيقته وأطفالها وعمه وأولاده وأطفالهم، مضيفاً أنه لم ينجو من تلك المجزرة سوى عمه وابنه البكر
الشاب خالد العسكري أرفق صورة تجمع شهداء عائلته قائلاً بأنه كان بجانبهم تحت الأنقاض، فنجى هو وابنه فقط وارتقى ما تبقى من عائلته، ” والديه وزوجته وأطفاله الستة”
تقول الفتاة أسماء أن ليلة الخامس من نوفمبر كانت غريبة حيث انقطعت فيها الاتصالات، فضلت تردد ( اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه ) حيث هي تسكن الأردن وعائلتها بغزة لتنام ليلتها برعب، حتى فاقت على اتصال من ابن عمها بالضفة، لتفزع وتبدأ بسؤاله ما الذي يجري حتى أجابها بأنهم قصفوا منزل شقيقها، لتسأله من استشهد فلم يُجيب، فتعيد سؤاله حول من بقي على قيد الحياة ولكنه لم يُجيب، لتسأله مجددًا كلهم استشهدوا؟ لينخرط ببكاء مجيبًا الله يرحمهم، مضيفة أنها أجابت ب ” الحمد لله، فهذا ما كانت تريده والدتها إما أن يعيشوا سوية أو يموتوا سوية، حيث ارتقى “والديها وأشقائها الاثنين وأطفالهم، وشقيقتيها وزوج شقيقتها وطفلها”، مؤكدة أنه منذ ثمانية أشهر يمر كل يوم أصعب مما قبله