هيئة التحرير
رفرف العلم الفلسطيني في سماء إيطاليا وعلا صوت النشيد الوطني بإنجاز فلسطيني سطرته لاعبة الكارتيه ابنة مدينة طوباس مريم بشارات بفوزها ببطولة العالم في الكاراتيه، بعزيمة وإصرار وتحدي الفلسطيني الذي يشق طريقه نحو الإنجازات رغم كل الصعِاب ويخلق من وسط الألم الآمال
متحدية كل الظروف ومنتشية بدعم عائلتها انتصرت مريم بمباراة تلو المباراة حتى وصلت للمباراة النهائية واستطاعت الفوز وتحقيق الذهبية ببطولة العالم في الكاراتيه بفئة الشباب والناشئين والتي أقيمت في مدينة البندقية الإيطالية هذا العام، لتحقق إنجازًا كبيرًا مسطرة اسمها بين أبطال العالم
لم تستطع مريم في حديثها ل” بالغراف” أن تصف شعورها بهذا الإنجاز، مؤكدة أنه فخر كبير وإنجاز أكبر وهي فَرِحَة جدًا بهذا الفوز، مفيدة أن شغفها بهذه الرياضة أتى من عائلتها التي تمارس رياضة الكاراتيه منذ ثلاثين عامًا، مبينة أنها خُلِقَت بهذة الرياضة وأحبتها كتيرًا، وبدأت بممارستها منذ كانت في الرابعة من عمرها، حتى استطاعت تحقيق إنجازات كبيرة بها
وأهدت بشارات فوزها هذا لنفسها أولًا لأنه نتاج تعب سنين طويلة ونتاج إعداد وتمرين متواصل ومستمر منذ عدة سنوات، مؤكدة أنها تستحق هذا النجاح الذي استطاعت تحقيقه، كما وأهدته إلى عائلتها المتمثلة بوالديها وأشقائها وكامل عائلتها ومن كانوا بجانبها وقدموا لها الدعم والمساندة للتغلب على كافة الصعوبات والتحديات، كما وأهدت إنجازها أيضًا لدولة فلسطين وخاصة لأهلنا في غزة الذين يعيشون حربًا مستمرة
وأوضحت بشارات أنها لعبت خمسة مباريات بالكامل في هذه البطولة، فكانت مباراتها الأولى مع البوسنة والهرسك، والثاني مع سويسرا، فيما كانت الثالثة مع بلجيكا والتي كانت المؤهلة لبطل المجموعة، واستطاعت التأهل لربع النهائي مع اللاعبة الإيطالية وحققت الانتصار عليها لتتأهل إلى النهائي مع اللاعبة المصرية لتفوز عليها وتُحقق الإنجاز، مؤكدة أن المباريات كانت صعبة فكل لاعبة منهم هي الأفضل في دولتها عن وزنها ولكنها استطاعت التغلب عليهم جميعًا وتحقيق الذهبية.
وأضافت بشارات أنها تتدرب لمدة خمس ساعات بشكل يومي حيث تتمرن لمدة ساعتين صباحًا وثلاث ساعات عقب العودة من المدرسة، مضيفة أنها شاركت بعدة بطولات محلية عربية و دولية، منها بطولة فلسطين التي تحدث مرة كل عام، ومنها بطولات الضفة و بطولات المناطق داخل فلسطين، إضافة إلى مشاركتها في بطولات دولية مثل دوريات عالمية والتي اقيمت بعدة دول منها “الإمارات، إسبانيا، كرواتيا، وإيطاليا”، كما وشاركت أيضًا في بطولات دولية عادية مثل المشاركة في بطولات ب “الشارقة، وأذربيجان”، وبطولات عربية مثل بطولة غرب آسيا، وبطولات عالمية مثل “بطولة العالم، و بطولة آسيا” حيث استطاعت تحقيق الكثير من الإنجازات من خلال مشاركتها في هذه البطولات المتعددة.
وعن شعورها كون والدها هو في ذات الوقت مدربها بينت أنه شعور مختلف، وهو يشكل دافعًا كبيرًا لها، فهو يساعدها كثيرًا في تمارينها وتدريباتها ومشاركاتها في البطولات المحلية والخارجية، مؤكدة أنه يدعمها نفسيًا في كل شيء وبشكل كبير، مضيفة أنها تتلقى دعمًا كبيرًا أيضًا من عائلتها فهم يشجعونها ويشكلون جزءًا كبيرًا من نجاحها من خلال دعمهم اللامتناهي لها
بشارات تؤكد أن حلمها تحقق جزئيًا عقب فوزها بالذهبية في بطولة العالم، ولكن حلمها الأكبر هو المشاركة في أولمبياد السنغال عام 2026 وتحقيق إنجاز عظيم بها وجلب أول ميدالية لفلسطين، مبينة أن خطواتها القادمة هي الحفاظ على المرتبة الأولى في التصنيف على مستوى العالم، إضافة للمشاركة في كافة البطولات القادمة والانتصار بهم.
واجهت بشارات صعوبات عديدة خلال ممارستها لهذه الرياضة منها التنقل بين المناطق داخل فلسطين، إضافة للدعم المادي والذي شكل عائقًا كبيرًا في كثير من المرات، مشيرة إلى أنه وخلال مشاركتها في البطولات لم يكن بجانبها ”دكتور علاج طبيعي، أو مساعد تغذية، أو مساعد نفسي” إلى غيرها من المساعدات التي يحتاجها اللاعب خلال مشاركته في البطولات والتي تشكل دعمًا ودافعًا له لتحقيق الانجازات
وحول ردود فعل من حولها لممارستها هذه الرياضة بينت أن هناك ردود فعل إيجابية لأن هذه الرياضة تقوي من شخصيتها كأنثى، ولكن في المقابل هناك بعض ردود الفعل السلبية لأنها تلعب هذه الرياضة والتي بها حركات تساعد على الدفاع عن النفس ولذلك تجد من لديهم ردة فعل سلبية تجاه هذا المسار، موضحة أنها لا تجعل مثل هذه الردود تؤثر سلبًا عليها
واستطاعت بشارات التوفيق بين دراستها وشغفها الرياضي من خلال التوفيق بين ساعات الدراسة وساعات التدريب الرياضي، مؤكدة أن التوفيق بينهما ليس سهلًا ولا صعبًا لأن حبها للرياضة لا تجعله يؤثر على دراستها بل على العكس من ذلك تبين أن الرياضة تساعد على العقل النظيف مما لا يشكل عائقًا أمام دراستها
من جانبه يؤكد أمين بشارات والد مريم ومدربها في ذات الوقت في حديث ل” بالغراف” أنه يشعر بالفخر والاعتزاز كأب وكمدرب فكان شعوره لا يوصف، مضيفًا أنه أن تكون مدربًا وأبًا في ذات الوقت يجعلك تكون أكثر حرصًا عليها وسندًا لها، مشددًا على فخره واعتزازه بها فهي كان لديها الحافز والإصرار على تحقيق الإنجاز واستطاعت ذلك
بشارات أكد أن مريم بدأت بالتدريب لهذه الرياضة منذ كانت في الرابعة من عمرها، حيث بدأت في رياضة الكاراتيه مع عائلتها، فهم يملكون أكاديمية الأقصى ونادي رياضي يجمع العائلة واللاعبين، فبدأت بممارسة الرياضة وكانت ترى أعمامها وعماتها وهم يمارسونها، إضافة لرؤيتها لشقيقها مصطفى صاحب أول ذهبية في آسيا جعلها تطمح لممارسة هذه الرياضة، ومن ثم انطلقت وبدأت تحصد النتائج المميزة على مستوى النادي والمنطقة والوطن
وأفاد بأن أول مشاركة دولية لها كانت في الفجيرة بدولة الإمارات عندما كانت في الثانية عشر من عمرها وحصدت بها الميدالية الذهبية، مبينًا أنه من وقتها بدأ بالاهتمام بها بشكل أكبر وسعى إلى تطوير مهاراتها حتى بدأت مسيرتها الرياضية تكبر وتتطور إلى أن حققت هذا الإنجاز
بشارات أوضح أن مريم تتدرب يوميًا بمعدل أربع ساعات تدريبية، وعندما تكون في المدرسة فإنها تتدرب لمدة ثلاثة ساعات وفي العطلة الصيفية كانت تتدرب ستة ساعات يوميًا بمعدل ساعتين صباحًا وساعتين مسائًا، إضافة إلى مشاركتها في معسكرات تدريبية خارج أرض الوطن بمعدل ستة ساعات يوميًا
وحول توقعهم بفوز مريم بهذه البطولة، لفت إلى أنهم كانوا يأملون ومتوكلين على الله ويشعرون بالتفاؤل نظرًا لاستمرارية وطموح مريم، مضيفاً أن مريم استطاعت جلب ثلاثة ميداليات في سنة واحدة “ذهبية إسبانيا في الدوري العالمي، ومن ثم برونزية كرواتيا في الدوري العالمي، وذهبية آسيا في الفلبين”، مؤكدًا أن هذه الإنجازات جعلت لديه ولدى العائلة طموحًا وأملًا بوصولها للنهائي وجلبها الذهبية في هذه البطولة، نظرًا لامتلاكها العزيمة والإصرار بالرغم من المنافسة القوية التي كانت متواجدة ولكنها بفضل الله حصلت على هذا الإنجاز
بدورها عبرت عمتها ضحى بشارات في حديث ل” بالغراف” عن فرحتها الكبيرة بهذا الإنجاز، وبأنه شعور لا يُوصف خاصة وأنها كانت ترافقها في المعسكرات التدريبية التي كانت تخوضها، مشيرة إلى أنهم كعائلة كانوا يرافقونها ويشجعونها كفريق لتحقيق هذا الحلم، مضيفة أن هذا حلم عمره 21 عامًا يشملهم كعائلة رياضية واستطاعت مريم تحقيق هذا الحلم
وأفادت أن هذا الإنجاز هو فخر، خاصة في ظل الحرب التي نعيشها فهي خرجت من داخل فلسطين إلى إيطاليا لتحقيق حلم كل فلسطيني وتزرع له السعادة رغم الحرب
وأوضحت بشارات أنهم كعائلة كانوا الداعم الأول لها بشكل دائم، بداية من والدها وأشقائها وأعمامها وعماتها الذين كانوا يدعمونها بشكل متواصل خاصة وأنهم رياضيين ويعلمون شعور الفوز ورفع العلم وما معنى أن تجعل الجميع يفخر بك، مشيرة إلى أن فوزها ببطولة العالم جعلت كل بيت فلسطيني فخور بهذا الإنجاز وفرح به حيث علا النشيد الوطني بإنجاز خاصة في مثل هذه الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني