ترجمة محمد أبو علان/ خاص بالغراف
على خلفية النقاش الداخلي حول شكل الرد الإسرائيلي على الهجمة الإيرانية الأخيرة والخيارات المحتملة بعد الرد الإسرائيلي، وحديث أكثر من مستوى سياسي إسرائيلي بأن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني سيكون محسوب حسب السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، ولن يؤدي لحرب شاملة في المنطقة حسب مصدر سياسي إسرائيلي رفيع، والذي في العادة يكون مكتب نتنياهو.
في هذا السياق نقلت معاريف أون لاين تحليل لجنرال أمريكي سابق في البحرية الأمريكية في أعقاب الهجوم الإيراني على إسرائيل ب (180) صاروخ، والحديث عن تزايد المخاوف في العالم من حرب شاملة وواسعة في منطقة الشرق الأوسط.
جيمس ستافريديس، أدميرال سابق في البحرية الأمريكية وقائذ سابق لحلف شمال الأطلسي كتب في صحيفة بلومبرغ عن ارتدادات هجوم إسرائيلي محتمل لإسرائيل على إيران رداً على إطلاق الصواريخ، وقال إن خيار وقوع حرب شاملة في المنطقة لم يكن يوماً أعلى مما هو عليه هذه الأيام.
فيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي كتبت معاريف أون لاين، في أعقاب الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل تحدث رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وشخصيات سياسية وعسكرية إسرائيلية عن إن إيران ستدفع ثمناً عالياً بعد الهجوم الصاروخي على إسرائيل.
جيمس ستافريديس قال إن الرد الإسرائيلي سيكون وقبل أي شيء آخر من خلال عمليات قصف بعيدة المدى ضد المشروع النووي الإيراني، عبر مجال جوي متنازع عليه طوله حوالي 1600 كم، وإن اللجوء للقصف من الجو يتطلب استخدام قنابل خارقة للتحصينات تحت الأرض، حيث أن جزء من المفاعلات النووية الإيرانية موجودة على عمق 90 متراً تحت الأرض، والحاجة لتزود بالوقود من خلال عملية معقدة لطول المسافة، إلا أن الجيش الإسرائيلي اثبت قدرته على ذلك خلال الهجوم على اليمن، ناهيك عن عملية قصف ال (21) مفاعل نووي المبلغ عنها لمنظمة الطاقة الذرية تحتاج لعشرات إن لم يكن لمئات الطائرات لقصفها.
وتابعت الصحيفة العبرية، الرد الإسرائيلي يمكن أن يكون معتدل ومحسوب، ولكن إيران أعلنت أن أي رد إسرائيلي مهما كان شكله أو حجمة سيحظى برد إيراني جدي وكبير، جيمس ستافريديس قال، في حالة رد إسرائيلي ستصدر التعليمات لحزب الله باستخدام عشرات الصواريخ من نوع أرض-أرض، صحيح أن إسرائيل دمرت جزء من مخزون حزب الله من الصواريخ، ولكن ما تبقى منها سيطلق كموجات على تل أبيب، وعلى حيفا وعلى مواقع عسكرية، ومقر الموساد ومواقع ذات طابع سياسي في القدس، وحجم الأضرار والخسائر سيكونان كبيران حسب الجنرال الأمريكي السابق، مع الأخذ بعين الاعتبار الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
ويرى الجنرال الأمريكي السابق أن حركة حماس هي الأخرى سيكون لها دور في الرد على أي هجوم إسرائيلي على إيران، وقد يصل الأمر لقتل الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وقد تكون أيضاً محاولات لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل نفسها، كالعملية التي كانت في يافا ليلة الهجوم الإيراني على إسرائيل، والحوثيون من اليمن والميليشيات المؤيدة لإيران في العراق ستطلق هي الأخرى صواريخ طويلة المدى على إسرائيل.
من بين كل تلك الخيارات يبين الجنرال الأمريكي أن الأخطر من بينها هو هجوم إيراني صاروخي بالستي على إسرائيل، هجوم كهذا سيكون مكثف أكثر بكثير من الهجوم الذي كان الثلاثاء الماضي، وسيشمل غالبية ال (3000) صاروخ بالستي الموجودة لدى إيران، مما سيزيد الحمل والضغط على منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، على الرغم من الشكوك بالقدرة الإيرانية من حيث الصيانة والإصابة الدقيقة، فقد تقع بعض الأخطاء خلال عمليات الإطلاق.
وعن الولايات المتحدة ودورها أوضح الجنرال الأمريكي أنه من المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستنجر لحرب شاملة في المنطقة بين إيران وإسرائيل، إسرائيل بحاجة لدعم في المعركة، ولمعلومات استخبارية نوعية من طائرات التجسس الأمريكية ومن الأقمار الصناعية، والمساعدة في حرب وعمليات السايبر، وذخيرة متطور وتزويد بالوقود من الجو.
وعن موقف الدول العربية أفاد الجنرال الأمريكي بأن الدول العربية ستحافظ على موقف حيادي علني، مع أن حقيقتها ستكون مرتاحة ومرحبة بضرب حلفاء إيران في المنطقة، وإضعاف القدرات العسكرية لإيران، بالنسبة لتركيا سيكون موقفها غير متوقع، ستمنع من أي طرف من أطراف المواجهة الوصول للمعسكرات التركية.
الجنرال جيمس ستافريديس ختم تحليله بالقول أن خيارات الحرب الشاملة في الشرق الأوسط على خلفية التوتر بين إيران وإسرائيل ستؤدي “لتصدعات في الاقتصاد العالمي، ولمقتل عشرات آلاف الجنود والمدنيين، ولفوضى دبلوماسية، وكل هذا تريد الإدارة الأمريكية تجنبه، مؤكدة على أن لإسرائيل الحق في ضرب إيران، ولكن بدلًا من الرد بشكل يوصل لحرب شاملة، فإنه على إسرائيل الاستمرار في تدمير كل ما يملك حزب الله من قوة، والعمل على إقامة قوة سلام، والتوصل لوقف إطلاق نار، واستعادة الأسرى من قطاع غزة، والاستمرار في استعراض القوة لردع أي تصعيد مستقبلي”.