هيئة التحرير
مع حلول موسم قطف ثمار الزيتون اعتدى قطعان المستوطنين على المزارعين في قرية اللبن الغربي شمال غربي رام الله خلال قطفهم للزيتون، حيث هاجم المستوطنين المزارعين وقاموا بالاعتداء عليهم بالهراوات الحديدية والعصي إضافة لتحطيم المركبات، ما أدى لإصابة الأطفال والنساء والشبان وكبار السن في القرية>
الدكتور قاسم سلامة من بلدة اللبن الغربي قال في حديث ل ” بالغراف” إن المستوطنين قاموا بمهاجتمهم والاعتداء عليهم خلال قطفهم لثمار الزيتون في بلدتهم، مضيفًا أنهم اعتدوا على المزارعين ومركباتهم بالهراوات الحديدية، ولم يفرقوا بين أحد حيث اعتدوا على كافة المتواجدين في الأراضي من النساء والأطفال والشبان والرجال وأكد سلامة أنهم اعتدوا عليهم دون رحمة أو شفقة ودون سابق إنذار، حيث كانوا يقومون بقطف الزيتون فقط ولكنهم تعرضوا للاعتداء على كافة أنحاء جسدهم ما أدى لإصابة العديد منهم، مفيدًا أنه تعرض للإصابة بجروح في الوجه ورضوض بالجسم
ولفت سلامة إلى أنه بعد ذلك أتى جنود الاحتلال ورغم رؤيتهم للاعتداء، إلا أنهم بدأوا بإخبار المزارعين بضرورة إخلاء المكان والعودة لبيوتهم وكأنها منطقة عسكرية مغلقة، مشيرًا إلى أنهم أخبروهم بمن سمح لهم بالقدوم لهذه الأرض مشددًا على أنهم يقومون بقطف ثمار الزيتون في هذه الأرض منذ عشرات السنين.
وأوضح سلامة أنهم لم يتعرضوا لمثل هذا الاعتداء الوحشي في القرية من قبل، حيث تم الاعتداء على المزارعين ومركباتهم بشكل لا يمكن وصفه، مبينًا أن الاعتداء كان قمة في الهمجية والوحشية والاستيطان، مشيراً إلى أنهم ما زالوا في بداية الموسم وأقل مزارع بحاجة لما يقرب من عشرين يومًا للانتهاء من الموسم لأن الموسم يبدو جيدًا، مبينًا أنهم سيعودون للقطف ولكنهم لا يعلمون ما الإجراءات التي ستترتب عقب هذا الاعتداء.
من جانبه تحدث المزارع حاسم يوسف ل” بالغراف” عما حصل معهم قائلًا أنهم عندما كانوا يقطفون ثمار الزيتون في أراضيهم هوجموا من قبل المستوطنين وقاموا بالاعتداء عليهم بالهراوات والسلاح، إضافة إلى قيامهم بتحطيم المركبات وتخريب الآلات الخاصة بالمزارعين، مشيراً إلى أنهم اعتدوا على العديد من المزارعين ما أدى لإصابتهم، مبينًا أن قوات الاحتلال بدورها قامت بإغلاق المحلات التجارية للمواطنين وأحد مداخل القرية.
وأشار يوسف إلى أن المستوطنين يقومون بالاعتداء على أهل القرية والمزارعين في بلدتهم بشكل متكرر فكل من يصل للأراضي بهذه المنطقة للاهتمام بها يتم الاعتداء عليه، مبينًا أنه أصيب في قدمه جراء الاعتداء عليه وأفاد يوسف أنهم سيقومون بالتنسيق مع الارتباط ليعلمون ما عليهم فعله حتى يستطيعون الوصول إلى أراضيهم وقطف ثمار الزيتون وإن كانوا سيتمكنون من قطفه، فما زال الموسم بأوله فهذا كان اليوم الأول لهم، مشددًا على أنهم ما زالوا لا يعلمون ما سيحصل .
رئيس مجلس قروي قرية اللبن الغربي أحمد عبد قال في حديث ل” بالغراف” أنه بدأ موسم قطف الزيتون في القرية، حيث بدأ الأهالي بالذهاب لأراضيهم في هذه المناطق، مشيراً إلى أنهم يذهبون للاهتمام بأراضيهم وبالأشجار المزروعة بها على مدار العام كونها تحتاج لعناية.
وأوضح عبد أنهم عاشوا بالأمس حدثًا فظيعًا ومأساويًا وهمجيًا جدًا، حيث تفاجأ المزارعين وهم يقطفون ثمار الزيتون بقطعان المستوطنين وقاموا بالاعتداء عليهم بالضرب المبرح، مضيفًا أنه نجم عن هذا الاعتداء أكثر من عشر إصابات تراوحت بين تكسير للأيدي والأقدام وإصابات بالرأس من بينها إصابات للأطفال، إضافة لطرد كامل المزارعين من أراضيهم وتحطيم مركباتهم
وأفاد أن أهالي القرية تهافتوا باتجاه الشارع الرئيسي بمحاذاة الأراضي حيث أتى جيش الاحتلال وعمل على فض الأهالي والمزارعين الذين تشبثوا بعدم المغادرة، مفيدًا أنه وعقب ذلك قَدِمَ حرس الحدود وقاموا بإطلاق قنابل الصوت وإطلاق الرصاص وعملوا على تفريق الأهالي.
ولفت عبد إلى أنهم يتعرضون لاعتداءات متكررة في القرية على مدار العام، ولكن هذا الاعتداء كان الأشرس والأخطر والأكثر قوة، مشيراً إلى أنهم يتعرضون للطرد منذ وقت طويل حينما يذهبون لأراضيهم بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة.
عبد أشار إلى أنهم تواصلوا مع العديد من المؤسسات القانونية من ضمنه مؤسسة “النرويج، وبتسيلم، وعدد آخر من المؤسسات التي توثق اعتداءات المستوطنين”، وذلك لتوثيق ما حدث في القرية وتابع عبد بأنهم حتى هذه اللحظة لا يعلمون ما سيحصل في هذه الأراضي حيث الأهالي سيعودون لقطف ثمار الزيتون، فهذا موسم الخير والكل يكون بانتظاره، إضافة إلى أن أشجار الزيتون بحاجة لعناية على مدار العام وبالتالي سيكون هناك اعتداءات أخرى فهذا بات حالهم في الاعتداء والهمجية.
ووجه عبد رسالته لكافة المؤسسات القانونية والإنسانية التي تعمل تحت إطار القانون الدولي بالتوجه لقريتهم والاطلاع على ما يحدث، لأن ما يحدث حاليًا هو عبارة عن اختراق لكافة المواثيق الدولية وللقوانين الداعمة لحقوق الإنسان، كما وجه رسالته للمنظمات الإنسانية التي اعتادوا منها على القيام بكل ما هو لصالح المواطن الأعزل والمزارع البسيط بأن تقف لجانبه وتساعده، وتمكنه من الوصول لهذه الأراضي على مدار العام دون الاعتداء عليه من أي كان، فهي أملاك خاصة للمواطنين.
ووثقت هيئة مقاومة الجدار والإستيطان أكثر من 2000 اعتداء من قبل المستوطنين منذ السابع من أكتوبر على المواطنين في القرى والبلدات الفلسطينية