هيئة التحرير
شهد جسر الكرامة صباح اليوم عملية إطلاق نار نفذها السائق الأردني ماهر الجازي، أدت لمقتل ثلاثة جنود وفق ما أعلنه جيش الاحتلال، الذي باشر بتشديد الإجراءات على الجسر وإعلان إغلاقه بالاتجاهين حتى إشعار آخر، مع إعادة الشاحنات التجارية والمسافرين أيضاً، فما تداعيات هذه العملية؟!
المختص بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي قال في حديث ل “بالغراف” أن ردة الإعلام الإسرائيلي كعادتها أرجعت سبب حدوث العملية للتحريض، إضافة إلى أن الإعلام العبري أعاد نشر الأرشيف وتصريحات أبو عبيدة ودعوته الأردنيين للتحرك ومناصرة الفلسطينيين، مشيراً إلى أن تحليلات الإسرائيليين بينت أن المجتمع الأردني بمعظمه فلسطيني وهو أكثر من تحرك شعبياً في ظل الحرب وما يرتكبه الاحتلال في فلسطين
وبين البرغوثي أن الإعلام العبري تناول أيضاً قضية الحدود الأردنية كونها أكثر الحدود التي يحدث بها اختراقات وتهريب للأسلحة النوعية، كما أنهم تناولوا الإخفاق الذي حدث في هذه العملية وكيفية دخول المنفذ مع السلاح، مضيفاً إلى أنهم قاموا بربطها بما يحدث في الضفة الغربية وتوسع جبهتها، مع القلق الشديد من عمليات التهريب من الأردن للضفة التي تساهم في حدوث عمليات نوعية بها
وحول ردة فعل قادة الاحتلال أوضح البرغوثي أن ردة فعل نتنياهو تحريضية ولكنه يتجنب التحريض بشكل مباشر بما يؤثر على العلاقات مع الأردن، فيما ردة سموتريتش وبن غفير ربما تكون تحريضية ولكن بالاتفاق مع نتنياهو ربما يخففون من اللهجة ويتجنبون الإشارة للأردن ويركزون على ما يسمى بالتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما تم الإشارة إليه.
وتابع بأن كافة ردود الأفعال لا تتحدث عن أن ما تقوم به إسرائيل هو الذي يؤدي إلى ذلك، ولكنهم يركزون على الأسباب المرتبطة بالتحريض وبإيران والحرب على غزة، دون لوم أنفسهم ولو لثانية بأن المحرك الرئيسي لكل ما يحدث على الأرض هو سببه الاحتلال وممارساته
التطبيع لم ينجح مع أي بلد عربي
وحول تداعيات العملية بين المحلل السياسي نهاد أبو غوش في حديث ل ” بالغراف” إن إسرائيل ستشدد وتفرض قيودًا على المواطنين الفلسطينيين والزوار وعلى الجسور وربما تعمد إلى إجراءات انتقامية أيضاً، ولكنه في المدى البعيد فهو بلا شك يعبر عن طبيعة المشاعر المحيطة بالعالم، مشاعر العرب والمسلمين وكل البشر إزاء الفظائع والجرائم التي ترتكبها إسرائيل وهذا دليل على أن أفعالها تستفز هذا العالم.
وأكد أن منفذ العملية بلا شك هو إنسان عادي بلغ به منسوب القهر والغضب ما بلغه من كثرة ما يُشاهد من فظائع وانتهاكات وجرائم واستفزازات تطال كل شيء في فلسطين سواء من استيطان للأراضي والانتهاكات في المقدسات، وكل هذا بلا شك يدفع أي شخص سواء كان عربي أو مسلم أو حتى غير مسلم وغير عربي لاتخاذ موقف ضد هذه الوحشية الإسرائيلية.
وأفاد بأن هذا يعزز العزلة الدولية حول اسرائيل ويُظهرها كدولة مارقة ويؤكد أن التطبيع لم ينجح مع أي بلد عربي او إسلامي في ظل استمرار الاحتلال وارتكابه للفظائع، مشيراً إلى أنها ستدفع أثمان غالية ليس فقط في المدى المباشر من قتلى وجرحى، بل في المدى الاستراتيجي من عزلة وتبديد أي فرص حقيقية لإنجاز السلام مع المحيط العربي والإسلامي
فيما بين البرغوثي أنه كون جزء من المسؤولية للعملية تقع على إسرائيل خاصة أنها حدثت في منطقة سيطرتها، فإغلاق المعابر هو ردة الفعل المؤقتة إضافة إلى أن المدة التي سيتم الإغلاق فيها غير محددة، مشيراً إلى أنه ربما يحصل تغيير في الإجراءات المتعلقة بدخول كافة من يعمل بالمعابر من فلسطينيين و أردنيين، وأيضاً تشديد الإجراءات أو إتخاذ إجراءات أخرى، مؤكداً أنه لم يصلوا لمناقشة هذه الجوانب حتى هذه اللحظة، مشيراً إلى أنهم يدركون أن ما تقوم به إسرائيل في الضفة والأقصى وانتهاك الوضع القائم بالاقصى، له تأثير على ردة الفعل الأردنية وهو ما أوصل لهذه العمل
تقليل الاحتكاك المباشر لمنع تكرار الحدث!
أما في يخص إجراءات الاحتلال أوضح البرغوثي أنه تقنيًا من الصعب معرفة الإجراءات التي سيقومون باتباعها على المعبر، ولكن من الممكن أن يقوموا بتشديد الإجراءات على الداخل من الأردن لتجنب تكرار مثل هذه الأحداث، وزيادة الإجراءات التي تمنع الاحتكاك المباشر بين السائقين وقوات الاحتلال وعناصر الأمن والعاملين في المناطق الحدودية والتي بها حركة تجارية، حيث سيعملون ربما على تخفيض الاحتكاك المباشر وزيادة التفتيش لتجنب تكرار ذلك، مشيراً إلى أنهم ربما سيقومون بزيادة نشر مزيداً من القوات، مؤكداً أن القرار يكون قرار أمني ومن الصعب توقع هذه الإجراءات
فيما أفاد أبو غوش أن إسرائيل تسيطر سيطرة كاملة على المعبر ولكن أي سيطرة مهما كانت شدتها وقوتها لا يُمكن لها أن تضمن الأمن والسلام 100%، فالعمليات في الأراضي المحتلة وأيضًا التي وقعت في الحدود المصرية من جنود مصريين وعلى الحدود الأردنية، والحرب على الحدود اللبنانية ومع اليمن، هذه كلها أسبابها سياسية وليست أمنية وعلاجها ليس علاج أمني مهما اخترعت إسرائيل مزيداً من القيود والتضييقات على الشعب الفلسطيني
وتابع بأن من يريد تنفيذ أي شيء سيجد الوسيلة التي تمكنه من ذلك حيث الناس التي يملؤها الغضب والقهر موجودة في فلسطين وفي كل مكان وليس بالضرورة أن يأتي الخطر من خارج الحدود، وهذه العملية تذكر أيضاً بعملية الخليل، حيث إن توفرت الإرادة تصبح الوسيلة سهلة بعد ذلك، مؤكداً أن المهم في الموضوع أن إسرائيل التي تتوهم بأنها قادرة على الاستفراد بالفلسطينيين وحسم الصراع معهم بالقوة، تفشل نظريتها بهذا الاستفراد وها فلسطين تجد لها أنصار في كل مكان من العالم العربي والإسلامي وفي كل العالم أيضاً