loading

“عوفر” معسكر آخر يواجه به أسرى غزة الموت

هيئة التحرير

ليس وحده معسكر ” سديه تيمان” الذي يواجه فيه أسرى قطاع غزة الموت جراء التعذيب والتنكيل بهم، فهم يواجهونه في كافة تواجدهم في سجون الاحتلال، ووفق شهادات حية من سجن عوفر فإن الأسرى يتعرضون لجرائم تعذيب ممنهجة وغير مسبوقة وفق هيئة شؤون الأسرى

ووفق شهادة الأسير ” غ.و” لمحامي هيئة الأسرى فإنه أكد تعرضهم لعمليات تعذيب وإذلال وضرب، مبينًا أن الاحتلال أقدم على تجريده من ملابسه، ونقله إلى شاحنة بعد تقييد يديه للخلف وتعصيب عينيه، وتم الاعتداء عليه وعلى كافة المعتقلين الذين تم احتجازهم معه، ثم تم نقلهم إلى ساحة مسقوفة (زينكو) وفق وصفه، وأبقى الاحتلال على احتجازه فيها لمدة مئة يوم إلى جانب العشرات من المعتقلين

وأضاف أنّه وعلى مدار المئة يوم، كان الأسرى يتعرضون للضرب لمجرد أي حركة تصدر عن أحدهم، وكانوا يُبقُونهم مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين، أو عليهم الجلوس على أقدامهم أو على بطونهم، إضافة للشبح لساعات طويلة، مشيراً إلى أنه وخلال التحقيق معه تعرض لمحاولة الخنق بالمياه الموجودة في كرسي الحمّام، إضافة للشبح لساعات.

ويقبع اليوم الأسير في معسكر (عوفر)، وهو أحد المعسكرات التي أقامها الاحتلال لاحتجاز معتقلي غزة، إلى جانب عدة معسكرات وسجون أخرى يقبع فيها معتقلو غزة، وتتبع إدارة هذا المعسكر إلى جيش الاحتلال، ووفقًا لعدة زيارات جرت لمعتقلي غزة فيه، فإن كل غرفة تضم على الأقل 20 أسيراً يتعرضون لعمليات تعذيب وإذلال وتنكيل وضرب.

وروى أحد المعتقلين للمحامي أنّ إدارة السّجن أقدمت قبل أيام على قمع الزنزانة المحتجز فيها، بعد أن أخفى المعتقلون شرحات من الخبز، واستمرت عملية القمع لعدة ساعات، واستخدمت القوة خلالها أسلوب (ثني اليد والضرب المبرّح على الكتف والأصابع)؛ مما تسبب بكسر يد أحد الأسرى، وكسر أنف معتقل مسنّ.

وبينت هيئة الأسرى أن زيارات المحامين للأسرى تتم تحت مستوى عالٍ من الرقابة، ووفقاً للمحامي الذي نفّذ عدة زيارات مؤخراً لمعتقلي غزة في معسكر (عوفر)، أنّ الزيارات تتم تحت مستوى عال من الرقابة المشددة، حيث غالبية المعتقلين الذين تمت زيارتهم رفضوا إعطاء أية تفاصيل عن ظروف احتجازهم، وكانت علامات الخوف والرهبة واضحة عليهم، فأحد الأسرى رفض الحديث عن أي شيء، وذلك خوفاً من تعرضه للضرب وفقط ما ذكره أنّه يصاب برجفة شديدة ولساعات طويلة بعد تعرضه لأي اعتداء.

واستعرضت هيئة الأسرى أبرز الجرائم التي عكستها شهادات أسرى غزة على مدار الفترة الماضية منها “ممارسة جريمة الإخفاء القسري، واستخدامهم دروعًا بشرية لفترات طويلة خلال العمليات العسكرية البرية، وممارسة جرائم التعذيب بحقّهم عبر عدة مستويات مختلفة منها الصعق بالكهرباء، والشبح، والتقييد المتواصل، والضرب المتكرر الذي تسبب بكسر أطراف العديد من المعتقلين، واستخدام الكلاب البوليسية خلال عمليات الاعتداء.

إضافة إلى ممارسة الجرائم الطبيّة الممنهجة بحرمانهم من العلاج بشكل أساسي، وإجراء عمليات جراحية دون تخدير، وبتر أطراف معتقلين نتيجة لعمليات التقييد المستمرة، وأيضاً ممارسة جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية بمستوياتها المختلفة، وممارسة جريمة التجويع بحقهم، وأيضاً إجبار المعتقلين على التلفظ بكلمات حاطة من كرامتهم، وتمس بعائلاتهم، وكذلك إجبارهم على الجلوس بوضعيات معينة تسبب لهم آلام شديدة وبهدف إذلالهم، كما أنه لا يُسمح لأي معتقل الحديث مع أي معتقل آخر، ومن يتحدث يتم الاعتداء عليه بالضرّب المبرّح، وأيضاً حرمانهم من ممارسة أي شعائر دينية.

وجددت مؤسسات الأسرى مطالبتها المستمرة للمنظومة الحقوقية الدولية بأن تستعيد دورها الذي وُجِدَت لأجله، وأن تخرج من حيز الاكتفاء برصد جرائم الاحتلال وإعلان المواقف والدعوات، إلى حيز آخر ينتصر لقيم العدالة الإنسانية، والتي تبدأ بمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم الممنهجة المستمرة، في إطار حرب الإبادة المستمرة بحقّ شعبنا في غزة، والوجه الآخر لها والمتمثل بجرائم التعذيب والانتهاكات الجسيمة بحقّ الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة