loading

عام دراسي جديد بلا غزة

هيئة التحرير

لا طوابير صباحية ولا صفوف دراسية ولا صخب حياة صباحي يعج بالأهالي وهم يرافقون أطفالهم للمدارس، فصوت الحرب أعلى ووجع الفقد أعم وشعور الحزن والألم مسيطر، هذا حال أطفال غزة مع افتتاح العام الدراسي الجديد في فلسطين، عام دراسي يبدأ وسط حرب متواصلة منذ أحد عشر شهرًا ووسط عام دراسي سابق حُرِموا منه بعد شهر واحد من بدئه.

في مثل هذا اليوم من العام الماضي كانت مدارس غزة تَعمُرُ بأطفالها وطلابها، تغمرهم فرحة العودة وهم مصطفين في طوابير الصباح مرددين تحية العلم ومحتفين برؤية أصدقائهم، لكن المشهد هذا العام مختلف فعشرات المدارس باتت رُكامًا وأخرى باتت مدمرة بشكل جزئي وبعضها خاوٍ من منفس حياة، وبعضها مكتظ بالنازحين الذين فروا من منازلهم محتمين بالمدارس على أنها مراكز آمنة لكنها قُصِفت على رؤوس ساكنيها 

وإن تساءل أحدكم عن حال الطلبة فآلاف الطلبة ارتقوا شهداء والآلاف أصيبوا بإصابات بالغة أدت لبتر أجزاء من أجسادهم، وآلاف منهم يُتموا بعد ارتقاء أفراد عائلاتهم  وبقيوا وحدهم لا أحد لهم، وبدل طوابير الصباح المدرسية باتوا يقفون في طوابير للحصول على الماء وطوابير للحصول على طعام وطوابير للحصول على الغاز، وطوابير لا تنتهي للحصول على الحاجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، وبعضهم بات مسؤولاً عن أشقائه الصغار، فلا عجب أن ترى طفلاً يبلغ من العمر أحد عشر عامًا يرعى شقيقه ذو الأربع سنوات لأن والدتهم ارتقت، أطفال حُرِموا من الحياة ومن حاجياتها الأساسية في عمر كان من المفترض أن يعيشوه بأفضل حال ممكن

600 ألف طالب وطالبة سيُحرمون من التعليم للعام الثاني على التوالي في ظل استمرار الحرب، فيما سيحرم 58 ألف طالب وطالبة من الالتحاق بالصف الأول الأساسي، ومع استمرار قصف الاحتلال ارتقى أكثر من ألف طالب مدرسي وأصيب أكثر من 15 ألف طالب وطالبة، إضافة لارتقاء أكثر من 400 شهيد من الكادر التعليمي في المدارس وإصابة أكثر من 2000، فيما تعرضت 124 مدرسة حكومية لأضرار بالغة منها 62 مدرسة تعرضت للتدمير بشكل كلي، كما وتعرضت 126 مدرسة حكومية للقصف والتخريب، إضافة ل 65 مدرسة تابعة للأونروا تعرضت للقصف والتخريب وفق إحصائيات لوزارة التربية والتعليم

وزارة التربية والتعليم أكدت أن العام الدراسي انطلق اليوم في ظل إبادة متواصلة على شعبنا في قطاع غزة وانتهاكات احتلالية متواصلة في الضفة وسط إغلاق المناطق، مؤكدة أن عدوان الاحتلال المتواصل على غزة استهدف أكثر من 25000 طفل/ة ما بين شهيد وجريح؛ منهم ما يزيد عن 10000 طالب مدرسي، ووسط تدمير 90% من مباني المدارس الحكومية البالغ عدد أبنيتها 307

وأكدت الوزارة أنها تمضي بكل أمل لحماية التعليم وتوفير كل الفرص لطلبة غزة، حيث بدأت بإطلاق مدارس افتراضية وفتح مدارس في الضفة للطلبة في غزة، إضافة لسعيهم توفير ما أمكن من تعليم حتى لو داخل خيم متداعية، موضحة أن الحق في التعليم نهج وممارسة وليس ترفاً وتنظيراً وشعارات

 وأشارت الوزارة إلى أن واقع التعليم في القدس لا يختلف عن غزة فهو لا يزال تحت وطأة سياسات الأسرلة والتهويد، وهو ما ينطبق على المناطق المسماة (ج) أيضاً، وحتى على مراكز المدن والمخيمات التي باتت مسرحاً لعمليات تدميرية يشنها الاحتلال كما حصل من انتهاكات في جنين وطولكرم ومخيماتهما

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة