loading

إبادة جماعية لا تتوقف شمال غزة

هيئة التحرير

مجازر لا تتوقف وجرائم لا تنتهي، قصف وتجويع وتهجير وقتل واعتقال يمارسه جيش الاحتلال في شمال قطاع غزة، إخلاء لمراكز الإيواء وحرقها وحصار للمستشفيات وإخلائها ومنع لدخول أي مساعدات طبية، ومنع لدخول أي مساعدات غذائية أيضًا ومئات آلاف العائلات تنزح بشكل متكرر بحثًا عن مكان آمن يبيتون فيه ولو لليلة واحدة ولكن بلا جدوى فلا يوجد منطقة واحدة آمنة 

عشرات الأهالي الذين اعتقلهم الاحتلال من جباليا وقادهم إلى جهات مجهولة عقب التنكيل بهم، إضافة إلى إجبار آلاف العائلات إلى النزوح من مراكز الإيواء تحت تهديد السلاح وعقب قصف هذه المراكز، كما وقام الاحتلال بحرقها حتى باتت لا تصلح للحياة وذلك ليمنع النازحين من العودة إليها، فيما يواصل الاحتلال فرض حصار مشدد على جباليا ومشروع بيت لاهيا أيضًا وسط قصف عنيف لا يتوقف على هذه المناطق

نداءات استغاثة لا تتوقف من النساء والأطفال ومن الطواقم الطبية والإسعاف والدفاع المدني، نداءات بإدخال المساعدات الغذائية والطبية والأدوات التي يحتاجها الدفاع المدني ليتسنى له انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل، نداءات لا تجد أي استجابة لها فيما يواصل الاحتلال إبادته الجماعية بحق مئات الآلاف من الأهالي شمال قطاع غزة 

المكتب الإعلامي الحكومي أكد أن الاحتلال قتل أكثر من 770 شهيدًا وأصاب أكثر من 1000 جريح، إضافة لوجود عشرات المفقودين في جباليا المخيم والبلد ومحيطهما خلال 19 يوماً، مضيفًا أن الاحتلال أجبر آلاف المدنيين تحت تهديد القتل بالنُّزوح الإجباري من منازلهم وأحيائهم السكينة بمحافظة شمال قطاع غزة

وأفاد المكتب الإعلامي أن أكثر من 100,000 من الجرحى والمرضى بشمال غزة يحتاجون إلى الرّعاية الصّحية والطبية العاجلة، وهي غير متوفرة بسبب قضاء الاحتلال على المنظومة الصحية والمستشفيات الأربعة، وهي “مستشفى اليمن السعيد الذي قصفه الاحتلال أكثر من 3 مرات، ومستشفى العودة، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى كمال عدوان”، مبينًا أن ما تبقى من المستلزمات الطبية نفذ بشكل كامل، إضافة لاستهداف الاحتلال للطواقم الطبية وإعدام وإصابة العديد منهم، وقد كان آخرها إعدام الطبيب محمد غانم الذي يعمل في مستشفى كمال عدوان.

وأوضح المكتب الإعلامي أن جيش الاحتلال أجبر الآلاف من المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن وتحت تهديد القتل والقصف وحرق خيامهم ومراكزهم؛ على النزوح الإجباري والتهجير القسري من منازلهم وأحيائهم السكينة ومن مراكز النزوح والإيواء، وهو ما يعدّ جريمة ضد الإنسانية وفق الجرائم الدولية التي صنّفها القانون الدّولي واتفاقيات حقوق الإنسان.

ولفت المكتب الإعلامي إلى أن الاحتلال مارس التضليل والكذب على المواطنين، فبحسب توثيق روايات ميدانية وشهود عيان للمكتب الإعلامي أن جيش الاحتلال طلب منهم الانتقال حسب مسارات وممرات حددها لهم على أنها آمنة، ولكن عندما مروا منها قام جيش الاحتلال بإطلاق النار عليهم وأعدم العديد منهم وتركهم ينزفون حتى الشهادة، كما وأصاب عدداً آخراً منهم، إضافة لاختطافه عددًا آخرًا بينهم نازحات فلسطينيات، حيث تقدر أعداد المختطفين بأكثر من 200 مختطفٍ اقتادهم الاحتلال إلى جهة مجهولة، معبرًا عن خشيته من إعدامهم ميدانياً كما فعل في مرات سابقة عديدة.

وتابع المكتب الإعلامي بأن الاحتلال قام بنسف وتدمير آلاف الوحدات السّكنية ومئات المنازل والأبراج والمؤسسات المختلفة من خلال استخدام كميات ضخمة من المتفجرات ألقتها طائرات حربية أو من خلال زرعها بين منازل المواطنين، وبين الأحياء السّكينة المدنية ثم تفجيرها مما تسبب بدمار هائل وغير مسبوق، إضافة لاستخدمه وسيلة قنص المدنيين وإبقائهم ينزفون حتى الشهادة في الشوارع ومنع وصول سيارات الإسعاف والطوارئ لهم لإنقاذهم، كما أنه يعمد على إطلاق النار على كل من يحاول إنقاذهم

وطالب المكتب الإعلامي المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والأممية بالعمل على فتح ممرات إنسانية بشكل فوري وعاجل لكي يتسنى إدخال المستلزمات الطبية إلى ما تبقى من طواقم طبية ومستشفى كمال عدوان، إضافة لمحاولة إيصال العلاجات والأدوية إلى مئات الجرحى والمرضى في شمال غزة، والعمل على إدخال الطعام إلى الطواقم الطبية التي بات ينهشها الجوع نتيجة سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال ضد الطواقم الطبية وضد المرضى والجرحى وضد المدنيين والأطفال والنساء وكبار السن.

من جانبه قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل تعمل بشكل منهجي وواسع النطاق على طرد السكان الفلسطينيين وتهجيرهم قسرًا من مناطق شمال قطاع غزة، وذلك تحت وطأة المجازر والقتل الجماعي وقصف المستشفيات ومراكز الإيواء وتدمير مقومات الحياة المتهالكة أساسًا، مُضيفًا أن المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال على الأرض تشير إلى أن مخطط تفريغ الأرض من سكانها وتدمير الوجود الفلسطيني يجري تطبيقه بسرعة غير مسبوقة، فيما يُعامل السكان الذين يرفضون أو لا يتمكنون من إخلاء منازلهم ك “إرهابيين”، ويُواجهون بالقتل والاستهداف المباشر.  

وأوضح المرصد أن جيش الاحتلال صعّد من عملياته ووسعها لتشمل مشروع بيت لاهيا إلى جانب مخيم جباليا، حيث طالب سكان بيت لاهيا بمن في ذلك من هم في مراكز الإيواء والمستشفيات، بإخلائها قسرًا، والتوجه باتجاه المستشفى “الإندونيسي” في جباليا، حيث تقيم قوات الاحتلال حاجزًا للتفتيش قبل إجبار السكان على مغادرة شمال غزة، كما حدث خلال الأيام الماضية مع الآلاف الذين كانوا يتواجدون في مراكز الإيواء محيط مستشفى “الإندونيسي.

وأشار  إلى أن قوات الاحتلال قصفت غالبية مراكز الإيواء في مخيم جباليا وجباليا البلد، مستهدفة النازحين لإجبارهم على الانصياع لأوامر ومخططات التهجير، كما استهدفتهم خلال استجابتهم لذلك، مبينًا أن جيش الاحتلال يفرض حصارًا بالنار على مشروع بيت لاهيا، ويضيق الخناق عليه ويطالب سكانه والنازحين فيه بإخلائه، بعد أن لجأ إليه الكثير من سكان جباليا الرافضين لمغادرة المنطقة.

ودعا المرصد الأمم المتحدة إعلان شمال قطاع غزة منطقة منكوبة، بما يقتضيه ذلك من تدخلات فورية، وإلزام “إسرائيل” بوقف الإبادة الجماعية هناك وحماية المدنيين، خاصة في ظل ارتكاب جيش الاحتلال جرائم قتل جماعية وفردية منهجية وواسعة النطاق، وتجويع متعمد كامل، وتهجير قسري جماعي وتدمير كامل لما كان متبقيًا من مقومات الحياة، مشددًا على أن صم المجتمع الدولي آذانه وتعاجزه عن وقف ما يجري يجعله شريكًا في الإبادة الأكثر وحشية.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة