loading

حكي مدني: جرثومة التمويل المشروط

هيئة التحرير

في بودكاست “حكي مدني” الذي يقدمه الزميل علي عبيدات تحدثت رئيس رئيس مجلس إدارة خليل السكاكيني
فادية السلفيتي عن التمويل المشروط التي تقدمه ال USAID أو مؤسسات الاتحاد الأوروبي وغيرها من المؤسسات والتي تُجرم بشكل واضح النضال الفلسطيني

وأوضحت السلفيتي أن التمويل المشروط هو موضوع سياسي بامتياز، فهو ليس عبارة عن عقود واتفاقيات تتضن إجراءات تُجرم النضال الفلسطيني منذ العام 2002 إلى الآن، حيث بدأتها منظمات ال “usaid” ولحقها الاتحاد الأوربي، مؤكدة أن التمويل المشروط هو موضوع شائك ومعقد، مما يطرح أسئلة حول مدى أهمية هذا التمويل وماهيته، مضيفة أن اتفاقيات الإتحاد الأوروبي عام 2019 زادت من حالة التفسخ والشرذمة للعمل الأهلي الفلسطيني رغم التعديلات التي أجريت عليه عام 2020، مشيرة إلى أنه يجب إعادة النظر حول التمويل المشروط خاصة في خضم حرب الإبادة المتواصلة التي يعيشها شعبنا

وأفادت أنه بات هناك تضخم هائل بعدد منظمات العمل الأهلي وتفريخ لعدد كبير من المؤسسات، حيث وصل عدد المؤسسات ل3500 مؤسسة وهو رقم ضخم مقارنة بعدد سكان فلسطين، وأصبح هناك تشابك مصالح حيث مصلحة المؤسسة أن تبقى بغض النظر عن الثمن الذي يُدفع مقابل أن تبقى المؤسسة وما بين عدم وجودها، حيث إغلاق أي مؤؤسة يطرح تساؤل عن الأثر الخدماتي الذي يمكن أن يخلفه إغلاقها وعلى المشهد برمته، وهو ما سبب حالة الكانتونات خاصة في الضفة ما بين عمل هذه المؤسسات، مشيرة إلى أن مؤسسات العمل الأهلي والسلطة تتحملان ما آلت إليه الأمور، فالسلطة حولت تقنين العمل الأهلي من خلال قانون الجمعيات الخيرية وما نتج عنه من إجراءات

السلفيتي قالت أنه ومنذ بدء حرب الإبادة استطاعت بعض المؤسسات أخذ موقف وإعادة مِنَح تم اعطائها لها قبل السابع من أكتوبر، ولكن نظراً لمواقف هذه المؤسسات سواء الأوروبية أو الأمريكية التي اتخذتها من السابع من أكتوبر ، عملت هذه المؤسسات ومن ضمنها خليل السكاكيني على إعادة منحة لمؤسسة تقدم الدعم المالي لعدد كبير من المؤسسات، مشيرة إلى أن هناك من ستة لسبعة مؤسسات قامت بذات الفعل ورفضت التمويل من بعض المؤسسات بسبب مواقفها، مؤكدة أن هناك أحد عشر مؤسسة قُطِعَ عنهم التمويل بشكل كامل، إضافة لوجود بعض المؤسسات التي أعادت جزء من من مبالغ التمويل للمؤسسات مثل “مركز الفن الشعبي، ومركز مرصد للأبحاث”

واسترسلت السلفيتي بأن الوقوف في وجه التمويل المشروط واللجوء لتمويل آخر يحتاج إلى جهد كبير حتى يستطيع أن يحدث وهو شيء صعب الحدوث، رغم وجود العديد من المبادرات حول ذلك، مضيفة أن تحقيق الاستمرارية والتقليل من الاعتمادية يحتاج لمنهجية مدروسة ومسلحة بأدوات تشبه الواقع الفلسطيني وتكون قابلة للتطبيق والتحقيق

وأردفت بأنه ليس هناك فرق بين تمويل ال “USAID”” والتمويل الأوروبي رغم نشاط ال” USAID” في مناطق محددة خاصة في المخيمات خلال الفترة الماضية، وذلك ضمن أجندة سياسية وضمن كافة القيم والأجندة التي سعوا لتلقيمها للمؤسسات، ولذلك من الصعب الانفكاك مرة واحدة لأنها عملية طويلة بحاجة لأدواتها ورؤية حتى يصبح هناك انفكاك، موضحة أن أي تمويل يفرض على المؤسسات مجموعة من الشروط وخاصة التي تُجَرِم النضال الوطني يجب رفضها شكلًا ومضمونًا، ويجب على مؤسسات المجتمع المدني خلق طرق لتحرير موراد الشعب الفلسطيني وتحريكها بما ينسجم مع مصلحة الشعب وتحريرها من سطوة المؤسسات عليها وسطوة التمويل أيضًا

وأكدت أنه يمكن العيش بتمويل طبعه مختلف ومضمونه مختلف ومنسجم مع القيم الفلسطينية، وقادر على المساعدة في تحقيق الأهداف التي تضعها المؤسسات، مؤكدة أن أي تمويل لا يشبههنا ولا قيمنا ويتناقض أخلاقيًا مع قيمنا يجب رفضه، مشيرة إلى أن المرحلة الحالية هي مرحلة مختلفة تمامًا ولها استحقاقاتها، ومؤكدة أن موضوع التطبيع من قبل المؤسسات تم قطعه بشكل أو بآخر بعد السابع من أكتوبر

وطالبت السلفيتي منظمات المجتمع الأهلي بأن تقوم كل مؤسسة بمراجعة سياستها التمويلية وأن يعيدوا النظر بشبكة علاقاتهم مع الجهات المانحة، وأن يحاولوا خلق أدوات تشبه المرحلة التي نعيشها ويكونوا صادقين مع المجتمع الذي يقدمون له الخدمات، متأملة أن تحمل الأيام القادمة أسئلة ومواجهة للنفس أكثر

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة