هيئة التحرير
شهادات مروعة قدمها جنود من جيش الاحتلال خدموا في معتقل “سديه تيمان” حول الاعتداء والتعذيب والتنكيل بحق الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا من مناطق مختلفة من قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، شهادات تضمنت تفاصيل الاعتداء والضرب حتى تكسير العظام والتفتيش العنيف المتكرر بشكل يومي لمدة طويلة.
ايدي مقيدة وعيون مغطاة !
يقول جندي الاحتياط “ت” في شهادته لصحيفة ” هآرتس” أنه تواجد في المعسكر ل20 يوماً فقط، كان هناك تسعة مخازن وبكل منها بين 50 إلى 100 معتقل، باستثناء المخزن الخاص بالقصر، الذي كان فيه بين عشرة إلى عشرين، وكان الجميع يرتدي نفس الملابس بنفس اللون ويرتدون الصنادل وحصيرة رقيقة لكل منهم، مضيفاً أنهم يُمنعون من الاستلقاء نهاراً أو الجلوس ليلاً، ويجب عليهم طلب الإذن إذا أرادوا الوقوف، وطيلة الوقت مقيدين وعيونهم مغطاة.
صرخات قوية جدا
الجندي أضاف أنه كان يسمع الصرخات وكانت قوية جداً، وكانت الكلاب تأتي وتقفز عليهم وتخدشهم، إضافة إلى أنه في كل مرة يأتون للتفتيش كانوا يطلقون قنبلة غاز في الزنزانة،وكانوا يأخذون عدد من الأسرى إلى زاوية معينة ويبدأون بتفتيشهم بطريقة عنيفة جداً ولوقت طويل بصل لساعة ونصف، ومن ثم يقومون برميهم على الأرض ولا يستطيع أحد إخراج صوته، مستذكرًا تعمدهم الاعتداء بالضرب على أحد الأسرى بشكل متكرر وكثيف ويتذرعون بحجج عديدة لضربه بحجة مشاركته في السابع من أكتوبر، مفيداً أن الأشد من التعذيب بالضرب هو بقاء الأسرى مقيدين طوال الوقت دون القدرة على الرؤية أو الحركة.
من أجل التصوير!
جندي الاحتياط في الشرطة العسكرية “أ” الذي خدم في وحدة استقبال الأسرى في سديه تيمان، يقول إن الأسرى كانوا يَصِلون مقيدين بأيديهم، أحيانًا بملابس وأحيانًا فقط بملابس داخلية، أو شيء ما يغطي الأعضاء التناسلية، مشيراً إلى أنهم كانوا يُنزلونهم من الحافلة ويسألونهم أسئلة أساسية ويزيلون الغطاء عن أعينهم لعدة لحظات فقط من أجل التصوير.
عنف شديد !
وأضاف الجندي أن العنف الشديد بحق الأسرى كان يحدث في عمليات التفتيش، حيث كانوا يُخرجون عشرة أشخاص من الزنزانة، يأخذونهم إلى مكان مخفي، ويضربونهم ضربًا مُبرحًا، فكانت الضربات شديدة لدرجة أنه في كل مرة كانت تنكسر فيها العظام والأسنان، مفيداً أن ستة أو سبعة أشخاص كانوا يتجمعون حول أسير ويقومون بضربه وركله وصفعه ولكمه حتى يَمِلون.
وصلوا مصابين !!
الطبيب “د. ل” أكد في شهادته أنه وصل إلى المرفق الطبي بالمعسكر وكان هناك بالخيمة حوالي عشرين مريضاً مقيدين بأيديهم وأرجلهم بأسرة حديدية قديمة وكانت عيونهم مغطاة بشكل دائم، مشيراً إلى أنه هناك أسرى وصلوا بعد عمليات جراحية كبيرة أو مصابين، وكانوا بحاجة لأن يكونوا في العناية المشددة وليس بالمعسكر.
تسمم دموي !
واستعرض الطبيب حالة أحد الأسرى المرضى الذي كان يعاني من تسمم دموي ” التهاب الدم” وكان بحالة حرجة ويجب أن لا يبقى من المعسكر، مشيراً إلى أن الأمر بالنسبة له لم يكن مزعجًا حيث كان هناك عملية نزع إنسانية كاملة، بحيث لا يتم التعامل معهم كأنهم بشر، فهم لا يتحدثون ولا يتحركون
مثل حدائق الحيوانات !
بدوره جندي الاحتياط ” ن” يقول إن الأسرى كانوا داخل مخزن كبير، مع سقف وثلاثة جدران من حوله في الجدار الرابع كان هناك سياج مزدوج وقفلان، مثل تلك التي توجد في حدائق الحيوانات، مشيراً إلى الأسرى كانوا يجلسون في ثمانية صفوف، في كل صف حوالي ثمانية أسرى، وفي كل مخزن يوجد 70 أسيراً وفي الآخر حوالي 100، مشيراً إلى أن الأسرى يجب أن يجلسوا ولا يمكنهم النظر أو التحرك أو التحدث وإذا خالفوا القواعد، يمكن معاقبتهم.