تسنيم دراويش
في الوقت الذي يستلهم فيه فنانو إعادة تشكيل الحجارة العالميين لوحاتهم عن طريق المشي على الشواطئ واختيار الحجارة بناء على ما يجول بخاطرهم، تضطر المهندسة المعمارية زينب القواسمة من مدينة الخليل لشراء حجارة الشواطئ المسلوبة، لتشكل لوحات برائحة شواطئ البلاد لتخليد قضية الفلسطينيين وذكرياتهم.
باستخدام الحجارة والصَدف استطاعت القواسمة تأسيس مشروع لتشكيل اللوحات الفنية المتمثلة في إطارات لتزين البيوت والمكاتب لتخليد الذكريات، حيث تنقسم لوحاتها لقسمين بناء على المحتوى الأول مخصص للإطارات المرتبطة بالقضية الفلسطينية التراثية والوطنية، للتذكير بحق الفلسطيني بأرضه وتكون ذات إيحاء بالتراث والبلدات القديمة والرموز الفلسطينية كغصن الزيتون ومفتاح العودة، فيما خصصت القسم الثاني للمناسبات الاجتماعية “كالتخرج، والميلاد، والزواج، والهدايا، للمناسبات السعيدة بشكل عام”، وذلك لأن الشعب الفلسطيني محب للحياة والاستمرارية
اختارت زينب الحجارة كونها رمز الصمود للشعب الفلسطيني، ورغم قساوتها وحدتها إلا أنها تتحول لشيء يضج بالحياة بمجرد إدخالها في حرفة إبداعية، وأكثر ما يميز الحجارة هو مرونتها عند التعبير عن الشخصيات فكل شخص يرى الحجارة بطريقته الخاصة، وفق ما تقوله القواسمي
“صنع بحب ” ليست مجرد عبارة عابرة، فبحسب القواسمة إن أكثر ما يميز أصحاب العمل اليدوي، هو حبهم لعملهم ومن الصعب إيجاد هذا الشيء لدى العاملين الآخرين، وهذا ما يخفف على صاحب المشروع أي صعوبات.
وعن أقرب القطع لقلبها تقول إنها القطع التي يعطيها طالبها حرية تصميمها، لتتمكن من وضع العناصر بالطريقة التي تناسبها لتخرج بنتيجة مرضية لكلاهما، وغالبًا ما تكون هذه القطع مرتبطة بالقضية الفلسطينية، فيما تبين أن أجمل لحظات المشروع تكون عندما تُسلم القطع لأصحابها وتسمع رأيهم بها واصفة تلك اللحظة ب “لحظة تُضيعُ كل تعب العمل “
القواسمة أكدت على استمرارها في عملها اليدوي واستحالة تركه، لأن توفر عدة مصادر للدخل أمر ضروري، كما أنها تطمح للوصول لمرحلة يصبح فيها مشروعها هو الداعم الاقتصادي الأول لها كما هو الآن الداعم الأول لإبداعها، مشجعة أصحاب المشاريع الصغيرة على أخذ الخطوة الأولى خاصة في ظل التطور التكنولوجي الذي سهل هذه الخطوة، مشيرة إلى أنه من الطبيعي جداً أن يكون هناك صعوبة بالبداية لكن مع الوقت ونتيجة العمل المستمر و دعم الأهل والأصدقاء لصاحب المشروع فإنه ينجح.