هيئة التحرير
“وين بدنا نروح، فش ولا مكان نروح عليه” كانت هذه جملة صرخت بها إحدى السيدات وسط قطاع غزة مع ازدياد طلبات إخلاء قوات الاحتلال للمواطنين في قطاع غزة في شماله ووسطه وجنوبه، حتى بات لا يوجد أي مكان في قطاع غزة آمنًا ولو للحظات قليلة
منذ بدء العدوان على غزة لجأ الاحتلال لسياسة تهجير المواطنين من منازلهم سواء بإلقاء المنشورات التي تطالبهم بالإخلاء والنزوح أو بالاتصالات الهاتفية التي تطالبهم بالذهاب إلى أماكن قال عنها أنها آمنة، وتكون كل تلك المنشورات أو الاتصالات متبوعة بقصف عنيف جوي وبري وبحري لأماكن سكنهم، إلا أنه ومع مرور الوقت أثبت قصف الاحتلال للأماكن التي ادعى أنها آمنة أن لا مكان آمن في قطاع غزة وأن كافة مناطق القطاع مستهدفة وكل حجر وبشر مستهدفين
صباح أمس ارتكب الاحتلال مجزرة في مدرسة صلاح الدين بمدينة غزة ما أدى لارتقاء 4 شهداء وإصابة العشرات، وفق المكتب الإعلامي الحكومي، الذي أكد أن جيش الاحتلال يستبق قصف أي مدرسة ببيانات جاهزة لا أساس لها من الصحة، ومشيرًا إلى أن لدى الجيش الإسرائيلي خطة لتصفية وإبادة الشعب الفلسطيني، كما أنه يلجأ لسياسة التجويع ومنع إدخال البضائع، ومبينًا أن هذه هي المدرسة
العاشرة والتي تستخدم كمركز إيواء يقوم الاحتلال بقصفها منذ مطلع الشهر الجاري، مطالبًا المجتمع الدولي بوقف استهداف المدنيين في غزة، ومناشدًا بضرورة إنشاء مستشفيات ميدانية في محافظة غزة ولكن دون جدوى.
تعتبر المدارس إحدى مراكز الإيواء الرسمية التي يستخدمها النازحين في غزة على اعتبار أنها مراكز آمنة، إلا أن الاحتلال استهدف العديد من المدارس التي أدت لارتقاء مئات الشهداء وإصابة المئات أيضاً حتى بات أهل غزة يتساءلون إلى أين عليهم الذهاب، فكل مكان يذهبون إليه يقوم الاحتلال باستهدافه سواء كانوا في منازلهم أو في المدارس أو في المستشفيات أو في المساجد أو حتى في خيام النايلون التي لا تقيهم لا برد الشتاء ولا حر الصيف
وكالة الأونروا المسؤولة عن المدارس أكدت في أكثر من بيان أنها ترسل إحداثيات المدارس التابعة لها والتي تستخدم كمراكز للإيواء لحيش الاحتلال بشكل دائم حتى لا يقوموا باستهدافها، فيما أفاد الناطق باسم الأونروا في تصريحات صحفية اليوم أن المدارس التابعة للوكالة يفترض أن تكون محمية وفق القانون الدولي، ومشددًا على أن لا مكان آمن في قطاع غزة، متسائلاً عن أي مكان يمكن للأهالي الذين كانوا بالمدرسة الذهاب إليه، ومشيرًا إلى أن غياب المساءلة سابقة خطيرة ويشجع على الاستمرار في ما يتم اقترافه
وكانت وكالة الأونروا قد أعلنت في وقت سابق تدمير الاحتلال لأكثر من 190 مدرسة ومركزا للإيواء كلياً أو جزئيًا، بمختلف أنحاء قطاع غزة منذ اندلاع الحرب، ما أدى لارتقاء أكثر من 530 نازحًا في مراكز إيواء الأونروا، إضافة لارتقاء لـ195 من موظفي الوكالة
أطفالًا ونساء يرزخون في الطرقات بلا أي شيء يصرخون متسائلين أين يمكنهم الذهاب، فكل مكان يذهبون إليه يصبح مستهدفًا ويقوم الاحتلال بقصفه، تلك سيدة تبكي بقهر متساءلة حول أين يمكنها الذهاب فكل مكان أصبح يُضرب بالقنابل، وذلك طفل يبكي أيضاً يسأل عن مكان آمن يذهب إليه، حالهم حال ما يقارب مليوني نازح في غزة لا يعرفون أين يذهبون، فيما يواصل الاحتلال إلقاء أوامر الإخلاء على المواطنين كان آخرها اليوم إلقاءه لمناشير إخلاء في دير البلح وسط قطاع غزة، حتى باتت غزة بلا أي مكان آمن فطائرات الاحتلال تقصف الحجر والشجر والإنسان والحيوان