هيئة التحرير
حروب متكررة عاشها قطاع غزة بدءاً من حرب عام 2008 وانتهاءً بالحرب المتواصلة على القطاع منذ شهر أكتوبر المنصرم، حروب خلفت أعدادًا كبيرة من الشهداء والدمار الذي طال حتى مقابرها، ونظراً لأعداد الشهداء المرتفع أدى ذلك لمأساة ربما تكون غير ظاهرة كثيرة للعيان وهي ” قلة المقابر وسط تكدس وارتفاع أعداد الشهداء والمتوفين” ما خلق مشكلة كبيرة بات يعاني منها أهل القطاع وظهرت جليًا خلال هذا الحرب، وهو ما أدى لارتفاع وجود المقابر الجماعية
المؤذن سعدي بركة والذي يعمل أيضاً حفارًا للقبور بَين في حديث ل” بالغراف” أن المقابر أضحت خلال هذه الحرب ثلاثة طوابق حيث باتوا يدفنون الميت فوق الميت، وذلك بسبب القصف المتواصل، مشيرًا إلى أن أيام النازية لم تشهد شيئًا مثل هذا، مؤكدًا أنه بنفسه دفن أكثر من 21 ألف شهيد من مناطق مختلفة من القطاع منها من “الزُهرة، وجحر الديك، و المغراقة، والبريج، والمغازي، والمواصي، ورفح وخانيونس”
وتساءل بركة إن لم تكن بلدية دير البلح متواجدة فما الذي كان سيحصل للشهداء، مبينًا أنه كان يوجد مقبرتين في دير البلح وثلاثة مقابر وسط دير البلح، ومقبرتين شرقي دير البلح، أما في المنطقة الوسطى فأفاد بأن كافة القبور ممتلئة ولا يستطيع الأهالي الذهاب شرقاً لدفن الشهداء نظراً لحالة القصف المتواصلة، متابعًا بأنه في المقبرة الوسطى فالقبور باتت ثلاثة طوابق حتى يستطيعون دفن الشهداء وتكون بنفس الوقت على وجه الأرض
وأكد بركة أن الجميع بات يُدفَن في مقابر جماعية مجاناً باستثناء من يريد قبر لوحده، مستعرضاً مشكلة نقص الأحجار ودفن الشهداء في الرمال حيث لا يوجد إلا القليل من الأحجار لقليل من القبور، مشيراً إلى أنه من رفح وحتى بيت حانون فالشهداء يُدفنون في الرمل دون الأحجار، مفيداً بوجود قبور جماعية وأن أكبر قبر جماعي قام بدفنه هو ل 137 شهيد كل شهيد بجانب الآخر، حيث أنهم يقومون بتغطيتهم بزينكو ودفنهم
من جانبه يقول النازح محمد عبد الله أن من أكثر الصعوبات التي يواجهونها في حفر القبور هو عدد الشهداء الضخم في كل مجزرة يرتكبها الاحتلال الصهيوني، إضافة لضيق المقابر وقلة أعدادها وتكدسها بالموتى و الشهداء، مؤكداً أن هناك صعوبة كبيرة يجدونها في العثور على مساحة فارغة يستطيعون حفر قبر فيها لشهيد أو شهيدين، مشيراً إلى أنه من الصعب جداً قيامهم بدفن العدد الهائل من الشهداء في مقابر محدودة، حيث مثلاً في المنطقة الوسطى يوجد بها ثلاثة مقابر فقط
واستذكر عبد الله المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق عائلة أبو معلى والتي راح ضحيتها ثمانية شهداء، حينها اضطرهم الأمر لدفنهم جميعاً في قبر واحد نظراً لقلة المقابر، مشيراً إلى أنهم وخلال حفرهم للقبر وجدوا عظام قديم وهذا يدلل على عدم وجود مكان لدفن الشهداء بسبب وجود تكدس بعدد الشهداء والموتى في المقبرة، ما يضطرهم لوضع عدد شهداء أكثر في قبر واحد حيث يضطرون لوضع عشرة أو خمسة عشر شهيد في قبر واحد وهذا شيء خاطئ