loading

جنين تحت النار

هيئة التحرير

خمدت أصوات الحياة في مدينة جنين ومخيمها منذ أربعة أيام فيما علا صوت القتل والدمار الذي يمارسه الاحتلال في عمليته العسكرية المتواصلة

” هذه جنين يا مجانين” تلك مقولة يقولها أي فلسطيني حينما يُسأل عن جنين، فلطالما نهضت هذه المدينة بعد تدميرها، ولطالما أنجبت بعد قتل شبابها، ولطالما صمدت في وجه مخرز لا يتوقف عن الهدم والقتل والتدمير 

منذ إعلان الاحتلال إطلاق عملية عسكرية في مدن شمال الضفة، ومدينة جنين ومخيمها يرزخان تحت حصار الاحتلال، ولم تسلم حتى المستشفيات فالاحتلال ما زال يحاصر مستشفيات ابن سينا التخصصي ومستشفى جنين الحكومي ولا يُسمح لا بالدخول ولا الخروج ويعرقل عمل الطواقم الطبية بشكل كبير، فيما يعاني أهالي المخيم والمدينة جراء هذا الحصار وعدم السماح لهم بالخروج للحصول على احتياجاتهم 

 مدير مستشفى جنين الحكومي د. وسام بكر قال في تصريحات صحفية إن قوات الاحتلال تحاصر المستشفى وتعرقل حركة سيارات الإسعاف وتقوم بتفتيشها، مضيفاً أن المرضى بأمراض مُزمِنة يعانون في ظل عرقلة وصولهم للمستشفى

وأفاد بكر أنه وبسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي عقب تدمير الاحتلال لخط الكهرباء المزود للمستشفى، ونتيجة لعمل المولدات الكهربائية لأربعة أيام متواصلة والأحمال الرئيسية تفوق قدرة المولدات، فإنهم عملوا على دمج عدة أقسام مع بعضها وإيقاف التكييف وتشغيل محطات الأوكسجين جزئياً.

وأوضح أنه تم إيقاف العمل في قسم غسيل الكلى بعد أن تم  التنسيق للمرضى مع وزارة الصحة والمحافظة وإقليم حركة فتح ونقابة النقل وتأمين وسائل نقل مجانية إلى المراكز الطبية في نابلس لحين الانتهاء من الأزمة الحالية

14 شهيدًا ارتقوا في مدينة جنين منذ ثلاثة أيام وسط عرقلة لعمل الطواقم الطبية، فقد قامت قوات الاحتلال اليوم بإطلاق النيران تجاه سيارة إسعاف رغم القيام بتنسيق مسبق يسمح لها بالدخول للمخيم وفق ما قالته جمعية الهلال الأحمر، إضافة إلى التضييق على عمل الصحفيين ومنعهم من التغطية كما وجرى إطلاق النار على مجموعة من الصحفيين بالأمس خلال محاولتهم تغطية الاقتحام المتواصل 

وشهدت الأيام الماضية إجبار الاحتلال عددًا من الأهالي على النزوح من منازلهم من الحي الشرقي لمدينة جنين، إضافة لعدد من الأهالي أجبرهم الاحتلال اليوم على النزوح من المخيم، مع استمرار الاحتلال في مداهمة المنازل وتدميرها واعتقال عشرات الشبان، هذا جنبًا إلى استمرار جرافات الاحتلال بتدمير البنية التحتية في المدينة والمخيم ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي والمياه إلى جانب التشويش على خدمات الاتصالات والانترنت وانقطاعها لفترة من الزمن عقب تدمير شبكات الاتصالات والكهرباء والمياه 

وفق محافظ محافظة جنين كمال ابو الرُب فإنه ما يزالون يعملون على القيام بهدنة إنسانية لعدة ساعات خاصة في ساعات النهار، وذلك ليتسنى للأعالي المحاصرين منذ أربعة أيام من الحصول على احتياجاتهم وخاصة الأدوية للمرضى، إلى جانب حصولهم على المواد الغذائية نتيجة نفاذها من منازلهم جراء استمرار الاقتحام 

ومنذ أمس نفذت عددًا من قرى وبلدات جنين حملات إسنادية لجمع المساعدات الغذائية والطبية للأهالي في مخيم جنين والمدينة، ولاقت هذه الحملات تفاعلًا كبيراً من الأهالي الذين ما لبثوا وهبوا للتبرع بما يستطيعون من مياه وخبز ومواد تموينية يحتاجها أهل المدينة والمخيم 

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة